تقرير لليونسكو يرسم صورة قاتمة لتعليم الأطفال بالعالم

AFPInternally displaced Congolese children play on a mound overlooking the Kibati camp for Internally Displaced People in Goma on November 22, 2008.

النزاعات الأهلية تحرم الأطفال من الاستقرار والالتحاق بالمدارس (الفرنسية-أرشيف)

ذكر تقرير صدر عن الأمم المتحدة أن نحو 75 مليون طفل في أنحاء متفرقة من العالم لا يحصلون على فرص التعليم المناسب بسبب عجز الحكومات المعنية عن رسم سياسات تعليمية مجدية، وعدم وفاء الدول الغنية بتعهداتها لمساعدة الدول الفقيرة.

جاء ذلك في تقرير صدر الثلاثاء عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الذي أكد أن غياب التعليم وفرص المساواة في الأنظمة التعليمية تسبب في شيوع الفقر في العديد من دول العالم وعلى الأخص في أفريقيا.

ويكشف التقرير المذكور أن طفلا من بين كل ثمانية في الدول النامية لا يتلقى تعليما ابتدائيا، الأمر الذي يجعل الهدف الأممي لتوفير التعليم الابتدائي لكل أطفال العالم بحلول عام 2015 أمرا صعب المنال.

ووفقا للتقرير، تمثل الفتيات نحو 55% من بين نحو 75 مليون طفل في الدول النامية لا يتلقون تعليما ابتدائيا.

نيجيريا تسجل أعلى نسبة على صعيد تسرب الأطفال من التعليم (الفرنسية-أرشيف)
نيجيريا تسجل أعلى نسبة على صعيد تسرب الأطفال من التعليم (الفرنسية-أرشيف)

الدول العربية

وعلى الرغم من ارتفاع نسبة التحاق الأطفال في المدارس بالدول العربية، يسجل التقرير وجود خمسة ملايين طفل -غالبيتهم من الإناث- لا يتلقون أي تعليم. وتعتبر مصر أكثر الدول العربية معاناة من هذه الظاهرة.

وتشير الإحصائيات الواردة في مضمون التقرير إلى أن الدول الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية تمثل النسبة الأكبر من الأطفال المتسربين من التعليم على الرغم من التقدم الذي أحرزته دول مثل تنزانيا وإثيوبيا.

وتضم نيجيريا -أكثر دول أفريقيا سكانا- تسع العدد العالمي من الأطفال الذين لا يحصلون على فرصة للتعليم، مع التنويه بأن الأمور قد تزداد سوءا خلال السنوات العشر المقبلة بالنسبة للعديد من الدول مثل باكستان.

كما تحدث التقرير عن تفشي الأمية في 16% من سكان العالم البالغين وتحديدا النساء، مع الإشارة إلى تراجع عدد الأطفال المتسربين خارج التعليم في الدول النامية والفقيرة عام 2006 بنحو 28 مليون طفل مقارنة بعددهم عام 1999.

هوة شاسعة
وأضافت المنظمة التي تتخذ من العاصمة الفرنسية مقرا لها أن الأرقام تظهر هوة شاسعة ليس بين الدول الفقيرة والغنية وحسب بل وبين الطبقات الميسورة والمحرومة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالفروق بين المدينة والريف والوضع المعيشي للأسر وانتماءاتهم الاجتماعية والثقافية.
 
وتشير المنظمة إلى أن فرص الأطفال في بريطانيا وفرنسا على سبيل المثال، ترتفع بنسبة عالية للحصول على التعليم الجامعي مقارنة بفرص الأطفال في النيجر والسنغال للحصول على التعليم الابتدائي.

وحملت اليونسكو الحكومات المعنية وفشل المجتمع الدولي في تنفيذ التزاماته بمساعدة الدول الفقيرة، مسؤولية عرقلة محاولات التنمية في الدول الفقيرة إلى جانب الخلافات السياسية واندلاع النزاعات الأهلية.

المصدر : وكالات