حملة بغزة لتفسير القرآن للصم

احدى المعلمات تشرح إلى جانب خبير في تعليم اشارات الصم كيفية تفسير القرآن للطلبة الصم
undefined

أحمد فياض-غزة

أنهت جمعيتان فلسطينيتان استعدادهما للبدء بانطلاق المرحلة الأولى من مشروع تعليم تفسير القرآن الكريم للصم في قطاع غزة، بلغة إشارة موحدة.

ويكتسب المشروع -بحسب مختصين- أهمية كبيرة، لكونه التجربة الأولى التي يشرع من خلالها بتفسير القرآن الكريم للصم بلغة موحدة على مستوى العالم الإسلامي الذي يضم عشرة ملايين أصم، من بينهم عشرة آلاف في قطاع غزة وحده.

وتستهدف المرحلة الأولى من المشروع -الممول من مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية القطرية- تدريس المصحف الإشاري للطلبة الصم في المرحلة الثانوية، تمهيداً للانطلاق بهذه الفئة نحو تعليم تفسير القرآن الكريم لكافة مجتمع الصم في قطاع غزة.

ولتحقيق تلك الأهداف نجحت كل من جمعيتي المستقبل للصم الكبار ودار القرآن الكريم والسنة بتنظيم ورشات تدريبية لعدد من مدرسي اللغة العربية والتربية الإسلامية المختصين بتدريس الصم لتعريفهم بآلية تدريس المصحف الإشاري.

وقال مدير جمعية المستقبل أدهم عيد، إن الجمعية فرغت من تدريب وتأهيل ثلاثين مدرساً سيشرفون على تعليم تفسير المصحف الإشاري لنحو مائتي أصم منتسبين لمدرسة ثانوية مختصة بتدريس الصم مطلع العام الدراسي الجديد.

‪عيد: نواجه صعوبة بسبب اختلاف لغة الإشارة بين الدول‬ عيد: نواجه صعوبة بسبب اختلاف لغة الإشارة بين الدول 
‪عيد: نواجه صعوبة بسبب اختلاف لغة الإشارة بين الدول‬ عيد: نواجه صعوبة بسبب اختلاف لغة الإشارة بين الدول 

خطوة أولى
وأضاف عيد أن جمعيته ستحاول كخطوة أولى الإفادة من هذه الشريحة للوصول بالمصحف المفسر بلغة الإشارة إلى كل مجتمع الصم في قطاع غزة، لتعريفهم بالقرآن ومساعدتهم على أداء شعائرهم الدينية.

ويعاني مجتمع الصم في قطاع غزة من جهل كبير في أمور دينهم لعدة أسباب، من بينها حداثة الاهتمام بهذه الفئة التي لم تتوفر لها برامج تعليمية وتثقيفية إلا بعد قدوم السلطة الفلسطينية في عام 1994.

كما أن جهل أولياء الأمور في التعامل مع أبنائهم الصم فاقم جهلهم في الأمور الدينية، إضافة إلى الخصوصية التي تحتاجها عملية تعليم الصم تفسير القرآن مقارنة مع سائر أمور الحياة اليومية الأخرى.

وأوضح مدير الجمعية في حديثه للجزيرة نت أن من بين الصعوبات التي واجهت المدرسين الاختلاف في لغة الإشارة عن اللغة المتداولة في غزة، فالمصحف المفسر معد بلغة الإشارة المطبقة في الأردن وهي تختلف عن مثيلتها المتداولة في غزة.

‪المعلمون يتلقون تدريبا على التعليم بلغة الإشارة‬ المعلمون يتلقون تدريبا على التعليم بلغة الإشارة
‪المعلمون يتلقون تدريبا على التعليم بلغة الإشارة‬ المعلمون يتلقون تدريبا على التعليم بلغة الإشارة

أبرز الإيجابيات
وشدد مسؤول الجمعية على أن من أبرز الإيجابيات التي سيحققها المصحف الإشاري هو توحيد لغة الإشارة التي تتناول تفسير القرآن الكريم، لافتاً إلى أنه عندما سئل المدرسون عن تفسير سورة الفاتحة بلغة الصم في أول لقاء تدريبي لوحظ أن كل مدرس فسرها بإشارات مختلفة عن الآخر.

ويتضمن المصحف المفسر إشارياً -والمحمل على أقراص تخزين صلبة ومتنقلة- عرض فيديو تظهر فيه آيات القرآن الكريم مكتوبة ومنطوقة وصورا توضيحية، إضافة إلى مترجم يتولى تفسير الآيات إشارياً.

ويعتمد المصحف الإشاري على الترجمة التفسيرية للآيات القرآنية، وقد عكفت على إعداده جمعية المحافظة على القرآن الكريم بالأردن على مدار خمس سنوات بالتعاون مع وزارة الأوقاف الأردنية، وبمشاركة طواقم من علماء التفسير ومترجمي لغة الإشارة وفنيين آخرين.

من جانبه قال مدير عام جمعية دار القرآن الكريم والسنة محمود خاص إن فكرة المشروع انطلقت عندما تبين جهل الكثير من الصم في غزة بشعائر الدين الإسلامي وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

وأوضح للجزيرة نت أن مشروع تعليم تفسير القرآن الكريم هو اللبنة الأولى على صعيد الوصول إلى شريحة الصم، داعياً أبناء فلسطين والعالم العربي إلى مدِّ يد العون للجمعية لمساعدتها على الوصول إلى شريحة الصم في أسرع وقت، ومتقدما بالشكر لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية على تمويل المرحلة الأولى من المشروع بمساعدة جمعيات الصم في غزة والأردن.

المصدر : الجزيرة