صراع الإنسان والفيلة بإندونيسيا

فيلة - تقرير عن صراع الانسان والفيلة في اندونيسيا
                       
محمود العدم-جاكرتا
 
تشهد العديد من مناطق الأرخبيل الإندونيسي جولات من النزال الشرس المتكرر بين السكان والفيلة، بما يقدم مثالا جليا لصراع البقاء والتنافس على مقدرات العيش.
 
وبدأت فصول هذا الصراع الممتد حتى الآن, منذ أن شرعت الحكومة الإندونيسية في ثمانينيات القرن الماضي في شق الطرق واستصلاح أجزاء من الغابات في عدد من الجزر مثل سومطرة وكلمنتان لتوطين السكان فيها, حيث قاومت الفيلة ما اعتبرته اعتداء على بيئتها الطبيعية ومنافسة لها على مصدر قوتها.
 
تهديد بالانقراض
وبحسب بيانات جمعية المحافظة على الحياة البرية الإندونيسية فإن هذه الصراعات غالبا ما تؤدي إلى سقوط ضحايا من السكان ووقوع خسائر جسيمة في الممتلكات والمحاصيل, إضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من الفيلة مما يهدد بانقراضها في تلك المناطق.

وتشير إحصاءات الجمعية إلى أن عدد الفيلة في جزيرة سومطرة كان يقترب في عام 1992 من خمسة آلاف, أما الآن فهو على أكثر تقدير لا يتجاوز 2800, أما في جزيرة كلمانتان فهو يقل الآن عن مائة فيل, وهو ما اعتبرته الجمعية تهديدا خطير لحياة الفيلة بحسب الناشط البيئي في الجمعية دوني غوناريادي.

 
ويضيف غوناريادي في حديثه للجزيرة نت أن نسبة الفيلة التي تعيش في المناطق المحمية هي فقط 15%, في حين يعيش الباقي في مناطق يتهددها الخطر من قبل السكان الذين يعانون أيضا من اعتداءات الفيلة على مساكنهم ومحاصيلهم, مما يدفعهم لقتل هذه الفيلة عن طريق دس السم لها في المزروعات المفضلة لديها.
 

دوني غوناريادي
دوني غوناريادي

وتقدر الجمعية أن عدد المناطق الطبيعية للفيلة تقلص في منطقة مثل لامبونغ -على سبيل المثال- من 12 منطقة إلى ثلاث مناطق فقط, وهو ما يعني بحسب الجمعية أن مسألة حماية الفيلة أصبحت معقدة وبحاجة إلى تعاون جهات متعددة.

 
وأوضح غوناريادي أن وسائل الفيلة في الدفاع عن مقدراتها تتنوع بحسب الخطر الذي يتهددها، فهي تبدأ من تدمير أبراج المراقبة إلى تخريب الأراضي الزراعية المحاذية لمناطقها, وتتطور لمهاجمة الدفيئات الزراعية والبيوت وفي المراحل الأخيرة تهاجم السكان مما يتسبب في الغالب في سقوط ضحايا من كلا الطرفين.

تعايش وانتفاع
بدورها تقوم الحكومة عبر وزارة الغابات بتنفيذ برنامج الخطوات الثلاث "الإدارة والرعاية والانتفاع"، ويقوم البرنامج على إعادة تنظيم وجود الفيلة المشتتة وحصر حركتها في مناطق مناسبة, إضافة إلى توفير ما تحتاجه من الرعاية والغذاء لتحويلها إلى حيوانات نافعة, وفي خطوة أخيرة توفير مركز تدريب الفيلة لحمايتها والاستفادة منها.

كما أصدرت وزارة الغابات عام 2008 قرارا بشأن آليات تخفيف الصراع بين البشر والحيوانات من أجل تنسيق الجهود بين الوزارة والأقاليم.

ومن وسائل التخفيف من حدة الصراع ينصح خبراء بالحد من عمليات الاعتداء على الغابات والقطع العشوائي للأشجار التي تهدد مناطق سكن الحيوانات الطبيعية, كما يُنصح بزراعة النباتات التي لا ترغب فيها الفيلة كالقرنفل وجوزة الطيب والحريف, إضافة إلى بناء الخنادق والقنوات وزرع الأشجار التي تمنع هجوم الفيلة.

المصدر : الجزيرة