نصف تلاميذ برلين سيكونون من الأجانب بحلول 2026

-
 
توقعت دراسة أكاديمية أن يسبب التراجع المستمر بمعدلات الإنجاب والمواليد لدى المواطنين الألمان اختلالا كبيرا في التركيبة السكانية والتطور الديموغرافي بالعاصمة الألمانية برلين ومدارسها خلال العشرين عاما القادمة.
 
وذكرت الدراسة التي أعدها الدكتور جوستاف لبيهارت أستاذ بحوث السكان والهجرة بجامعة هومبولدت ببرلين، أن الانخفاض الحاد بأعداد المواليد الألمان سيرفع نسبة التلاميذ ذوي الأصول الأجنبية بمدارس برلين من ربع التعداد الكلي للتلاميذ حاليا إلى نصف تعدادهم عام 2026.
 
وحللت الدراسة -التي تلقت الجزيرة نت نسخة منها- تطور معدلات المواليد عند الألمان والأجانب ببرلين بين عامي 1992 و2002، ولم تهتم فقط برصد جنسيات المواليد كما حدث في دراسات وإحصائيات سكانية سابقة بل ركزت بشكل خاص على دراسة جنسيات آباء وأمهات مواليد العاصمة الألمانية.
 
خصوبة النساء

"
الانخفاض الحاد بأعداد المواليد الألمان سيرفع نسبة التلاميذ ذوي الأصول الأجنبية بمدارس برلين من ربع التعداد الكلي للتلاميذ حاليا إلى نصف تعدادهم عام 2026
"

وقارنت الدراسة بين مستوى خصوبة النساء الألمانيات والأجنبيات ببرلين، وأشارت إلى أن معدل إنجاب المرأة الألمانية هناك يصل 1.1 طفل بينما يصل لدى الأجنبية 1.7 طفل ولدى التركية 2.1 طفل.

 
ولفتت إلى أن سن إنجاب النساء التركيات ببرلين يقل سبعة أعوام عن سن إنجاب نظيراتهن الألمانيات ما يضيق الفجوة العمرية بين الأجيال التركية, وهي فجوة تتسع بين الأجيال الألمانية, منوهة إلى أن 40% من النساء الأجنبيات بالعاصمة كن عام 2002 بسن مناسبة للحمل والإنجاب بينما وصلت النسبة لدى النساء الألمانيات بنفس السن خلال العام ذاته إلى 30% فقط.
 
وكشفت أن الاهتمام بمعرفة جنسيات الوالدين لمواليد برلين أظهر أن عددا كبيرا من تلاميذ مدارس العاصمة حاليا من أصول أجنبية حصلوا على الجنسية لأنهم ولدوا من أمهات ألمانيات تزوجن أجانب, أو لأن والديهم أجانب لديهم إقامة. وأشارت إلى أن التلاميذ -ومعظمهم من أصول تركية وعربية- يعانون بمدارسهم مشكلات تعليمية وتربوية شديدة لجهلهم اللغة الألمانية رغم حملهم الجنسية الألمانية.
 
مشاكل الاندماج
وقالت الدراسة إن 34% من التلاميذ المتقدمين للالتحاق بالسنة الأولى بالمدارس الابتدائية في برلين العام المقبل من أصول أجنبية، ورأت أن النسبة المرتفعة تمثل مظهرا واضحا للزيادة الكبيرة بأعداد المواليد الأجانب بالعاصمة الألمانية, واعتبرت أن استمرار التطور السكاني بها بمعدلاته الحالية سيرفع نسبة التلاميذ الأجانب الألمان ذوي الأصول الأجنبية إلى 50% خلال العشرين عاما المقبلة.
 
ورأى معد الدراسة أن الإحصائيات السكانية الرسمية السابقة تعمدت تصوير هذه الشريحة الكبيرة من التلاميذ كألمان وتجاهلت اكتسابهم الجنسية الألمانية بعد ولادتهم بفضل قانون الجنسية المعدل الصادر عام 1999. وخلص إلى أن وزارة التربية المحلية ببرلين لا ترغب بذكر الأصول الأجنبية للتلاميذ والاعتراف بجهلهم باللغة الألمانية لأنها غير مستعدة لزيادة الميزانية المخصصة لدمجهم وتحسين مستواهم باللغة الألمانية.
ـــــــــــــــــ
المصدر : الجزيرة