حرارة الصيف.. حرب من نوع آخر في العراق

الماء والصيف

أطفال يتقون بالماء حر بغداد (الجزيرة نت)

فاضل مشعل-بغــداد 

تخلى العراقيون عن الطرق التقليدية التي كانوا يتبعونها لمقاومة الحر اللاهب في فصل الصيف حيث تتجاوز الحرارة في بعض الأحيان الخمسين درجة مئوية.

 

فمع انخفاض أسعار أجهزة التكييف، وجد العراقيون في هذه التقنية مخرجا من الطرق القديمة والمعروفة تاريخيا باسم التبريد الذاتي حيث كانت كل مدينة تنفرد بأسلوبها الخاص لمحاربة الحر منذ عهد السومريين.

 

وعن أساليب أهل العراق في اتقاء الحر لا سيما في بغداد والبصرة وإلى حد ما الموصل، يقول "الأسطة" صبار (87 عاما) الذي كان يمتهن حرفة البناء إن الناس درجوا قديما على إحداث ثقوب داخل المساكن تسمى بتسمية تركية "باد كير"، وهي عبارة عن فتحة بنصف متر مربع تقريبا تزداد أو تقل بحسب مساحة البناء ومساحة الدار. هذه الثقوب تبدأ من أسفل البناء أي من الأرضية وتصعد بنفس الاتجاه إلى السطح الأعلى للمسكن.

 

وكان البناؤون, حسب ما يقوله صبار، يقومون بفتح دائرة في الأعلى تقوم بتجميع الهواء فيما تعمل الفتحات على سحب وإدخال الهواء إلى المنزل. علما بأن البغداديين كانوا يقومون بإحداث هذه الفتحات داخل غرف النوم وفي الصالات وحتى في المطابخ.

 

أما أهل النجف، يضيف صبار، فكانت لهم طريقتهم الخاصة في التهوية يعتمدونها منذ أيام الكوفة الأولى. فهم يفتحون مخابئ تحت الأرض تتصل بممرات هوائية ضخمة تبدأ وتنتهي عند طرفي المدينة. هذه الفتحات تشبه نظام مجاري تصريف المياه الثقيلة, وتبنى من الطابوق والجبس.

 

ويرى "الأسطة" أن "الشناشيل" التي كانت تزين شرفات بيوت أهل بغداد تخفف كثيرا من درجات الحرارة. فبناء "الشناشيل" من الخشب الجاوي الأصيل يقلل من حرارة الشمس عندما تسقط أشعتها عموديا على المدينة منتصف الظهيرة. يضاف إلى ذلك حزم العاقول -وهو نبات صحراوي- التي كانت توضع على الشبابيك وترش بالماء كل نصف ساعة لتعمل عمل مبردات الهواء.

 

أما الآن وعلى الرغم من توفر أجهزة التكييف بشكل كبير، لا يزال العراقيون يعانون الحر بسبب انقطاع التيار الكهربائي نظرا للأوضاع التي يعيشها العراق في الوقت الحاضر. لذلك وتحت شعار الحاجة أم الاختراع، قد يعود البعض إلى إحياء نظم التبريد القديمة درءا للحر واستغناء عن الكهرباء.

المصدر : الجزيرة