البحرين تحيي مهنة صيد اللؤلؤ

عملية فتح المحار تتم على متن الفينة تحت اشراف النوخذة(القائد)

عملية فتح المحار تتم على متن السفينة (الجزيرة نت) 


حسن محفوظ-المنامة
 
تتواصل على سواحل العاصمة البحرينية المنامة لليوم الرابع على التوالي رحلة إحياء ذكرى الغوص الـ21 التي ينظمها النادي البحري الرياضي الكويتي بالتعاون مع قطاع السياحة في البحرين.
 
ويسعى القائمون على هذا المشروع إلى إحياء مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ التي تلاشت مع تنامي اكتشاف النفط في الخليج خلال النصف الأول من القرن الماضي والتي كانت تعتبر أحد أهم الاقتصادات في دول الخليج.
 
وقال الوكيل المساعد للسياحة بوزارة الإعلام البحرينية أحمد النواخذة إن إحياء مهنة اللؤلؤ أصبح أهم العناصر المكملة للسياحة في البحرين لما لهذه المهنة من أهمية لدى الخليجيين.
 
وأضاف النواخذة للجزيرة نت أن هذه الرحلة تأتي بالتزامن مع إطلاق المنامة مشروع مسار اللؤلؤ وهو يعنى بتوثيق مهنة الغوص من خلال تخصيص طريق في مدينة المحرق شرق العاصمة المنامة يبدأ من الأحياء القديمة إلى البحر بطول 3200 متر.
 
وأوضح أن الطريق سيحتوي على سوق للطواويش (بائعو اللؤلؤ) وبيوت نموذجية للغواصين وأخرى لأهازيج فنون البحر، مشيرا إلى أن البحرين تسعى لتسجيل هذه المهنة في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
 
يوم الغواصين

يعرض اللؤلؤ على القماش الأحمر دائما (الجزيرة نت)
يعرض اللؤلؤ على القماش الأحمر دائما (الجزيرة نت)

ويبدأ عمل الغواصين منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى المساء في البحث عن المحار في مغاصات اللؤلؤ البحرينية التي تعتبر أفضل المغاصات في منطقة الخليج بواسطة خمس سفن شراعية على متنها 42 شابا تراوح أعمارهم بين الخمسة عشر والعشرين عاما.

 
كما يقوم شباب آخرون بتدريبهم بإشراف بعض كبار السن ممن عملوا في مهن الغوص. ويؤدي الغواصون أيضا بعض أهازيج فنون البحر أثناء عملية الغوص وبعدها.
 
برنامج رحلة الغوص -الذي سيستمر حتى الأول من أغسطس/آب القادم- استطاع فيه الغواصون الشباب إخراج 1500 محارة حتى الآن وجدوا أربعين لؤلؤة في بعض ما تيسر لهم فتحه.
 
وفي هذا السياق قال النوخذة يوسف النجار منسق الرحلة إن الغواصين يعيشون الجو الذي كان يعيشه الغواصون من خلال علاقتهم بالنوخذة والجو العام للرحلة. وأضاف النجار للجزيرة نت أن الغواص يعطى وجبتين في اليوم، الأولى في الصباح وهي التمر والقهوة العربية فقط وهي وجبة الغواصين في السابق والوجبة الثانية هي الغذاء.
 
وأوضح النجار أن النادي يحاول أن يحافظ على هذه المهنة التي تلاقي عزوف الشباب بسبب العمل الشاق فيها مستدلا بالمثل الخليجي القائل (أشلك بالبحر وأهواله ورزق الله على السيف).
 
ولفت إلى أن هذه المهنة قد تكون مهددة بالاندثار إذا لم يحافظ عليها من قبل الجهات المعنية في الخليج.
 
اشتغال بالذاكرة
غير أن الباحث في التراث البحريني محمد جمال رأى أن مهنة الغوص انتهت بسبب عدم جدواها الاقتصادي وأن ما يحصل هو إعادة اشتغال الذاكرة بمهنة الغوص.
 
وأضاف جمال في حديث للجزيرة نت أن التركيز في الوقت الحالي على الثقافة القديمة وإعادة إحياء التراث والمهن القديمة هو بسبب ما نتج من سوء سلوكيات العصر الحالي وأثرها على العلاقات بين الناس، الأمر الذي أثر على الهوية الخليجية.
 
واعتبر الباحث جمال أن الجيل الجديد بتنوع ثقافاته ولد انفصاما بين المواطن والوطن وأثر على عاداته وتراثه، مشيرا إلى أن إرجاع هذه المهنة يمكن أن يكون له حضور للشباب إذا أدخلت معها الحداثة.
المصدر : الجزيرة