الأعسر متفوق ذهنيا ومحاولة تقويمه تضره نفسيا

خمس الألمان من مستخدمي اليد اليسري من تقرير تزايد أهتمام المجتمع الألماني بتلبية أحتياجات العُسَر الجزيرة نت خالد شمت
خمس الألمان من مستخدمي اليد اليسرى (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

 
تحتفل ألمانيا في الثالث عشر من أغسطس/آب من كل عام باليوم العالمي للأعسر، إلا أن الاحتفال هذا العام أخذ طابعاً عملياً يغلب عليه الاهتمام بتيسير احتياجات الحياة اليومية للشخص الذي يستخدم يده أو قدمه اليسرى بدلاً من اليمنى.
 
ويعود تاريخ الاحتفال بيوم الأعسر لأول مرة للعام 1974 في الولايات المتحدة، التي انتقل منها بعد ذلك إلى ألمانيا وعدد آخر من الدول الأوروبية، ويصل عدد الأشخاص العسر في العالم حالياً إلى 652 مليون شخص، منهم نحو 12 مليون شخص في ألمانيا وحدها.
 
وزادت الشركات الصناعية والمتاجر الألمانية في السنوات الأخيرة من اهتمامها بالعُسْر ووفرت للصغار والبالغين منهم كميات كبيرة من المستلزمات المعيشية الضرورية والثانوية كالمقصات وأدوات فتح المعلبات وماكينات الحياكة والمثاقب الكهربائية.
 
فشل التقويم
ونوهت أجنيس فورستهوفر رئيسة الجمعية الألمانية للعُسر إلى أن المجتمع الألماني ظل حتى ثمانيات القرن الماضي ينظر إلى الأعسر كشخص يعاني من مشكلة مرضية يحتاج علاجها إلى إعادة تقويم الشخص تربويا.

إجبار الأطفال العسر على استخدام اليد اليمنى مضر لهم (الجزيرة نت)
إجبار الأطفال العسر على استخدام اليد اليمنى مضر لهم (الجزيرة نت)

وقالت للجزيرة نت إن العُسر يعانون حتى الآن في بعض المجتمعات من التمييز حيث يسمح للرجل في اليابان بطلاق زوجته إذا اكتشف بعد الزفاف أنها عسراء ويمنع الأعسر في بعض القبائل الأفريقية من الصيد أو قيادة القبيلة للحرب، كما أن أحد مفردات كلمة أعسر في اللغة الألمانية ما زالت تعني الشخص المقترف لفعل مستهجن.

 
وذكرت أن العالم  يتعامل الآن مع الأعسر كشخص طبيعي لا يختلف عن غيره في الذكاء والقدرات بعد أن برهنت الأبحاث الحديثة أن إعادة تقويم الأطفال العسر ليستخدموا اليد اليمنى أوجد لديهم مشكلات تخاطب وإضعاف قدرتهم على القراءة والكتابة وتراجع مستوى التحصيل التعليمي بشكل عام.
 
ونبهت فورستهوفر إلى تأكيد علماء النفس على معاناة معظم الأطفال الذين تم إعادة تقويمهم تربويا من تمزق في مشاعرهم الداخلية وفقدان الثقة بالنفس نتيجة الضغوط  المفروضة عليهم لاستخدام اليد اليمنى ورغبتهم هم في استخدام اليمنى.
 
ودللت رئيسة الجمعية الألمانية للعُسر علي تميز الشخص الأعسر وقدرته الكبيرة علي الإبداع  حيث استخدم عدد كبير من مشاهير السياسيين والعلماء والفنانين قديما وحديثا يدهم اليسرى مثل الإسكندر الأكبر ونابليون بونابرت وغاندي وبيل كلينتون والأمير تشارلز وأينشتاين ونيوتن وليوناردو دافينشي.
 
الأكثر إبداعا

الشركات الألمانية أصبحت تعمل على تلبية احتياجات العُسر (الجزيرة نت)
الشركات الألمانية أصبحت تعمل على تلبية احتياجات العُسر (الجزيرة نت)

وجاء احتفال ألمانيا باليوم العالمي للأعسر بعدما كشفت دراسة طبية أن الجين الوراثي (إل.آر.آر.إم1) مسؤول عن تحديد استخدام الطفل ليده اليمنى أو اليسرى قبل الولادة.

 
وأوضحت الدراسة أن هذا الجين يتحكم في وظائف جزئي المخ وجعل الجزء الأيمن مسؤولا عن المشاعر والإبداع وحركة الأطراف في حين يكون الجزء الأيسر مسؤولا عن الجوانب العملية.
 
وذكرت أن الجزء الأيمن من المخ المسؤول عن القسم الأيسر في الجسم هو الأقوى لدى الأشخاص العُسر مما يجعلهم ميالين لاستخدام اليد أو القدم اليسرى.
 
وخلصت الدراسة إلى أن الشخص الأعسر يعتبر من الناحية العلمية أكثر تميزا وصاحب قدرة متقدمة على الابتكار والإبداع مقارنة بالشخص الذي يستخدم يده اليمنى.
المصدر : الجزيرة