الزلازل قد تكون وراء غرق مدينتين مصريتين

undefined

قال علماء آثار إن زلازل قوية قد تكون السبب وراء اختفاء مدينتين مصريتين قديمتين تم العثور على أطلالهما بحالة جيدة في قاع البحر المتوسط مطلع هذا العام، مما يثير مخاوف على مدينة الاسكندرية.

وأثار إعلان اكتشاف مدينتي مينوثيس وهيراقليون -اللتين غرقتا بالقرب من ساحل الإسكندرية قبل ما يزيد على ألف عام- سروراً في أوساط علماء الآثار البحرية الذين قالوا إن اكتشافهما يقدم نظرة بالغة الأهمية عن العالم القديم.

وقال علماء أثناء اجتماع لهم في سان فرانسيسكو إن الأبحاث الجديدة تشير إلى احتمال أن تكون زلازل قوية هي السبب وراء غرق المدينتين، وأن هذا قد يعني وجود صدع زلزالي جديد ربما يهدد مدينة الإسكندرية.

وقال عاموس نور وهو متخصص في الفيزياء الجيولوجية بجامعة ستانفورد الأميركية والذي درس الموقع في خليج أبو قير الذي يبعد 25 كيلومترا عن الإسكندرية "إنه مشروع مذهل قد لا يكون له مثيل".

وتم العثور على صفوف من الأعمدة سقطت في اتجاه واحد مما يشير إلى حدوث زلزال، كما عثر على قطع أثرية تضم عددا كبيرا من النقود الذهبية والمجوهرات وهي مبعثرة مما يوحي بأن شيئا مفجعا ومفاجئا أغرق المدينتين قرب نهاية القرن الثامن بعد الميلاد.

وجاءت هذه الاكتشافات تتويجا لبحث أجراه علماء في الآثار البحرية والفيزياء الجيولوجية عام 1996، قاموا خلاله بمسح قاع خليج أبو قير الطيني لفحص آثار المدينتين.

وباستخدام أجهزة مراقبة نشاط الزلازل تحت قاع البحر تمكن فريق الباحثين من العثور على أنقاض كبيرة من مخلفات المدينتين، وتمكن الغواصون من رفع آثار من بينها تمثال من الجرانيت الأسود طوله متر ونصف لإلهة الخصب لدى الفراعنة إيزيس.

ويركز البحث حاليا على كشف النقاب عما حدث للمدينتين اللتين اشتهرتا في سجلات مطلع التاريخ بأنهما كانتا حلقتي وصل للتجارة بين مصر وبلاد الإغريق وباقي بلدان البحر المتوسط آنذاك.

وأضاف نور أن ثمة إشارات واضحة إلى أن زلازل قوية ربما هزت المنطقة حوالي عام 365 بعد الميلاد وكذلك في نهاية القرن الثامن وهو الوقت الذي يعتقد أن المدينتين قد اختفتا فيه للأبد، مشيراً إلى وجود تشوه واضح في القشرة الأرضية مما ينبيء بوقوع حدث كبير.

ومن المعروف أن الإسكندرية ذاتها تعرضت لعدد من الزلازل المدمرة وقع أشهرها في عام 1303م ولكن لم يثبت أنها منطقة زلازل كبيرة. وكذلك لا يزال من الصعب تفسير نشوء خليج أبو قير، الذي يقول العلماء إن أرضه انخفضت بما يصل إلى ثمانية أمتار لكي يتكون.

ويعتقد نور أن غرق المنطقة ربما يعود إلى تفتت قاع البحر أو بسبب هبوط شديد أو انهيار في قاع البحر بسبب زلازل وقعت في مناطق بعيدة.

وأشار دانيل ستانلي وهو متخصص في جيولوجيا دلتا نهر النيل إلى أن النيل ربما تأثر بحدوث تحول مفاجئ في مجراه بطول 40 كيلومترا تسبب في إغراق المنطقة، وهو الحادث الذي سجل وقوعه في نهاية الألفية الأولى للميلاد.

ويقوم فريق البحث الآن بدراسة تشقق في قاع البحر عثر عليه بين الأطلال وهو عبارة عن أخدود عميق يحمل بعض بصمات صدع زلزالي واضح.

وقال نور إنه لو ثبت هذا فستتوفر الأدلة التي تؤيد نظرية أن صدعا لم يعرف حتى الآن ويحتمل أنه ذو قوة تدميرية ربما يمتد من خليج السويس في مصر إلى داخل البحر المتوسط.

وأضاف "ولما كانت المعلومات التاريخية والأثرية عن المنطقة قليلة وغير كاملة فإنه من غير الممكن حتى الآن التعرف على صدوع زلزالية".

وقال إن استمرار دراسة المنطقة قد يكشف النقاب عن وجود تهديدات مازالت بعيدة عن الأنظار.

المصدر : رويترز