دعوة لنسق عربي في علوم الفلك

جانب آخر من منصة مؤتمر الفلك
undefined
 
طارق أشقر–مسقط

أكد فلكيون وأكاديميون مشاركون في المؤتمر العربي العاشر لعلوم الفضاء والفلك -الذي انطلقت فعالياته الأحد بالعاصمة العمانية مسقط- ضعف المقدرات العلمية والبحثية المعاصرة للدول العربية في مجال الفضاء والفلك، مطالبين بوضع نسق علمي متكامل بين الدول العربية والإسلامية بهذا المجال للاستفادة منه في تطوير المجتمعات المعاصرة.

وقال أستاذ علوم الفضاء في جامعة القدس بفلسطين المحتلة عماد البرغوثي للجزيرة نت إنه بالرغم مما للحضارة الإسلامية من إنجازات فلكية قديمة عبر إسهامات ابن الهيثم والفارابي والبيروني، فإن مخرجات العرب في العصر الحديث بهذا المجال إن لم تكن معدومة فهي جد متواضعة.

وأرجع صاحب "نموذج البرغوثي لدراسة سلوك الأيونات في فضاء الأرض ومحاكات الطبقات العليا" السبب في ذلك التراجع العلمي إلى عدم اهتمام القرار السياسي العربي بهذا المجال، ولكون الجامعات العربية غير معنية وغير مهتمة بهذا النوع من العلوم.

واعتبر أن كثيرا من رؤساء الجامعات ومراكز البحوث في المنطقة العربية لا علاقة قوية لهم بالعلم، مؤكداً أن ضعف الإنفاق على البحوث العلمية بالمنطقة حولها إلى مستقبـِل لنتائج الآخرين العلمية وغير مضيفة إلا على المستوى الفردي، وما تصرفه 22 دولة عربية لا يساوي سدس نفقات إسرائيل على البحث العلمي.

ومن جانبه يرى الأستاذ في جامعة القصيم السعودية عبد الله عبد الرحمن المسند أن العالم العربي والإسلامي يعيش أحلك ظروفه العلمية والتقنية، مع وجود حالة من الاتكاء على الإرث الإسلامي عبر نبش المخطوطات وشرح المتون الفلكية التي برع فيها العلماء المسلمون والعرب في قرون سالفة.

وأضاف المسند أن ما يعانيه حاضر علوم الفلك والفضاء بالمنطقة من ضعف ينسحب على كافة المجالات التقنية والإدارية والسياسية وحتى الفنية، مطالبا بتهيئة البيئات العلمية التي تساعد على الوصول لمخرجات علمية تتناسب مع مقتضيات التطور العلمي في العصر الحديث.

جانب من الحضور (الجزيرة نت)
جانب من الحضور (الجزيرة نت)

كما تحدث للجزيرة نت أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة اليرموك الأردنية الدكتور مشهور أحمد الورداس، مؤكدا أن النسق العلمي العربي المعاصر في مجال الفلك لا يرضي طموح الفلكيين العرب، وأن ضعف الذخيرة العلمية في هذا المجال مرده إلى ضعف الكفاءات المخبرية وقلة المراصد العربية القادرة على المنافسة.

وأكد أن قـُطر المراصد الفلكية فيو شيلي هاواي وروسيا وصل إلى عشرة أمتار وهي أكبر من قطر أكثر المراصد العربية تطورا، مطالبا بتهيئة المراصد لتضطلع بدورها البحثي وببناء الكفاءات البشرية، وتشجيع الشباب على التوجه إلى دراسة العلوم البحثية البحتة كالفيزياء والكيمياء التي اعتبرها روح العلوم.

وعوّل الورداس على المؤتمرات الفلكية المتخصصة لتلعب دورا تشجيعيا يدفع الجيل الصاعد للتخصص في علوم الفضاء، على أمل أن يسهم الاهتمام الإعلامي بهذه المؤتمرات في خلق ثقافة علمية محفزة للشباب، شبيهة بما هو سائد من تعلق بالعلوم ذات المهن الجاهزة كالطب والهندسة وغيرها.

وأبدى أمله في أن تؤدي جهود الفلكيين في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك  والمشروع الإسلامي لرصد الأهلة إلى خلق قناعة ترسخ لدى أصحاب القرار في المنطقة ضرورة رد الرؤية التي تتعارض مع الحسابات الفلكية عند رصد مطالع الشهور القمرية، على أمل أن تتمكن الأمة الإسلامية من توحيد مطالعها.

ومن جانبه يرى رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك حميد مجول النعيمي أن اهتمام الحكومات العربية بتنمية البنيات التحتية التنموية العاجلة ذات العلاقة بالخدمات الأساسية، وانعدام الهيكلية العلمية أدى الى ضعف الاهتمام بعلوم الفضاء والفلك في المنطقة.

وأضاف أن المنطقة العربية فيها علماء ممتازون، وهواة فلك طموحون ويعشقون الفلك، وإمكانيات مالية ضخمة، ومواقع فلكية مهمة، غير أنها في حاجة لجمع هذا الشتات من الإمكانيات لدعم النسق العلمي في مجال الفلك، مطالبا بإنشاء وكالة فضاء عربية يشترك فيها كافة علماء الفضاء والفلك العرب والحكومات في المنطقة.

يذكر أن المؤتمر العاشر للفضاء والفلك تنظمه الجمعية الفلكية العُمانية وتستمر فعالياته حتى الأربعاء 8 فبراير/شباط، ويناقش مجموعة متنوعة من أوراق العمل ذات العلاقة بعلوم الفلك وسبل تطويرها.

المصدر : الجزيرة