مقهى أميركي لمناهضة الحروب

REUTERS/ U.S. soldiers from the Second Stryker Cavalry Regiment rest next dogs trained to sniff for explosives at the Diyala media center in Diyala province August 6, 2008. REUTERS/Andrea

سينثيا تفتح مقهى مناهضا للحرب بعد إرسال زوجها للحروب على مدى 17 عاما (رويترز-أرشيف)

بعد إرسال زوجها عدة مرات إلى ساحات القتال على مدى 17 عاما، طفح الكيل بسينثيا توماس، فأسست مقهى "أندر ذي هود" وهو "حركة المحاربين القدامى في العراق ضد الحرب" للتخفيف عن آلام الجنود الأميركيين الرافضين للحرب.

فالملصقات المناهضة للحرب تلف جدران المقهى إلى جانب أشرطة الفيديو الإخبارية عن الجنود الذين انتحروا أو ارتكبوا الجرائم منذ عودتهم من العراق أو أفغانستان.

وهذا المقهى جاء على غرار ما حدث إبان حرب فيتنام عندما اجتذبت الحركة المناهضة للحرب عدة آلاف من الجنود للانضمام إلى "حركة المحاربين القدامى في فيتنام ضد الحرب".

فبعد أن خدم زوج سينثيا في حرب الخليج الأولى في تسعينيات القرن الماضي، تم إرساله إلى العراق عدة مرات على مدى السنوات الست الماضية، ليعود باضطرابات بالغة في المخ وكسور في الظهر عندما انقلبت المركبة التي كان يستقلها، حسب قول زوجته.

وكان القرار التالي لابن زوجها بالانضمام لقوات مشاة البحرية أقوى من طاقة احتمالها، معلقة على الحروب الطويلة في أفغانستان والعراق بالقول "أدركت أن أولادنا سيخوضون غمار هذه الحروب".

ومنذ أن فتح الطبيب النفسي نضال مالك حسن النار على زملائه في أكبر قاعدة عسكرية أميركية (فورت هود) قبل أيام وهم يجرون فحوصا طبية قبل الخدمة في الخارج، وقد اجتذب موضوع الضغط على القوات الاهتمام ودفع المقهى لتمديد ساعات العمل.

وأعربت سينثيا (36 عاما) عن أملها -بعد هذه الحادثة- في أن يعير كثير من الناس مزيدا من الاهتمام لقضايا الحرب القبيحة مثل الاضطرابات النفسية التي تحدث بعد الحروب والتي تؤدي إلى مجموعة من المشاكل مثل الانتحار داخل صفوف القوات.

وكانت قضية الاهتمام بالجنود لدى عودتهم من ساحات القتال محل تركيز كبير في المقهى منذ افتتاحه هذا العام، حيث وفر للجنود إمكانية الاتصال بالاستشاريين لمواجهة الجروح النفسية للقتال، كما وفر جلسات لمناقشة القضايا الصعبة وتداعياتها.

المصدر : الألمانية