التلوث يعطل الحياة في طهران

الصورة رقم 1: لمدينة طهران تلفها غيمة التلوث

مدينة طهران تلفها غيمة التلوث (الجزيرة نت)
مدينة طهران تلفها غيمة التلوث (الجزيرة نت)

فرح الزمان أبو شعير-طهران

أخفى تلوث الهواء الشديد معالم العاصمة الإيرانية طهران منذ أوائل الأسبوع الماضي لتغرق داخل سحابة ضبابية لا تزال تلفُّها إلى اليوم، مما أدى بوزارة الصحة الإيرانية إلى إعلان حالة الخطر ونشر حافلات الطوارئ المجهزة بالوسائل الطبية اللازمة في ست نقاط من أنحاء المدينة.

ووفق إحصائيات وزارة الصحة فإن تلوث الهواء في طهران يتسبب سنوياً بوفاة نحو أربعة آلاف شخص، لكن بعد الأزمة الأخيرة ارتفعت نسبة المراجعين بأمراض الرئة والقلب والربو إلى 30% مما يرجح ارتفاع هذا العدد.

وكانت الحكومة الإيرانية قررت عطلة رسمية لعدة أيام شملت المؤسسات التعليمية والحكومية بهدف الحد من الحركة على الطرقات، كما اتخذت قراراُ بتشييد مراوح عملاقة في مناطق مختلفة حول العاصمة لمنع تجمع الذرات الملوثة العالقة في الهواء.

كما شددت تطبيق قانون مرور المركبات وفق أرقام لوحاتها الزوجية والفردية حسب أيام الأسبوع، ليشمل المدينة بأكملها بعد أن كان يطبق فقط جنوبي طهران وهي المنطقة الأكثر ازدحاماً وتلوثاً.


إسماعيل كهرم عضو لجنة البيئة في طهران(الجزيرة نت)
إسماعيل كهرم عضو لجنة البيئة في طهران(الجزيرة نت)

أسباب التلوث
وقال عضو لجنة البيئة في طهران، إسماعيل كهرم إن الغازات والمصانع المحيطة بالمدينة ولا سيما معامل الكابلات تسبب تلوث الهواء بنسبة 30%، بينما السبعين بالمائة المتبقية ناتجة عن وسائل النقل.

وأضاف "في طهران وحدها يسير نحو مليونين وثمانمائة ألف سيارة ، أكثر من نصفها لم تخضع لفحوصات فنية دورية وهو ما يعني أن عوادمها غير فعالة وتطلق دخاناً أكثر، كذلك عدم مراعاة مقاييس الجودة الفنية في صناعة غالبية السيارات التي بدأ تطبيقها في معامل السيارات الإيرانية منذ عام 2003".

وأشار كهرم إلى أن عدد الدراجات النارية في طهران يعادل تقريباً عدد السيارات، وأن التلوث الذي تسببه دراجة واحدة يساوي عدة سيارات, فهذه الدراجات تطلق تقريباً 50% من المواد الملوِّثة التي تسببها المركبات.

وبسبب العقوبات الدولية التي دخلت حيز التنفيذ ومن بينها حظر استيراد البنزين، لجأت إيران إلى إنتاج هذه المادة محليا لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولكن ذلك قد يكون سبباً في ارتفاع نسبة التلوث، وفي هذا الصدد، يرى كهرم أن تدني نوعية هذا البنزين قد يؤثر على محركات السيارات لتطلق دخاناً أكثر، كما أنه ينتج مادة وجزيئات المركبات العطرية التي تسبب السرطان.

ويقول كهرم إن الحكومة وضعت خطة للتخلص من هذه المشكلة على المدى البعيد، حيث تعمل على تشجير طهران بشكل أكبر، وتوسيع شبكة قطار الأنفاق للتقليل من الآثار السلبية الناجمة عن وسائل النقل، لكنه يرى أنها "خطة تحتاج لدعم أكبر ولتنفيذ أسرع تفادياً للعواقب".


 قاسم عمراني بروفيسور علم البيئة في جامعة طهران (الجزيرة نت)
 قاسم عمراني بروفيسور علم البيئة في جامعة طهران (الجزيرة نت)

الموقع الجغرافي
ويرى المختصون أن موقع طهران الجغرافي المحاط بالجبال لا يساعد على حركة الذرات الملوثة في الهواء، فضلاً عن عدم تساقط الأمطار وانعدام حركة الرياح لفترة طويلة يبقي الدخان والهواء الملوث عالقاُ وغير قادر على الدوران، كما أكد البروفيسور قاسم عمراني أستاذ علم البيئة في جامعة طهران.

وأضاف عمراني للجزيرة نت أن غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان الناتجين عن تحلل النفايات يؤثران على التغييرات المناخية، وبالتالي رفع نسبة تلوث الهواء في العاصمة.

كما أشار إلى وجود خطة حكومية طبقت جزئيا تهدف للحض على دفن كافة أنواع النفايات المولدة للغازات الملوثة بشكل تراعى فيه كافة المعايير والضوابط.

المصدر : الجزيرة