مهنة الذبح الحلال بالبرازيل أغنت شبابا عربا وحرمت آخرين

سبان عرب يقومون بعمليات الذبح - الذبح الحلال يوفر فرص عمل للشباب العرب في البرازيل- دداه عبد الله – سان باولو
الشبان العاملون في المقاصب يعانون من تأخر الأجور في أغلب الأحيان (الجزيرة نت)
الشبان العاملون في المقاصب يعانون من تأخر الأجور في أغلب الأحيان (الجزيرة نت)

دداه عبد الله-سان باولو

يحكي ماركوس السوداني الذي كان يدعى عبد الحليم محمد المكي قصة نجاح في البرازيل منذ بداية اشتغاله بالمذابح الإسلامية، في حين يحكي المهاجر المغربي أحمد فاروق قصة فشل منذ اشتغاله في نفس تلك المذابح.

وصل ماركوس إلى البرازيل أواخر الثمانينات من القرن الماضي على متن سفينة كانت متجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية التي كان يحلم بالهجرة إليها.

وعندما توقفت السفينة بميناء ريو دي جانيرو إثر عطب أصابها نزل منها، ولأنه لم يكن يحمل تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة اضطر للبقاء في البرازيل.

تحول ماركوس من ذباح إلى رجل أعمال (الجزيرة نت)
تحول ماركوس من ذباح إلى رجل أعمال (الجزيرة نت)

مهنة لم يتوقعها
لم يكن لدى عبد الحليم أي مؤهلات علمية تخوله الحصول على وظيفة، كما أنه لم يكن يتحدث اللغة البرتغالية، فاتجه صوب شركات إنتاج اللحوم التي تصدر لحومها المذبوحة وفق الشريعة الإسلامية إلى دول عربية وإسلامية، واشتغل ذباحا في إحدى تلك الشركات ومن ثم تمت ترقيته إلى مشرف على الذبح.

وقال عبد الحليم في حديث للجزيرة نت إنه من السهل على أي شاب مسلم أن يجد وظيفة في شركات الذبح الحلال بسبب قلة المسلمين المهتمين بهذا النوع من العمل في البرازيل، وكثرة الطلب لدى تلك الشركات.

وجلب المكي 18 شابا من السودان للعمل ذباحين، مضيفا أنه تمكن في فترة لا تتعدى ست سنوات من تأسيس مكتب خاص به لتسهيل عمليات التبادل التجاري بين البرازيل والسودان حيث تحول من ذباح إلى رجل أعمال ناجح.

"
شركات تصدير اللحوم تستغل وضعية الشبان العرب الذين يأتون إلى البرازيل بتأشيرات سياحية أو زيارات ويبقون في البلاد في وضعية غير شرعية
"

خيبة أمل
في المقابل لم يبتسم الحظ بنفس الطريقة للشاب المغربي أحمد فاروق الذي وصل البرازيل قبل ثلاث سنوات من الآن، فبعد أن قضى سنتين في البحث عن التوظيف لجأ إلى إحدى شركات الذبح الحلال لكنه لم يستطع الاستمرار في الوظيفة التي يصفها بأنها شكل من الاستعباد غير المعلن.

وأكد فاروق للجزيرة نت أن العمل في تلك المذابح لا يتوقف طيلة أربع وعشرين ساعة يقوم فيها العامل بذبح آلاف الدجاجات مقابل أجر زهيد، وذلك في غياب أي تأمين صحي رغم ما يتعرض له عمال الذبح من مخاطر الإصابة بالأمراض والتعرض لحوادث الشغل.

وأضاف أن الشبان العاملين في مصانع الذبح يعانون من تأخر الأجور في أغلب الأحيان، وأكثر الشباب العرب الذين يلجؤون إلى هذه الشركات يكتشفون فيما بعد أنهم خدعوا حتى فيما يتعلق بالرواتب والمخصصات.

من جهته يرى الدكتور ألفريدو باروس أستاذ قانون العمل في جامعة سان باولو أن شركات تصدير اللحوم تستغل وضعية الشبان العرب الذين يأتون إلى البرازيل بتأشيرات سياحية أو زيارات ويبقون في البلاد في وضعية غير شرعية، مما يجعلهم مجبرين على القبول بالعمل تحت أي ظروف لتأمين عيشهم.

وأكد باروس أنه رغم أن قانون العمل في البرازيل حاسم فيما يتعلق بهذا النوع من الحالات إلا أنه من الصعب الاطلاع عليها إذا لم يبلغ العامل عن وضعيته.

وفي السياق نفسه تنفي الشركات مسؤوليتها عن توظيف عمال الذبح أو تحديد رواتبهم وتقول إن ذلك من تخصص المراكز الإسلامية التي تصدر شهادات الذبح الحلال، والتي بدونها لا يمكن تصدير اللحوم إلى الدول العربية والإسلامية المستوردة، وهي تتقاضى رسوما من تلك الدول لهذا الغرض.

المصدر : الجزيرة