الاحترار الكوني يؤدي لانكماش جليد البحر بالقطب الشمالي

REUTERS /An iceberg carved from a glacier floats in the Jacobshavn fjord in south-west Greenland in this undated handout photograph released on September 20, 2006. Greenland's
 

اكتشف باحث من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن جليد البحر في القطب الشمالي يشهد حالة انكماش ليس فقط في الصيف، بل في فصل الشتاء أيضا, وهو ما ربطه العلماء بالاحترار الكوني بشكل مباشر.

 

ففي عامي 2005 و2006 انكمش مدى غطاء جليد البحر في الشتاء بنسبة 6% مقارنة بمتوسط هذا الغطاء على مدى الـ26 عاما الماضية. وجاء مستوى هذا الانكماش أكبر بشكل واضح مقارنة بالتناقص الطويل المدى في غطاء الجليد الشتوي، ويتراوح بين 1.5 و2% في كل عقد من السنوات في نفس الفترة.

 

معطيات دالة

"
الخبراء حذروا مرارا في السنوات الخمس الأخيرة من أن تنبؤاتهم حول الاحترار الكوني تفيد حدوث تغيرات مناخية وبيئية كبيرة وتنذر بعواقب وخيمة
"

وكان الباحثون قد لاحظوا من قبل أن درجات الحرارة المرتفعة قد سببت ذوبان المزيد من الثلوج خلال فصل الصيف في النصف الشمالي من الأرض، وقد أظهرت فصول الصيف الأربعة الأخيرة تراجعات قياسية غير مسبوقة في الغطاء الجليدي.

 

في هذه الدراسة الجديدة، استخدم جوزيفينو كوميسو الباحث في فرع علوم مياه الأرض المتجمدة بيانات ومعطيات الأقمار الاصطناعية تعود إلى 1979 وما بعدها، لإظهار أن كميات أقل من مياه الثلوج المنصهرة تعيد تجمدها في وقت الشتاء.

 

ويعتبر كوميسو أن ما توفر لديه من معطيات علمية تمثل أقوى أدلة حتى الآن على تأثير الاحترار الكوني في المنطقة القطبية الشمالية. ونشرت نتائج دراسة كوميسو في العدد الحالي من مجلة "جيوفزيكال ريسيرش لترز" العلمية، وعرضتها مجلة "نيوساينتيست".

 

وفي حين يؤكد خبراء في شؤون الثلوج والجليد كثرة متغيرات المناخ الطبيعية، فإنهم يعتقدون أن أفضل تفسير لما نشهده من هذه الظواهر هو اعتبارها علامات مستجدة على الاحترار الناجم عن الاحتباس الحراري.

 

وكان الخبراء قد حذروا مرارا في السنوات الخمس الأخيرة من أن تنبؤاتهم حول الاحترار الكوني تفيد حدوث تغيرات مناخية وبيئية كبيرة وتنذر بعواقب وخيمة.

 

انكماش وعواقب

وقد جد كوسيمو أن الفترة من 1979 إلى 2004 شهدت استمرار نفس مدى الغطاء الجليدي الشتوي في المنطقة القطبية الشمالية تقريبا، رغم التراجعات في غطاء الجليد الصيفي.

 

وهو يعتقد أن التراجع الراهن في مدى الغطاء الجليدي الشتوي يعود إلى انخفاض مدة فصل جليد القطب الشمالي وارتفاع درجات الحرارة على نحو غير معتاد في أوقات الشتاء في الإقليم القطبي الشمالي.

 

ويتفق الخبراء مع هذا الاستنتاج من حيث إن الاختلاف الملاحظ هذا العام هو ما حدث في الشتاء من انكماش في الغطاء الجليدي الشتوي.

 

ويحذر كوسيمو من أنه إذا ما استمر التراجع في الغطاء الجليدي الشتوي فسيكون لذلك آثار بالغة جدا، خاصة بالنسبة لحيوانات الثدييات البحرية. فالدببة القطبية التي تعتمد على كتل الثلوج الطافية المتحركة لاصطياد عجول البحر (الفقمة)، قد تعرضت لضربة كبيرة بسبب تقلص نطاق الثلوج.

 

وفي خليج هدسون بكندا تراجعت أعداد الدببة بنسبة 21%، فقد كان عددها 1200 عام 1989 وانخفض إلى 950 بحلول 2004، وفقا لمعلومات فرع علوم مياه الأرض المتجمدة التابع لوكالة ناسا.

المصدر : الجزيرة