دار ضيافة النساء بالأردن.. ملاذ مؤقت للمعنفات والمطلقات

-
 
 
لم يعد جزء من النساء الأردنيات المطلقات والمعنفات يهمن الشوارع بحثا عن مأوى يلذن به لليلة أوليلتين, فمنذ افتتاح اتحاد المرأة الأردنية "دار ضيافة النساء" قبل ست سنوات أصبحن في منجى من قساوة الطرقات والأرصفة والنظرات المرتابة حينا والمتربصة حينا آخر, وإن كان ملاذ الدار لا يتجاوز الأسبوعين في انتظار إيجاد حل لمشكلتهن.
 
وتقول مديرة الدار المحامية حنان بنات للجزيرة نت إن هدف المشروع غير المسبوق محليا وعربيا إيجاد حل لمئات السيدات الأردنيات وغير الأردنيات اللواتي يتعرضن للعنف ويجبرن على مغادرة منازلهن ولا يجدن مأوى إلا الأماكن العامة ومراكز الشرطة لتأمين منام مؤقت لهن.
 
من الأردن وخارجه
وتؤكد بنات أن تبني اتحاد المرأة الأردنية (غير الحكومي) لهذا المشروع جاء للرقي بوضع المرأة بعد إخفاق الحكومة في التزامها بتنفيذ مشروع مماثل أقر قبل سنوات لكنه بقي حبرا على ورق.
 
وتقول بنات إن الدار تتعامل بشكل قانوني لدى استقبالها أي حالة, وإنها لاقت ترحيبا رسميا وشعبيا واستقبلت العديد من الحالات المحولة من مراكز الشرطة ودار حماية الأسرة التابعة لها ومن سفارات عربية وآسيوية.
 

"
الدار تشترط افتقاد النساء لمأوى آخر وتعرضهن للعنف وأن يكن بلغن 18 عاما كما ترفض استقبال طلبات اللواتي يمارسن الدعارة
"

وتشترط الدار معايير بينها افتقاد النساء اللائي يلجأن إليها لمأوى آخر وتعرضهن للعنف وأن يكن بلغن 18 عاما ولا يزيد عمر الأطفال المرافقين عن 12 عاما, كما ترفض استقبال طلبات اللواتي يعملن بالدعارة.

 
وتتكون دار الضيافة من  ثلاث غرف نوم وصالة استراحة وتلفاز وغرفة طعام وهاتف وحمامات, ويمكن للنساء اللائي يلجأن إليها الإقامة بها بين أسبوع وشهرين لحين إيجاد حل لمشكلتهن.
 
كما تؤكد غادة عودة الأخصائية الاجتماعية بالدار أن المشروع لا يستهدف تشجيع تمرد السيدات بل حل  مشكلة اجتماعية قائمة وتقليل انعكاساتها النفسية والاجتماعية.
 
حلول مؤقتة
وتقول عودة إنه بعد التدقيق في الحالات وقبولها تحال لفريق الدار لتقديم المساعدة والاتصال مع الأسر والأزواج, مقدرة عدد من نجحت الدار في إعادتهن لبيوتهن بحوالي 80 سيدة من أصل حوالي 350 سيدة وعزباء استقبلتهن الدار منذ  تأسيسها عام 1999.
 
وتشير دراسة حول العنف ضد المرأة في الأردن أجراها اتحاد المرأة على 544 سيدة إلى أن معظم الحالات تقع بالمناطق الشعبية بالمدن الكبرى وتتركز بالفئات الفقيرة, وأن نسبة إبلاغ الشرطة لا تتجاوز 8%.
 
وتروي الأردنية مريم حسين (25) لمراسلنا قصة لجوئها للدار بقولها "بعد طلاقي من زوجي اسودت الدنيا بوجهي وشعرت بالانهيار وضاقت بي الدنيا معنويا وماديا ولم أجد من معين أو مكان ألجأ إليه سوى دار ضيافة النساء التي كانت المنقذ الوحيد لي ولطفلي البالغ من العمر سنتين".
 
وتشاطرها الرأي سيدة عراقية تدعى سهى خالد قائلة "بعد تعرضي للعنف الجسدي من زوجي الأردني وطلاقي منه لجأت إلى مركز شرطة حولني إلى هذه الدار لعدم وجود مكان ألجأ إليه وعدم تمكني من العودة لموطني العراق, ولولا الدار لتعرضت العديد من السيدات إلى الاستغلال الجسدي".
ــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة