أشياء قد لا تتخيل مدى إضرارها بصحة أمعائك.. إليك 9 من أخطرها

بكتيريا الأمعاء تعود إلى طبيعتها بعد حوالي 4 أسابيع من توقف المضادات الحيوية، لكن تأثيرها السلبي يمتد، حتى بعد عامين من تناولها.

في دراسة جديدة..إجهاد زوم أكثر انتشارا بين النساء
ينصح بالوقوف كل نصف ساعة تقريبا لقضاء المزيد من الوقت على قدميك (شترستوك)

على مدى العقدين الماضيين كثف العلماء جهودهم للكشف عن أسرار تُظهر أن "أمعاء الإنسان تعمل وفق نظام معقد أشبه بالمعجزة، (الميكروبيوم)" يمكن أن يؤثر في صحتنا، من خلال مجموعة متنوعة من البكتيريا الجيدة التي تعيش في أمعائنا "لتعزيز وظيفة جهاز المناعة، والحد من الاكتئاب، والمساعدة في مكافحة السمنة، والعديد من الفوائد الأخرى" كما يقول الدكتور إي إم كويغلي المُشرف على دراسة أجريت عام 2013.

وذلك لمعرفة الطريقة التي تتواصل بها بكتيريا الأمعاء مع الجهاز المناعي "ومدى تأثيرها على المزاج، والصحة العقلية، وأمراض المناعة، والغدد الصماء، والأمراض الجلدية، والسرطان" وفقا لموقع "هيلث لاين" (Healthline)..

ومع أن بكتيريا الأمعاء لها مهمة أساسية، تتمثل في "الحفاظ على صحة جسمك" لكنها قد تصبح غير متوازنة، وتُلحق الضرر بصحتك العامة بسبب عادات يومية تتعلق بنمط حياتك، وربما تكون مسؤولة عن هذا الخلل. مما يتطلب -للحفاظ على صحة أمعائك- أن تحاول تغيير هذه العادات:

الجلوس طوال الوقت

الالتصاق بمقعدك لفترات طويلة يضر بصحة أمعائك، فقد قالت د. كلير موريسون، لموقع "هافينغتون بوست" (Huffingtonpost) "إن أمعاءنا لا تعمل بشكل فعال عندما نجلس، حيث تظل البطن مضغوطة لساعات، مما قد يبطئ الهضم، ويتسبب في آثار جانبية غير مرغوبة، كالإمساك والانتفاخ وحُرقة المعدة".

لذلك، توصي دراسة، نُشرت عام 2017، بالتمرين، لما له من "تأثيرات صحية إيجابية على ميكروبيوتا الأمعاء". وينصح  د. إدوارد آر لاسكووسكي بالوقوف كل نصف ساعة تقريبا "لقضاء المزيد من الوقت على قدميك" لأن الجلوس يجعل أمعاءك تعمل بكفاءة أقل من عملها وأنت واقف.

ميدان - الجلوس
الالتصاق بمقعدك فترات طويلة يضر بصحة أمعائك (مواقع التواصل)

التدخين

فالتدخين -بكافة أشكاله- يُشكل خطرا على صحة الأمعاء، حتى أصبحت أمراض الجهاز الهضمي، مثل كرون، أكثر شيوعا بين المدخنين، بالإضافة إلى تعرضهم لخطر الإصابة بسرطان القولون، وفقا لموقع جونز هوبكنز ميديسن (Hopkinsmedicine).

مما يستوجب الإقلاع عن التدخين، حيث أشارت دراسة نُشرت عام 2013، أن "التدخين يغير تركيبة ميكروبيوم الأمعاء، والتوقف عنه يجعل بكتيريا الأمعاء أكثر توازنا" كما وجدت دراسة تجريبية صغيرة عام 2019 أن "الامتناع عن التدخين يؤدي إلى تغييرات إيجابية في بكتيريا الأمعاء".

المضادات الحيوية

استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية لفترات طويلة يضر بصحة الأمعاء لأنها قد تقتل البكتيريا النافعة أيضا. لذا، يُعتقد أن نوبات الغثيان أو الإسهال المفاجئة ليست مصادفة؛ وأن "الآثار الجانبية السيئة الناتجة عن فوضى تناول المضادات الحيوية، تكون غالبا بسبب الإخلال بتوازن البكتيريا المعوية" كما تقول د. ياسمين عمر طبيبة الباطنة.

ورغم أن دراسة وجدت أن بكتيريا الأمعاء تعود إلى طبيعتها بعد حوالي 4 أسابيع من توقف المضادات الحيوية، لكن تأثيرها السلبي يمتد، حتى بعد عامين من تناولها، ولو لفترة قصيرة، بحسب دراسة نُشرت عام 2007.

المضادات الحيوية تُستخدم لعلاج العدوى البكتيرية كالالتهاب الرئوي، وليس لعلاج العدوى الفيروسية كالإنفلونزا. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: Christin Klose/dpa-tmn/dpa
تناول المضادات الحيوية بطريقة عشوائية فترات طويلة يضر بصحة الأمعاء لأنها قد تقتل البكتيريا النافعة (الألمانية)

الأطعمة المُصنّعة

أشارت الدراسات إلى أن من يتبعون نظاما غذائيا صحيا ومتنوعا يتمتعون بميكروبيوم (بكتيريا) أمعاء جيدة، بخلاف من يتناولون الأطعمة المصنعة، مثل منتجات اللحوم والنقانق، والفاصوليا المطبوخة المعلبة والعصائر، فتتضرر صحة أمعائهم.

لأن هذه الأطعمة تحتوي في الغالب على كميات هائلة من الملح والسكر والدهون، ويؤدي تناولها إلى تعريض أمعائك للمواد الحافظة والمواد الكيميائية المضافة، التي تعمل على تجويع البكتيريا النافعة في بطنك، بينما تسمح للبكتيريا الضارة بالنمو، وفقا لبحث أجراه مطورو تطبيق "زوي" (Zoe) الذي يختبر صحة الأمعاء.

الوجبات الخفيفة السكرية

الإفراط في تناول الوجبات الخفيفة السكرية (الغنية بالسكر المضاف) يؤثر سلبا على بكتيريا الأمعاء، مما قد يكون له صلة مباشرة بزيادة حالات مرض التهاب الأمعاء، بحسب دراسة نُشرت عام 2020.

كما أن هناك دراسات مختلفة تشير إلى أن "السكريات المضافة تضر بالميكروبيوم المعوي" كما يقول ويل بولسيفيتش، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الذي ينصح بالفاكهة كخيار مفيد لصحة الأمعاء.

قلة تناول الأطعمة المُخمّرة

وفقا لموقع "مايو كلينك" فإن البريبايوتك، وهي ألياف موجودة في الفواكه والخضراوات، لا تهضمها أجسامنا، لكنها تحولها إلى غذاء للبكتيريا الموجودة في أمعائنا، أو البروبيوتيك بمعنى آخر "البروبيوتيك هي بكتيريا الأمعاء، والبريبايوتك هو الغذاء الذي يُبقيها على قيد الحياة" واحتياج أمعائك إلى أطعمة غنية بالاثنين معا أمر بالغ الأهمية، من أجل صحة أمعاء مثالية. ويمكنك تحقيق ذلك من تناول الأطعمة المخمرة، كالزبادي والجبن القديم، والكرنب المخلل.

أيضا، توصلت دراسة إلى أن مكملات البروبيوتيك قد تفيد من يعانون من أمراض الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي.

الإجهاد والتوتر المستمر

تخبرنا "هارفارد هيلث" (Harvard health) أن الإجهاد والتوتر طويل الأمد يمكن أن يعيث فسادا في أمعائنا، حيث يؤثر بشكل مباشر على القناة الهضمية، ويزيد من حدة أعراض، مثل آلام المعدة، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر.

وتضيف ديليشيا بيتمان، الأستاذة الاستشارية بجامعة جورج واشنطن، أن الجسم ينتج هرمونات معينة تشق طريقها نحو أمعائنا وتؤثر سلبا في البكتيريا، مُسببة الأعراض المزعجة المرتبطة بالإجهاد، مثل الغثيان، والإمساك، والإسهال، ومن ثم إلى مشاكل طويلة الأمد مثل متلازمة القولون العصبي.

قلة النوم

فالحصول على قسط كاف من النوم أمر مهم للحفاظ على صحة أمعائك. وعلى العكس، يمكن أن تؤثر قلة النوم سلبا على بكتيريا الأمعاء مُسببة الكثير من التوتر. فقد وجدت دراسة، نُشرت عام 2016، أن من يفتقرون إلى قسط كاف من النوم لليلتين متتاليتين، عانوا من تغيرات في بكتيريا أمعائهم، من النوع المرتبط بمرض السكري2  وزيادة الوزن والسمنة، بالتحديد، على عكس الذين حصلوا على قسط كاف من النوم.

قلة النوم تؤثر سلبا على بكتيريا الأمعاء مُسببة الكثير من التوتر (بيكسلز)

قلة شُرب الماء

عدم شرب كمية كافية من الماء، والسوائل الخالية من السكر، يؤدي إلى الإمساك الذي قد يصبح مزمنا. أما شرب الكثير من الماء فهو جيد للوقاية من الإمساك، وتعزيز صحة الأمعاء، بعد أن "ثبت أن له تأثير مفيد على الغشاء المخاطي للأمعاء، وعلى توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء" وفق موقع "هيلث لاين" (Healthline).

المصدر : مواقع إلكترونية