إقبال متزايد على الأعشاب بماليزيا

أنواع متعددة من الأعشاب والنباتات التي تجري عليها البحوث - تقرير/ محمود العدم

الأعشاب والنباتات الماليزية تستخدم في الغذاء ومستحضرات التجميل والعطور والأدوية

محمود العدم-كوالالمبور

تنتشر في غابات ماليزيا الممتدة على نحو نصف مساحة البلاد قرابة ستة آلاف عشبة طبيعة, يمكن استخدامها في منتجات الغذاء ومستحضرات التجميل والعطور والأدوية المصنعة والطبيعية.

ووفقا لتقرير نشره المعهد الماليزي لبحوث الغابات فإن المستخرجات والمركبات الكيماوية لعشرين نوعا من هذه الأعشاب -تمت دراستها في المعهد- تحتوي على مضادات الأكسدة والاشتعال, وتحتوي كذلك على مضادات الجراثيم، إضافة إلى المواد المستخدمة في المبيدات الحيوية.

وأشار مدير المعهد الدكتور عبد اللطيف محمد إلى الإقبال الكبير المتزايد من فئات الشعب على استخدام هذه الأعشاب في مجالات التداوي ومستحضرات التجميل والأغذية الصحية. 

إبراهيم عبد العزيز: العديد من الأبحاث على الأعشاب أعطت نتائج إيجابية
إبراهيم عبد العزيز: العديد من الأبحاث على الأعشاب أعطت نتائج إيجابية

احتضان علمي
وأشار تقرير المعهد إلى أنه تم إنشاء مركز متخصص في "تكنولوجيا الأعشاب" للمساهمة في تكثيف البحوث والدراسات على هذه الأنواع, خصوصا فيما يتعلق بالأدوية والرعاية الصحية للوصول إلى إنتاج كميات تجارية تتوافق مع تزايد الطلب عليها.

ومع الانتشار الكبير لاستخدامات هذه الأعشاب فقد سعت كثير من الجامعات ومؤسسات البحث في ماليزيا إلى تخصيص أقسام خاصة لدراستها، وإجراء بحوث على خصائصها العلاجية والغذائية، والتعرف على آثارها, وهي تحظى بدعم كبير من وزارة التعليم العالي والمؤسسات العلمية.

كما ظهرت في الآونة الأخيرة كليات متخصصة في ماليزيا تعرف باسم كليات الطب البديل، وهي تعنى بتخريج المتخصصين بالنباتات الطبية وكيفية العلاج بها وإجراء الدراسات العلمية عليها.

وعلى الرغم من النتائج المشجعة التي توصلت لها البحوث التي أجريت على أنواع من هذه الأعشاب والإقبال المتزايد على منتجاتها، إلا أن الكلفة الباهظة لإجراء هذه الأبحاث مقابل نقص الميزانيات المخصصة لها يقف عائقا أمام تطويرها والوصول إلى أفضل النتائج، وفقا لرئيسة قسم المنتجات الطبيعية في المعهد، الدكتورة رشاده مات علي.

وعلقت الدكتورة على التقرير بالقول إنها ستكون خسارة كبيرة للبلاد لو لم يتم الوصول إلى أكبر فائدة من الإمكانات الهائلة المتوفرة في هذا المجال، سواء الثروات الطبيعية في الغابات أو الخبرة اللازمة والكوادر البشرية الكافية المؤهلة, خصوصا أن العوائد المتوقعة لهذه الصناعة تقترب من نحو مليار دولار سنويا بحلول عام 2020.

وبدوره أكد المحاضر والباحث في كلية الطب في الجامعة التكنولوجية مارا الماليزية، الدكتور إبراهيم عبد العزيز إبراهيم، أن عمليات تطوير منتجات الأعشاب تنطوي على مراحل متعددة وبحوث تفصيلية ودراسات قبل وبعد استخدامها، سواء في مجالات العلاج أو الغذاء للوصول بها إلى أفضل النتائج المرجوة, وهو ما يحتاج إلى توفير ميزانيات ضخمة لإتمامها.

وأشار في تصريحات للجزيرة نت إلى أن العديد من الأبحاث على الأعشاب أعطت نتائج إيجابية مشجعة جدا، غير أن عدم كفاية التمويل المالي وتجهيز المختبرات حال دون إتمامها، وهو ما يشكل تحديا كبيرا للعلماء في هذا المجال.

الغابات تغطي نصف مساحة ماليزيا تقريبا
الغابات تغطي نصف مساحة ماليزيا تقريبا

أعشاب شائعة
ومن بين الأعشاب المعروفة التي أجريت عليها الأبحاث: الكركم وكافر الجير والسترونيلا والريحان والغافث, وقد ثبتت نجاعة هذه الأعشاب في مجالات أدوية تنقية الدم والحمى والإسهال والملاريا والأمراض البكتيرية, وهناك عشبة شهيرة اسمها بالمالوية "ميساي كوتشِنج" أو شارب القطة تستخدم لعلاج السكري وحصى الكلى وأمراض المسالك البولية، وفقا للدكتور إبراهيم.

أما الجنسينغ فهو عند الآسيويين صيدلية "وقائية" متكاملة, وتعتبر كمية قليلة (نصف غرام) من مسحوق جذورها، أو نصف كأس صغيرة من منقوع جذورها المغلية، "كافية لبعث الحيوية والقوة والنشاط في الجسم, إذ إن تأثيره ينصب بشكل مباشر على تقوية عمل القلب، وتسهيل جريان الدم، وتنشيط عمل الكلى، وتنشيط جهاز المناعة، وتعديل مستوى السكر والكولسترول في الدم" بحسب الخبير جوهان شاندرا في تصريحات سابقة للجزيرة نت.

كما يعتبر الصبار الأرضي واحدا من أهم أعشاب مستحضرات التجميل، ويطلق عليه في اللهجة المحلية "نبات الخلود"، فقد ثبت احتواؤه على مواد لعلاج الجروح والحروق والأمراض الجلدية والأكزيما وجفاف البشرة والفطريات, كما تستخدم مستخلصاته في صناعة مستحضرات التجميل الطبيعية كالشامبو ومرطبات الجلد والواقيات من أشعة الشمس والصابون.

ويشير الدكتور إبراهيم إلى أن عشبة الشاي الأخضر تعتبر من أشهر الأعشاب المنتشرة في ماليزيا، وهي ذات فوائد كثيرة، فهي تعمل على تخفيض خطر الإصابة بسرطان المريء, كما أن هناك دراسات أكدت أن وجود مركب في الشاي الأخضر يمنع نمو الخلايا السرطانية, كما أشارت بحوث أخرى إلى فوائد هذه العشبة في تخفيض مستوى الكولسترول الكلي.

المصدر : الجزيرة