منح براءة اختراع النقرة الواحدة لمايكروسوفت

Microsoft Chairman Bill Gates delivers a speech to unveil the new Microsoft Office System during a presentation in New York 21 October, 2003. Microsoft call the new software one of the most important updates in the company's history. Gates said the new software combines familiar Office productivity programs with new business applications. AFP PHOTO/Timothy A. CLARY

وليد الشوبكي

حصلت شركة مايكروسوفت على براءة اختراع (patent) لتقنية استخدام "النقرة الواحدة" (click) لفتح الملفات وتشغيل التطبيقات على حواسيب الجيب (Pocket PC)، وبذلك يكون لها الحق في الحصول على مقابل مادي من شركات إنتاج حواسيب الجيب كي ترخص لها استخدام هذه التقنية.

بدأت محاولات مايكروسوفت للحصول على هذه البراءة عام 1997 ثم عام 1999 بدون جدوى، ثم أفلحت عام 2002 وحصلت الشركة بموجبها على امتياز استخدام تقنية النقرة الواحدة لفتح ملفات وتشغيل تطبيقات الأجهزة الحاسوبية محدودة المصادر، ويقصد بها حواسيب الجيب أو حواسيب في حجم راحة اليد.

وسيكون على الشركات الراغبة في استخدام النقرة الواحدة أن تدفع لمايكروسوفت مقابلا ماديا، أو أن تمنحها حق استغلال بعض براءات الاختراع التي تخص تلك الشركات، فيكون الأمر بمثابة مقايضة لحقوق الملكية الفكرية لإتاحة الاستخدام المتبادل.


سيكون على الشركات الراغبة في استخدام النقرة الواحدة أن تدفع لمايكروسوفت مقابلا ماديا، أو أن تمنحها حق استغلال بعض براءات الاختراع التي تخص تلك الشركات، فيكون الأمر بمثابة مقايضة لحقوق الملكية الفكرية لإتاحة الاستخدام المتبادل

وتسعى مايكروسوفت من وراء الحصول على هذا الامتياز إلى إقناع –أو إرغام– شركات حواسيب الجيب على استعمال إصدارات مايكروسوفت من نظام تشغيل ويندوز الخاص بحواسيب الجيب والهواتف الجوالة.

وكانت شركات الهواتف الكبرى مثل نوكيا وإريكسون وسوني وموتورولا قد تعاونت لتصميم نظام تشغيل خاص بالهواتف الجوالة، وهو يستخدم بالطبع تقنية النقرة الواحدة لتشغيل التطبيقات المختلفة. وانسحبت موتورولا من ذلك الائتلاف مؤخرا، وبدأت في التعاون مع مايكروسوفت.

وسيقوض هذا الامتياز أوضاع الشركات التي تنتج أنظمة تشغيل حواسيب الجيب مثل شركة سيمبيان البريطانية التي تستخدم بالطبع تقنية النقرة الواحدة على نطاق واسع في تصميم برامج التشغيل التي تنتجها.

يذكر أن استجابات خبراء حقوق الملكية الفكرية لقرار منح براءة الاختراع لمايكروسوفت سلبية في معظمها. فهم يرون أن القرار لم يستوف شرطين أساسيين لمنح ذلك الامتياز وهو أن تكون التقنية أصيلة (novel) لم يصل إليها أحد من قبل، وأن تكون غير شائعة أو غير واضحة (non-obvious)، في حين أن تقنية النقرة الواحدة متاحة بالفعل منذ أكثر من 10 سنوات.

ورغم إمكانية إبطال براءة الاختراع إذا ثبت أن الاختراع قد استخدم من قبل، فإن ذلك غير ذي جدوى مع العملاقة مايكروسوفت. فعملية فض النزاعات حول حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع يتم غالبا من خلال القضاء وليس عبر مكتب براءات الاختراع، مما يجشم المتقاضين تكاليف باهظة ولا يمكن لأحد أن يتحدى مايكروسوفت في هذه الحلبة.

وكانت براءة اختراع مماثلة قد أثارت ردود فعل غاضبة عام 1999، عندما حصلت شركة أمازون على امتياز تقنية "الشراء بنقرة واحدة" من على موقع الشركة للمستخدمين المسجلين عليه. وأكد المنتقدون بصفة خاصة أن هذه لا يمكن أن تكون براءة اختراع من حق شركة واحدة باعتبارها مجرد تجميع لتطبيقات سابقة.

ويرى بعض المراقبين أن مايكروسوفت ستجد صعوبة في تحقيق ما تريد من براءة الاختراع الأخيرة لأن نصها غير جازم. فتعريف "الأجهزة الحاسوبية محدودة المصادر" التي تسري عليها براءة الاختراع غير محدد. وهذا يعني أن الموقف القانوني لمايكروسوفت سيكون ضعيفا -على الأرجح- إذا لجأت إلى القضاء.
__________________
المحرر العلمي-الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة