النجار: تسونامي بحلقة النار والشرق الأوسط بعيد عنه

قال الدكتور زغلول النجار خبير الزلازل والظواهر الطبيعية إن زلزال تسونامي الذي حدث في آسيا مؤخرا وبلغت قوته 8.9 درجات يعتبر الأقوى من نوعه الذي عرفته الكرة الأرضية منذ 44 عاما، أي منذ حدوث زلزال تشيلي الذي بلغت قوته 9.5 درجات بمعيار ريختر.

وحول مفهوم سلم ريختر، أشار النجار في حديثه مع الجزيرة إلى أن هذا السلم هو سلم لوغريثمي، بمعنى أن كل درجة عليا تمثل عشرة أضعاف الدرجة السابقة، موضحا أنه مكون من تسع درجات.

وقال النجار إن معيار ريختر يقيس كمية الطاقة المنبعثة مع الهزة الأرضية، منوها إلى أنه إذا بلغت قوة الزلزال 7.6 درجات فإن ذلك يمثل أكثر من بليون طن من مادة تي أن تي.

وأكد أنه من رحمة الله على البشرية أن هذا الزلزال حدث في البحر، مشيرا إلى أنه لو حدث على اليابسة لفاقت أثاره التدميرية بعشرات المرات الأضرار التي تسبب بها زلزال آسيا.

وقال إن سبب الزلزال الأخير يعود لأن الغلاف الصخري في الأرض -المقدر سمكه بـ5 إلى 8 كيلومترات في قيعان البحار والمحيطات، وبـ35 إلى 45 كيلومترا في اليابسة- ممزق بشبكة هائلة من الصدوع، وأن هذه الصدوع تحيط بالأرض إحاطة كاملة، وتتحرك في اتجاهات مختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى انطلاق كمية من الطاقة التي تحدث الهزة الأرضية.

وأوضح النجار أن المنطقة التي حدث بها الزلزال تمثل أخطر جزء في الحزام الزلزالي على الأرض، حيث إن حواف المحيط الهادئ محاطة كلها بأهوار عميقة تهبط فيها القشرة الأرضية إلى نطاق الضعف الأرضي، مشيرا إلى أن العلماء يطلقون على تلك المنطقة اسم حلقة النار.


undefinedعواقب الزلزال
ولم يستبعد النجار حدوث هزات ارتدادية تعقب زلزال تسونامي، موضحا أن زلزالا بهذه القوة يوحي بحركة عنيفة للغاية قد لا تهدأ في فترة قصيرة.

وفيما يتعلق بالعواقب التي سيتركها على طبقات الأرض أشار إلى إمكانية حدوث تمزقات بالقشرة الأرضية، وإمكانية حدوث ثورات بركانية وخسوف بعض الأماكن في الأرض، وكذلك غور بعض المياه الحبيسة في الأرض.

وبرر أسباب الامتداد السريع للزلزال حتى وصل إلى شرق أفريقيا بقوته وتحركه بالماء والسرعة الفائقة وكذلك عدم وجود موانع لتحركه.

مناطق الزلازل
وفيما يتعلق بوجود مناطق أكثر عرضة من غيرها لحدوث الزلزال أوضح أن هناك أحزمة زلزالية معروفة في الكرة الأرضية، مشيرا إلى أن الأحزمة في المنطقة العربية تمتد من جبال تادروس غرب إيران، إلى جبال طوروس جنوب تركيا ثم تمتد في فرعين فرع يمتد إلى جبال الألب إلى شمال إسبانيا، والفرع الآخر يمتد إلى قبرص ويصل إلى جبال أطلس، غير أن هذا الحزام ليس بقوة الحزام بالمحيط الهندي.

كما أن هناك خط ضعف زلزالي في البحر الأحمر وفي خليج العقبة الذي يتحرك من وقت لآخر ويؤدي إلى حدوث بعض الكوارث الطبيعية.

وردا على سؤال بشأن إمكانية التنبؤ المسبق بوقوع الزلازل، أوضح أن الزلازل تحدث بصورة فجائية، تجعل من الصعب رصدها بشكل تام، مشيرا إلى أن الصين فشلت عام 1975 بالتنبؤ بزلزال مع أنها كانت قد تنبأت بوقوعه بنفس المكان عام 1974.

لكن النجار أكد إمكانية الإفادة من بعض الظواهر التي تسبق الزلازل ومنها وجود ميول بسطح الأرض، وكذلك حدوث تغيير في منسوب المياه في الآبار أو البحيرات، وحدوث أي تصاعد لغاز الرادوم في المناجم أو الآبار، وكذلك هرب الحيوانات بصورة غير طبيعية.

المصدر : الجزيرة