الحاج أبو حسن مائة عام من خفة الظل

الحاج مرعي حسن حسين خلايلة.فلسطين. وديع عواودة

الحاج مرعي حسن حسين مع زوجته وإحدى حفيداته (الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا

الحاج مرعي حسن حسين خلايلة (أبو حسن) معمر فلسطيني ولد في تركيا وعايش فترة الانتداب البريطاني لكن الأيام لم تبدد ذاكرته وخفة الظل لدية لا تزال ملموسة.

عندما سألناه عن عمره قال بدعابة إنه في عهد الطفولة فهو لم يتجاوز السنة الثانية ولكن بعد المائة. ويضيف أبو حسن إنه يواظب على تناول الحليب والعسل والبيض ويقول "سر العمر المديد بعد إرادة ربنا تحاشي الأحزان والغضب والتعامل مع الحياة بروح رياضية لا بجدية بالغة". واهتم أبو حسن بالإشارة إلى أنه لم يدخن في حياته سيجارة واحدة.

واستذكر أبو حسن كيف شارك في الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 التي ما نشبت حتى سارع إلى اقتناء بندقية بتسع ليرات، ولفت أن عمه عز الدين خلايلة استشهد سوية مع شاعر الثورة نوح إبراهيم ودفنا سوية في مدينة طمرة.

وروى أنه فر وبعض المسلحين من القرية لحظة تطويقها من قبل الانجليز عام 1938 لافتا إلى أن مواجهة حامية نشبت في محيط قريب أدت إلى استشهاد أحد الثوار، وظن الأهالي أنه هو الشهيد.

يقول أبو حسن إنه عندما بلغني الخبر اضطررت للعودة لمجد الكروم بعد يومين فوجدت بيتنا قد أمتلأ بالناس بعدما أفتتح والدي بيت العزاء. دخلت على حين غرة فأصيب المعزون بالذهول ومن تعليقاتهم فهمت أنني الشهيد الحي".

وأستدار أبو حسن نحو زوجته التي أرتبط بها منذ 72 عاما وقال مازحا "عدت في الوقت المناسب ولو تأخرت قليلا لربما كانت أم حسن قد عقدت قرانها على رجل آخر لترتاح مني ومن طلباتي المفرطة".

وترد أم حسن أنها تزوجته وهي ابنة 13 عاما وأمضت معه سبعة عقود تقاسما فيها حلو الحياة ومرها، ولكنها لا تأمن بعد كل هذه السنين ألا يتزوج عليها. تقول مداعبة بلهجة محلية "بس يا مأمن الرجال يا مأمن المي بالغربال".

الحاج مرعي الذي لا يزال يتمتع بصحة جيدة يستمتع بالمشاركة في حفلات زفاف الأقارب والجيران وبواسطة روح الدعابة يتمكن أبو حسن من اختزال بحر الزمان بينه وبين أحفاده الشباب فيمازحهم ويتندر بالحديث معهم.

ولمرعي عشرة أولاد و58 حفيدا و115 من أبناء الأحفاد لكنه يحفظ أسماء البالغين منهم فقط.

يقول حفيده الطالب الجامعي فكري خلايلة إنه يواظب على زيارة جده دوما ويسأل عن حاله ويستفيد من تجربته الغنية، ويضيف "أمضي أوقاتا ممتعة معه فهو بمثابة مائة عام من خفة الدم".

المصدر : الجزيرة