الخاتم والمسبحة بالعراق من التبرك إلى الدلالة الدينية

بائع المسابح يعرض بضاعته داخل بغداد
 
فاضل مشعل-بغداد
 
يحرص بعض العراقيين على اقتناء شيئين يرونهما ضروريين وهما مسبحة حجر الكهرب الروسي وخاتم العقيق اليماني.
 
ويقول جبار محمد علي (43 عاما) إن "التبرك بخاتم العقيق من معتقداتنا الإسلامية ولا يمت لهذه أو لتلك من المراحل السياسية, كما أن مدلولاته الدينية توجد في جميع المذاهب ولا تتوقف عند مذهب بعينه".
 
وأضاف جبار -وهو أحد مؤيدي حزب الدعوة- للجزيرة نت أن أول ما اشترى من راتبه الجديد بعد تعيينه في مجلس حكومي ببغداد, هو الخاتم والمسبحة، مضيفا أنه "إعلان صريح لانتمائي لمرحلة جديدة من حياة بلادي عدت فيها إلى جذوري الإسلامية بعد غياب طال عقودا من العلمانية الفاسدة".
 
التباس
لكن عضو الحزب الشيوعي حسن مدلول (58 عاما) يرى أن هناك "التباسا كبيرا في عقول العراقيين منذ سقوط النظام السابق, ربما ترتب عن مرحلة مصادرة الحرية بقسوة خلال العقود الأربعة الماضية من تاريخنا".
 
وأضاف مدلول أن "الميل الجماعي لتقليد السلف الديني أخذ أشكالا مختلفة من بينها الأشكال التكفيرية الأشد عنفا التي لا أظنها تنطلق من إيمان ديني خالص, ويرتبط به الميل لإطلاق اللحى على نطاق واسع والاستعمال المفرط للخاتم والمسبحة".
 
بائعو الخواتم يقولون إن لكل خاتم أسراره الخاصة (الجزيرة نت)
بائعو الخواتم يقولون إن لكل خاتم أسراره الخاصة (الجزيرة نت)

ويشارك عبد الوهاب المهداوي (34 عاما) مدلول في رأيه, قائلا إن المشكلة ليست في الخاتم والمسبحة واللحى وإنما في "انعدام الضوابط العامة لشكل الحياة".

 
وأضاف المهداوي –وهو بائع أدوات سيارات- أن بعض الزبائن "يريد مني التعامل معه وفقا لمسبحته وخاتمه واللحية التي يطلقها", مضيفا أن القسم الآخر من أصحاب "المعتقد الحقيقيين يتصرفون بمنتهى اللياقة والأدب".
 
ارتفاع مبيعات
أما بائع المسابح حاتم مرهون فقال للجزيرة نت إن مبيعات المسابح ارتفعت بدرجة كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية, مضيفا أن البعض يبحث عن مسابح بثمن باهظ قد يصل إلى ألف دولار, أما معدل أسعار البيع للمسبحة فيتراوح ما بين 30 و100 دولار.
 
وبدوره قال بائع الخواتم الحاج سلمان جواد إن "للخواتم أسرارا لا يمكننا البوح بها إلا لأصحابها, حيث نقول بختم الخاتم باسم حائزه فقط دون غيره وبطريقة خاصة".
 
وأضاف أنه "لا يجوز استعمال الخاتم لغير مالكه, لأن ذلك سيؤدي إلى نتائج عكسية تماما", موضحا أن هناك "خواتم للرزق وأخرى للحفظ من الحوادث ونوعا ثالثا ضد الحسد وأخرى للحب, وغيرها من الأغراض المختلفة".
 
ويستطرد الحاج جواد قائلا إن رجال الدين يختارون في الغالب آيات من القرآن الكريم أو من الأحاديث النبوية الشريفة أو من الأدعية المشهورة.
المصدر : الجزيرة