الغلاء يطمس مظاهر احتفال المصريين بقدوم رمضان

محال العطارة وبيع منتجات رمضان بالقاهرة

حركة البيع ضعيفة والأسعار مرتفعة بالمقارنة مع السنوات السابقة (الجزيرة نت) 

محمود جمعة-القاهرة

حالة من الضيق المالي تمر بها الأسر المصرية هذا العام بسبب تزامن حلول شهر رمضان مع بداية العام الدراسي الجديد في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، رغم التصريحات الحكومية عن خطط وآليات رقابية لضبط الأسواق.

وأصبحت الأسر مضطرة للمفاضلة بين تلبية احتياجات الشهر الكريم من أطعمة ولعب أطفال وغيرها وبين مستلزمات الدراسة التي تبدأ منتصف الشهر الجاري، لا سيما بعد أن قفزت أسعار هذه السلع بنسبة تقارب الـ50% خلال الخمسة عشر يوما الماضية.

وقال العديد من المواطنين الذين التقتهم الجزيرة نت إنهم تفاجؤوا بالارتفاع الجنوني للأسعار مع نهاية الشهر الماضي رغم إعلان الحكومة ضخ كميات كبيرة من السلع الأساسية في الأسواق للسيطرة على الأسعار وسطوة كبار التجار.

الواقع يكذب التصريحات
السيدة سهام يحيى (مدرسة) قالت إن أسعار الأرز والمقرونة والسكر والدقيق واللحوم وكذلك الأدوات المدرسية من الكراسات والأقلام والحقائب المدرسية وحتى المياه الغازية زادت خلال الأسبوع الماضي.

وأشارت إلى أن كبار التجار رفعوا الأسعار من تلقاء أنفسهم في ظل غياب الضوابط الحكومية عليهم مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

وأضافت للجزيرة نت "سأضطر للتنازل عن ملابس العيد التي ينتظرها الأطفال كل عام لأشتري احتياجات المدارس أو لوزام رمضان، ولن يكون أمامي سوى الأسواق الشعبية التي تبيع بأسعار رخيصة، رغم تشككي بجودة السلع هناك".

وقبل أسبوع أعلنت الحكومة تسجيل الاقتصاد نموا بنسبة 7.1% خلال السنة المالية الحالية 2006-2007 محققا أسرع معدل نمو سنوي منذ خمس سنوات، وانخفاض معدل التضخم فى يوليو/تموز الماضي إلى 8% مقابل 8.4% في الشهر نفسه من عام 2006.

وأرجع الأستاذ بكلية التجارة بجامعة القاهرة الدكتور حمدي عبد العظيم أسباب ارتفاع الأسعار إلى زيادة في الطلب الموسمي على مستلزمات رمضان والمدارس، موضحا أن بعض التجار يستغلون تلك الظروف ويقومون برفع الأسعار من خلال تقليل المعروض من السلع، مما يسبب زيادة الطلب عليها.

وأضاف عبد العظيم للجزيرة نت أن الزيادة في الدخل لا تتناسب إطلاقا مع مستوي الأسعار حيث ترتفع أسعار السلع في رمضان من 30 إلى 60%، كما لا يتمتع كافة موظفي الدولة أو القطاع الخاص بميزة المنح الاستثنائية في المناسبات مثل رمضان والمدارس.

صابر الشماع (سائق) قال للجزيرة نت "حتى الآن لم أشتر شيئا للبيت من لوزام رمضان. وكنت في الماضي أفرغ من شراء لوزام الشهر الكريم قبل حلوله بنحو شهر، كما أنني لن أشتري فانوس رمضان لأولادي الثلاثة، فثمن الواحد بلغ 15 جنيها".

مظاهر رمضان تأخرت بسبب الغلاء (الجزيرة نت)
مظاهر رمضان تأخرت بسبب الغلاء (الجزيرة نت)

 تأخر مظاهر رمضان 
ومع هذه الحالة العامة من الإحباط الشعبي كان طبيعيا تأخر مظاهر شهر رمضان فى الشارع المصري عن كل عام. فقبل يومين أو ثلاثة فقط لم تكن ساحات ومناطق عديدة اشتهرت برواج البيع فيها، قد بدأت التجهيز وعرض السلع الرمضانية بعد.

كما غاب عن أحياء القاهرة الشعبية، مثل السيدة زينب والحلمية ودار السلام، الظهور المبكر لفرن "الكنافة البلدي" ومحال الفوانيس والملابس وأعلام الزينة في الشوارع وغيرها من المظاهر التي اعتاد المصريون رؤيتها سنويا منذ بداية شهر شعبان.

وقال محمد علي صاحب محل عطارة "تعودنا عرض ياميش رمضان مع بداية شهر شعبان، لكننا هذا العام بدأنا العرض بعد هذا الموعد بأسبوعين، ومع ذلك لا توجد حركة بيع وشراء جيدة، فالأسعار قفزت فجأة سواء للمنتجات المحلية أو المستوردة".

وأضاف علي للجزيرة نت أن سعر السلع يحدده حجم المعروض، و"إنتاج البلد كثير لكن جشع التجار يجعلهم يؤخرون طرح السلع في الأسواق ليزيد الطلب عليها ومن ثم يتحكمون بأسعارها، والحكومة تسمح لمستثمر أو اثنين في التحكم بأسعار السلع الرمضانية في طول البلاد وعرضها".

المصدر : الجزيرة