الاحتيال الإعلاني يهدد مصداقية غوغل وياهو

تحديث غوغل الأرض المتخصص بالبحث على خريطة العالم

 

وليد الشوبكي

تكاثرت مؤخرا شكاوى من شركات تعلن عن منتجاتها لدى "ياهو" و"غوغل" بأنها تتعرض للاحتيال، مما يكلفها نفقات تفوق كثيرا الاستجابة الحقيقية لإعلاناتها على محركات البحث.

ومعلوم أن المصدر الرئيس للعوائد لدى محركي البحث غوغل وياهو هو الإعلانات مدفوعة الأجر، والتي يقدر حجمها بمليارات الدولارات سنويا.

وحسب عدد الأسبوع القادم من مجلة "بيزنس ويك" فإن الشكاوى التي تصاعدت مؤخرا تعود إلى أن المعلنين -الذين يدفعون مقابلا كلما نقر مستخدم على أحد إعلاناتهم- يعتقدون أن أشخاصا يقومون احتيالا بالنقر على الروابط الإعلانية لمنتجاتهم، إما يدويا أو باستخدام تطبيقات حاسوبية متخصصة، مما يكلفهم نفقات عالية. ويحقق هؤلاء الأفراد من وراء ذلك عوائد شهرية تقدر بآلاف الدولارات.

وقد حدث هذا بصورة خاصة بعد أن فتحت غوغل باب الاشتراك في برنامج الروابط الإعلانية للعامة؛ فصار بإمكان كل من لديه صفحة للمدونات الشخصية مثلا أن يشترك ويستقبل إعلانات من كبرى الشركات بواسطة غوغل. وهذه الصفحات الشخصية هي المصدر الأكبر للاحتيال الإعلاني.

 
 

أسباب الشكوك
وزاد من ريبة الشركات المعلنة أن محركات البحث نفسها -نظريا على الأقل- لا يصيبها أي ضرر من هذا النوع من الاحتيال؛ بل عكس ذلك، فهي تحصل على نصيبها من العوائد كاملا، سواء كان مصدرها احتيالا أو غير ذلك. وكلما زاد "النقر" على الروابط الإعلانية، زادت عوائد محركات البحث.

والسبب الآخر للريبة أن النقر على الروابط الإعلانية يأتي من أماكن غير متوقعة وبصورة غير طبيعية. فلو أن أحد المعلنين يقدم خدمة أو منتجا محليا، كمطعم أو مقهى أو شركة عقارات أو شركة ملابس في مدينة صغيرة في ضواحي لندن مثلا، ثم يجد أن أفرادا ينقرون بصورة متواترة على إعلانات شركته من بلدان نائية كالصين أو روسيا، فلا بد أن يثير ذلك ريبته.

وباستطلاع آراء أكاديميين ومختصين، وجدت "بيزنس ويك" أن حجم "النقرات المزورة" يبلغ نحو 10% أو ما يساوي تقريبا مليار دولار سنويا من العوائد الإعلانية.

"
القلق من الاحتيال في الاستجابة للإعلانات يدفع بـ37% من المعلنين إلى الإعلان عن عزمهم تخفيض الميزانيات المخصصة لذلك الغرض

"

تآكل المصداقية
ودفع القلق من الاحتيال في الاستجابة للإعلانات بـ37% من المعلنين إلى الإعلان عن عزمهم تخفيض الميزانيات المخصصة لذلك الغرض، وذلك حسب ما أوردت دراسة لشركة "أوستل" لأبحاث السوق ذكرتها "بيزنس ويك."

وكانت شركتا غوغل وياهو قد أعلنتا -تحت ضغوط متزايدة من المعلنين وتهديدات بالملاحقة القضائية- أنهما ستعملان على تحديد حجم الاستجابة المزورة للإعلانات وإشعار المعلنين بها حتى لا يتحملوا تكاليفها، وإن أكدتا في الوقت ذاته أن إحصاءات حجم الاحتيال المنشورة ربما تكون مبالغا فيها.

وتكمن خطورة تصاعد الاحتيال الإعلاني في كونه قد يؤدي إلى تآكل مصداقية محركات البحث، ومن ثم يفقدها مصدرها الرئيس في العوائد الذي يساعدها على إتاحة خدمات مجانية (كالبريد الإلكتروني والبحث وغيرها)مما سيكون له أثر سلبي على عموم المستخدمين في نهاية المطاف.
_______________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة