الميتيه شراب الأرجنتين الشعبي

تعرض الكثيرون من أبناء الأرجنتين للإحباط بسبب نقص كميات شاي الأعشاب المعروف باسم "ميتيه" المعروضة في المتاجر نتيجة توقف الإمدادات مؤخرا لخلافات حول السعر، فهذه النوعية من الأعشاب تستخدم في إعداد مشروب شعبي منتشر على نطاق واسع في البلاد.

ويعرف هذا النوع من المشروبات أيضا باسم يربا ميتيه (ويربا كلمة إسبانية تعني العشب البري)،  ويشير إليه خبراء الاقتصاد المحليون بوصف "الذهب الأخضر", ويعد تناول هذا الشاي العشبي من الأمور الشائعة بين جميع الطبقات الاجتماعية في الأرجنتين.

ونظرا لأهمية هذه النوعية من الشاي تم تنفيذ مشروع اسمه "طريق يربا ميتيه" وهو منطقة حافلة بمزارع الشاي العشبي ومصانع إنتاجه، وتنظم إلى هذه المنطقة رحلات للتعريف بطرق زراعته وحصاده وتصنيعه، ويقول مدير المشروع أليخاندرو جروبر إن المشروب "رمز لكونه أرجنتينيا كما أنه يعمل على تهدئة الروح ويساعدنا على التواصل الاجتماعي، وهو نوع من الطعام يملأنا بالطاقة".

ويقدم هذا المشروب دائما مع مصاصة شرب معدنية يطلق عليها اسم بومبيلا, وثمة نوع آخر من المشروب يتم إعداده من أوراق ميتيه المحمصة ويعد عنصرا غذائيا مهما في المنظومة الغذائية الأساسية للشرائح الفقيرة في المجتمع الأرجنتيني.

وتقول خبيرة الزراعة خوسفينا أرمندارس إن يربا ميتيه يحتوي على قيمة غذائية عالية, كما أنه غني بالمواد المضادة للأكسدة ويحتوي على مادة بوليفينولز, ويعد مشروبا للطاقة بفضل احتوائه على مادة تشبه الكافيين وهي مادة فعالة في مجموعة مضادات الأكسدة , كما أنه مصدر رئيسي للفيتامينات مثل "بي كومبلكس" و"أ" و"سي" و"إي" ويحتوي على الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والبوتاسيوم والماغنسيوم والمنجنيز والحديد والكالسيوم والصوديوم.

ويقوم المزارعون بمعالجة أوراق النبات وبعض الأغصان الصغيرة وتجفيفها في درجة حرارة عالية لمنع عملية التأكسد وفساد الأوراق، ثم يتم طحن الأوراق وتحويلها إلى مسحوق وتترك لتكتسب مذاقها ورائحتها العطرية.   وتنتج الأرجنتين حاليا نحو 300 ألف طن من يربا ميتيه سنويا، وتصدر منها نحو 30 ألف طن إلى سوريا ولبنان حيث أصبح المشروب يلقى إقبالا من مواطني الدولتين.

وأعلنت الأرجنتين أن ميتيه هو مشروبها الوطني عام 2010 وفي عام 2004 أنشأ المسؤولون بقطاع السياحة "طريق يربا ميتيه" وهو يضم منشآت لزراعة يربا ميتيه بولايتي كورينتيس وميسيونيس.