تنافس على مياه نهر الأردن

أزمة المياه في الشرق الأوسط – فرصة لتوثيق التعاون؟ - الصورة من وكالة الانباء الالمانية / اسوشيتد بريس بحسب ما ذكر على الصورة من الموقع
undefined

ذكرت تقارير منظمة أصدقاء الأرض بالشرق الأوسط أن 98% من مياه نهر الأردن يتم استهلاكها من قبل السكان المحليين، حيث تتنافس إسرائيل والأردن وسوريا والأراضي الفلسطينية على موارد مياه النهر وكذلك على المياه الجوفية بالمنطقة. ويعتقد ملاحظون أنه رغم ما ينجم عن هذا الوضع من توتر كبير، فإنه يتيح أيضا الفرصة لتوثيق التعاون.

وتتناقص مياه نهر الأردن، الذي يعتبر أحد أكثر الأنهار التاريخية بالشرق الأوسط، باستمرار، ولا يصل هذا الرافد إلى مصبه بالبحر الميت إلا على شكل بحيرة، وينخفض مستوى المياه بتلك البحيرة ​​بمقدار متر واحد سنويا.

توزيع غير عادل
ويتمثل قسم كبير من مشكلة المياه في التوزيع غير العادل للموارد المائية، فبينما يعاني السكان الفلسطينيون بالضفة الغربية من نقص المياه، تتمتع المستوطنات اليهودية على بعد بضعة كيلومترات بحمامات السباحة، وهناك يتم ري الحقول بطريقة الرش.

وطبقا لإحصائيات منظمة العفو الدولية، فإن الفلسطيني يحصل بالمتوسط على ​​نحو سبعين لتر ماء يوميا، بينما يحصل الإسرائيلي على ما يقرب من ثلاثمائة لتر. وتفرض حكومة تل أبيب قواعد صارمة، فالفلسطينيون بحاجة إلى إذن من السلطات الإسرائيلية لبناء آبار جديدة، لكن مثل هذا التصريح نادرا ما يمنح، وفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي.

الفلسطيني يحصل بالمتوسط على ​​نحو سبعين لتر ماء يوميا، بينما يحصل الإسرائيلي على ما يقرب من ثلاثمائة

ويقول الخبير بشؤون المياه الفلسطيني أمجد عليوي "مياه الضفة الغربية بطبيعتها ليست نادرة، وهناك ما يكفي من المياه، لكن سياسة الاحتلال الإسرائيلي هي التي تتسبب في شح المياه بالنسبة للفلسطينيين، فلا يتبقى لهم في كثير من الأحيان إلا القليل، ويضطرون حينها لشراء المياه بأسعار مرتفعة من إسرائيل".

 أما مدير هيئة آرافا البيئية الإسرائيلية كلايف ليبشين فيقول "صحيح أن الفلسطينيين يحصلون على كميات أقل من المياه، لكنهم يحتاجون أيضا إلى كميات أقل، ولن تحل هذه المشكلة دون التوصل إلى اتفاق ملزم للطرفين."

مشروع دولي 
وسيتم في إطار مشروع دولي أطلق عليه اسم (أحمر ميت) حفر قناة من البحر الأحمر إلى البحر الميت، ويمكن للمياه أن تتدفق من البحر الأحمر عبر خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 177 كلم، لتغذي بذلك البحر الميت الذي تتناقص مياهه.

في الوقت نفسه ستولد الطاقة الكهرومائية، فالبحر الأحمر يزيد علوه عن الميت بحوالي 417 مترا، على أمل أن ينجح المشروع في ضرب عصفورين بحجر واحد، أي يتم رفد البحر الميت بمزيد من المياه، وفي الوقت ذاته تزويد المناطق الواقعة على طول القناة بالمياه عبر تحلية مياه البحر الأحمر في محطات تقام لهذا الغرض.

ومن غير الواضح ما إذا كانت مشاكل جديدة ستنشأ بين حكومات المنطقة على خلفية هذا المشروع الضخم، وستكشف دراسات الجدوى عن هذا الأمر.

لكن المخاوف تسود بشأن وقوع مزيد من الخلل في التوازن البيئي في البحر الميت بسبب تركيبتها المختلفة عن مياه البحر الأحمر، وفق إدارة المسح الجيولوجي الإسرائيلية.

ومن ناحية أخرى، يرى خبير المياه عليوي أن إنشاء القناة لا يمثل حلا، بل "هو مجرد التفاف على المشكلة الحقيقية" فالحل الطبيعي برأيه "استغلال كميات أقل من مياه نهر الأردن".

المصدر : دويتشه فيله