عيد الأضحى.. في أي عمر يجب شرح معنى الأضحية للأطفال؟

يربط الأطفال عيد الأضحى بالخروف، ويمكن لأولياء الأمور شرح فكرة الأضحية للأطفال بطريقة مشوقة ويسيرة (شترستوك)

بيروت- غالبا ما يربط الطفل عيد الأضحى بالخروف ويكون متحمسا للتحضيرات سواء في تزيين المنزل وإعداد الحلوى أو رسم وتلوين الأشكال المختلفة من "خروف العيد". وهذه هي الفكرة السليمة التي يجب أن ترسخ في ذهن كل طفل في أول مراحل عمره.

وكثير من أولياء الأمور يسألون: كيف يمكن شرح فكرة الأضحية للأطفال خاصة الذين في سن صغيرة؟

سارة حسونة: في الصفين الخامس والسادس نخبر الطفل بالقصة الكاملة لسيدنا إسماعيل وكيف فداه الله بكبش عظيم (الجزيرة)

شرح فكرة الأضحية

تقدم سارة العشا حسونة، معلمة التربية الإسلامية في كلية خالد بن الوليد في بيروت، بعض الطرق لشرح فكرة الأضحية التي يمكن سردها للأطفال بطريقة مشوقة ويسيرة.

وتقول للجزيرة نت "يجب أن تكون طريقة الشرح صحيحة وبسيطة ومشوقة وترتكز على القيم النبيلة، ومن أهمها شكر الله على نعمه. وتبدأ بتهيئة الطفل نفسيا بالبدء بالنشاطات اليدوية والفنية وقراءة القصص المصورة بطريقة كرتونية واضحة، وليس فيها مشاهد ذبح الخروف، ويوجد على اليوتيوب الكثير من القصص الدينية التي يستوعبها الطفل ببساطة".

وتنصح المعلمة العشا بصناعة نماذج تحاكي الكعبة الشريفة، مع شرح شعيرة الطواف وأداء عملية مناسك الحج، وصناعة بطاقات تهنئة العيد مع مجسمات من الكرتون والقطن والقش لعمل خروف العيد، فهذه النشاطات تبعث البهجة والسرور إلى نفوس الأطفال.

كما يمكن مشاركة الطفل في عملية تحضير أكلات وحلويات على أشكال خراف متنوعة، وكل ذلك ليتم توضيح معنى الأضحية للطفل، وأن هذه الحيوانات خلقها الله تعالى وأحل لنا أكلها، وأنه ينبغي توزيع جزء من لحومها على الفقراء والمساكين ليفرحوا ويشعروا ببهجة العيد، فيكتسب الصغار صفة العطاء والرحمة.

وتضيف العشا "يجب على الأهل التركيز على أن الخروف -الأضحية- سيغادر، وأن فترة وجوده قبيل العيد هي فترة مؤقتة، ويجب عدم إجبار الطفل بتاتا على رؤية مشهد ذبح الأضحية، خصوصا صغار السن، إلا إذا كان الأطفال قد أتموا سن السعي وهو السن المناسب لرؤيتها (10 سنوات)".

مشاركة الأطفال في تحضير زينة وحلويات على أشكال خراف متنوعة تسهم في شرح فكرة الأضحية (شترستوك)

تهيئة الطفل

وتجب تهيئة الطفل خلال الأيام العشر ببيان أهمية موسم الحج وعيد الأضحى، وإخباره بفضل هذه الأيام، خاصة أنها تجمع الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي، وأن الصيام في نهار وقفة عرفة سبب في محو السيئات والذنوب، إضافة إلى استحباب الإكثار من قراءة القرآن الكريم مع التسبيح والدعاء.

وتبين المدرسة سارة أنه في الصفوف الأولى بلبنان -كما في كل دول العالم الإسلامي- نعلم الأطفال معنى الطواف حول الكعبة، ونجعلهم يدركون هذه المعلومة عبر مشاهدة التلفاز لمتابعة مناسك الحج، فيفهمون معنى التكبير والتهليل وارتداء ملابس الحج البيضاء أي "الإحرام".

أما في الصف الخامس والسادس -بحسب المعلمة سارة- فيتم إخبار الطفل بقصة سيدنا إسماعيل وكيف فداه الله بكبش عظيم، ومدى أهمية هذه الأضحية والتفاصيل الكاملة لمناسك الحج، وأن الحج فرض على كل مسلم قادر ماديا وجسديا على تأدية هذه الفريضة والسفر إلى مكة المكرمة مرة واحدة في العمر.

حسونة: من الواجب غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال بمناسبة عيد الأضحى (الجزيرة)

قيم يتعلمها الطفل من عيد الأضحى

وترى سارة حسونة أنه من الواجب غرس القيم النبيلة في نفوس الأطفال بمناسبة العيد، فهذه فرصة لتربية الأولاد على الأعمال الصالحة وضرورة التفكير في الآخرين وتعويدهم على صلة الرحم وبر الوالدين.

ومن أهم هذه القيم:

  • الخضوع لما أمرنا الله به والرضا بقضائه وقدره.
  • تكريم كبار السن والاهتمام بمن نحبهم؛ فطاعة الوالدين واحترام الكبير، مستفادة من قصة النبي إسماعيل.
  • الإيمان بقدرة الله على صنع كل شيء.
  • شكر الله عز وجل على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

وتؤكد المعلمة العشا أن "عيد الأضحى مهم جدا للأطفال، ففيه يتعلمون الإخلاص والوفاء والتضحية من أجل الآخرين. كذلك العطاء ومبدأ التسامح، وأهمية التفاؤل".

وتلفت إلى أهمية تعليم الطفل الرفق بالحيوان وألا يعامله بقسوة، وأن يقدم له الطعام والشراب قبل الذبح.

المصدر : الجزيرة