ارتياح في موريتانيا لإلغاء حفل ملكة جمال نواكشوط

الغاء مسابقة ملكة جمال نواكشوط


أمين محمد-نواكشوط


تفاجأ الكثير من الموريتانيين خلال الأيام الماضية وهم يشاهدون ملصقات ولافتات تعلن عن مسابقة ستنظم مطلع الشهر الحالي من أجل اختيار ملكة جمال نواكشوط لأول مرة بتاريخ موريتانيا.

الإعلان المذكور أثار استغرابا وسخطا واسعا في الشارع الموريتاني الذي لم يسبق له أن استضاف نشاطا مماثلا.

خطباء الجمعة وأئمة المساجد رفضوا واستنكروا إقامة هذه المسابقة في بلد يدين جميع سكانه بالإسلام، ويشتهرون بالمحافظة الأخلاقية، وطالبوا السلطات بمنع الترخيص لهذا النشاط، كما سار أغلب كتاب الأعمدة والمقالات في الصحف اليومية على الطريق نفسه.

احتجاجات وتنديدات كثيرة، واستياء شعبي عارم دفع السلطات الموريتانية –في ما يبدو- إلى إلغاء هذا الحفل ساعات قبل تنظيمه، فيما أعلن وزير الاتصال الموريتاني الشيخ ولد آب خلال مؤتمر صحفي أن السلطات الموريتانية لم تكن على علم بهذه المسابقة، مؤكدا في نفس الوقت أن السلطات الموريتانية لا يمكنها بأي حال من الأحوال دعم مثل هذه المبادرات".


براءة ورفض
لافتة الإعلان عن الحفل أفادت بأن أربع مؤسسات تساهم في رعاية حفل ملكة جمال نواكشوط، وقد أعلنت اثنتان منها -شركة موريتل موبيل للاتصالات، والخطوط الجوية الموريتانية- عن رفضهما لهذا الحفل، وبراءتهما مما نسبه إليهم منظموه، فيما التزمت شركة أميركا لاجاند للتبغ وشركة جوكوبا الصمت رغم ورود اسميهما كذلك ضمن لائحة المؤسسات الراعية للحفل.

وقد هددت شركة موريتل موبيل للاتصالات بمتابعة منظمي الحفل قضائيا بتهمة الإساءة لسمعتها من خلال إدراج اسمها ضمن لائحة الراعين لهذا النشاط في مجتمع مسلم ومحافظ مثل المجتمع الموريتاني.

كما أعلنت الخطوط الجوية الموريتانية كذلك عن رفضها لوضع اسمها ضمن اللائحة المذكورة معتبرة أن ذلك من شأنه أن يضر بسمعتها ومكانتها داخل المجتمع الموريتاني المحافظ.


ارتياح وترحيب
و
فور إعلان نبأ إلغاء مسابقة ملكة جمال نواكشوط عبر الكثيرون عن ترحيبهم وارتياحهم لهذا النبأ.

إمام المسجد الجامع بنواكشوط، ومفتي موريتانيا الشيخ أحمدو ولد لمرابط خلال خطبة الجمعة الماضية أعرب عن تقديره وتثمينه لقرار السلطات الموريتانية بإلغاء الحفل.

كما عبر العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو -أحد أبرز علماء موريتانيا وعضو اتحاد علماء المسلمين في اتصال مع الجزيرة نت- عن ارتياحه البالغ لإلغاء هذا الحفل.

وشدد على أن تنظيمه مناف للدين والأخلاق وخروج على قيم وعادات الشعب الموريتاني المسلم.

واعتبر أن تنظيم مثل هذه النشاطات له آثار خطيرة على المجتمع مذكرا بأن المجتمعات الغربية التي نشأت فيها هذه الظاهرة الشاذة حصدت ثمارها تفككا أسريا وانتحارا وانتشارا مريعا للجريمة بكل صنوفها.


موقف صائب
من جهته قال رئيس تحرير يومية السراج الموريتانية –المقربة من التيار الإسلامي- أحمدو ولد الوديعة  للجزيرة نت إن رفض السلطات الموريتانية الترخيص "لهذا النشاط المشين يمثل موقفا صائبا، فمسابقات من هذا القبيل غريبة على المجتمع الموريتاني وهذا ما جسدته الدعوات التي صدرت عن أغلب الفاعلين في البلد مطالبة بمنع حصول ذلك الحفل النشاز".

وأضاف ولد الوديعة أن تنظيم هذا النشاط يمثل أحد أبرز مظاهر "موجة التمييع الأخلاقي التي تجتاح موريتانيا منذ سنوات، متهما من أسماها بـ"جهات نافذة" داخل أجهزة الدولة برعاية "أوكار الفساد الأخلاقي في البلد".

وناشد ولد الوديعة السلطات الموريتانية بإعادة السماح لمؤسسات العمل الإسلامي التي حظرها النظام السابق بـ"استئناف نشاطها الدعوي والخيري تحصينا لهذا المجتمع من موجات التغريب والتنصير والتطبيع والتمييع".

ويدين جميع أفراد الشعب الموريتاني بالإسلام، وينص الدستور الموريتاني على المرجعية الإسلامية للقوانين، كما أن المادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني تعطي الحق لأي مواطن في الاعتراض على هذا النوع من الأنشطة، وتلزم النيابة العامة بالتحرك لوقف أي تظاهرة من هذا القبيل فور الإبلاغ عنها.
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة