عيد الفطر هذا العام بحلة الفرح بعيدا عن قيود كورونا

تفاصيل العيد تسطر ذكريات جميلة في ذهن الأطفال خاصة وتقويهم مستقبلا عندما يتذكرونها (بيكسلز)

عمان- مع حلول أول أيام عيد الفطر للعام الجاري 2022، يحاول الجميع تذوق الفرح، وبحذر بعيدا عن قيود كورونا التي آلمت الكثيرين، فنبض الحياة يأبى إلا الاستمرار وارتداء الحلل المتنوعة للمناسبات السعيدة، ومنها العيد.

وهذا العيد مختلف عما سبقه من أعياد الحجر، ومنها ازداد الشوق واللهفة لممارسة العادات والطقوس والاستقبالات والزيارات والتنزه، بعد عامين من قيود وإجراءات احترازية فرضها الوباء.

العيد فرصة ومناسبة للتواصل وتمتين العلاقات الاجتماعية (بيكسلز)

العيد يسطر ذكريات جميلة

لكل فرد أو عائلة، رأي أو أسلوب ما في كيفية الاستمتاع بأجواء العيد، ومنهم الموظفة أم هاني التي تقول "بدأت التخطيط لإسعاد أبنائي مسبقا، لمكافأتهم على صبرهم في الشهر الفضيل، وذلك بالتخطيط لزيارة الأقارب وإعداد الهدايا التي يرغبون فيها".

وتبين أن فرحة العيد لا بد أن نعيشها، ولا بد أن نفرح بما أننا على قيد الحياة ولا داعي لخلط الأمور، فالاستمتاع مع المتاح أفضل من البكاء على ماض لن يعود.

وتضيف "قدر المستطاع، أحب أن أستغل أوقات أيام العيد بما يدخل الفرح على نفسي وعلى أولادي، وهو هدية من الله لا بد أن نحسن تقديرها".

وتشاركها الرأي الخمسينية أم فريد بقولها: "تفاصيل العيد تسطر ذكريات جميلة في ذهن أولادي، وتقويهم مستقبلا عندما يتذكرونها؛ فلمسات الأم مهمة ولها قيمتها".

وتشرح هذه اللمسات، مثل إعداد الحلويات وتجهيز المناضد، وإعداد القهوة، و"أحيانا أحب طقوس كعك العيد ولو بكمية بسيطة، لغرس المشاركة وربطها بطقوس العيد، والاستمتاع بالأوقات قدر الإمكان، وإحياء جلسات المناقشة والمزاح، لنعيش الفرح.. ولا نسمح له بمغادرتنا".

العيد يوم فرح وسرور

استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان يقول: "العيد يوم فرح وسرور ينبغي خلاله الحرص على إدخال السرور على قلوب أهل البيت والأطفال والأرحام، سواء بشراء ملابس العيد، كما تعودت الأسرة أو تقديم العيدية، حسب الإمكانيات المتوفرة".

ويلفت إلى أنه من الضروري أن يشعر الجميع ببعضهم البعض، حيث تراجع الدخل لدى غالبية الأسر، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وآثار جائحة كورونا.

ومن المهم أن تكون النفوس صافية وراضية، ليس فيها بغضاء أو شحناء أو حقد، فالعبرة ليست بالمال بل بمقدار قربنا من الله تعالى ومحبتنا لبعضنا البعض، وفق الاستشاري سرحان.

1 استشاري الاجتماع الاسري مفيد سرحان - (الجزيرة)
مفيد سرحان: فرحة بالعودة إلى ممارسات الحياة الطبيعية وخصوصا العلاقات الاجتماعية (الجزيرة)

العيد بعد تخفيف الإجراءات الوقائية

يشرح سرحان: "يأتي هذا العيد بعد تخفيف الإجراءات الوقائية التي اتخذت منذ أكثر من عامين، بسبب انتشار وباء كورونا، والتي كان لها آثار كبيرة على مختلف القطاعات الصحية والتربوية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية، حيث تأثرت أيضا خلال العامين الماضيين -بسبب هذه الإجراءات- الطقوس والعادات المتعلقة بالأعياد".

ويضيف أن الإجراءات السابقة حدت من إقامة صلاة العيد، أو تمت إقامتها ضمن شروط صحية كالتباعد وارتداء الكمامات، كما أثرت على التواصل الاجتماعي "الشخصي"، والتزاور بين الأرحام والأقارب والأصدقاء.

وبسبب فرض إجراءات الحظر أحيانا أو إصابة أعداد كبيرة بأعراض الوباء أحيانا أخرى، وخشية البعض من الإصابة بالوباء أو نقله إلى الآخرين، خصوصا كبار السن والمرضى الذين نصحوا بالتزام البيوت وتقليل الاختلاط بهم باعتبارهم الفئة الأضعف من حيث المناعة، اكتفى الكثيرون بالتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتقديم تهاني العيد عن بعد، حسب سرحان.

ولا شك أن الآثار الاجتماعية للجائحة كبيرة وربما لا تقل عن الآثار الاقتصادية والصحية وغيرها. وإن كانت هذه الظروف أظهرت ما تتميز به مجتمعاتنا العربية والإسلامية من قيم أصيلة، كالتكافل والتعاون الذي تجلى بصور متعددة بالرغم من الظروف الصعبة.

تكبيرات العيد تعلن انطلاق موسم الفرح وفرح المسلم بإتمام العبادة خلال شهر رمضان (بيكسلز)

العودة إلى الحياة الطبيعية

هذا العيد يأتي في ظروف مختلفة من حيث الإجراءات ودرجة انتشار الوباء وخطورته، وفق سرحان، والعودة إلى ممارسات الحياة الطبيعية بدرجة كبيرة، وخصوصا في مجال العلاقات الاجتماعية، وعودة التواصل الشخصي والزيارات الفردية والأسرية واللقاءات العائلية والمشاركة في المناسبات الاجتماعية واللقاءات العامة.

ويوضح أن هذا الأمر يتناسب وطبيعة مجتمعاتنا في الحرص بدرجة كبيرة على العلاقات الاجتماعية وقوتها ومتانتها، باعتبارها جزءا رئيسيا من الدين والقيم الأصيلة، بل إنها جزء من علاقة الإنسان بخالقه الذي أمر بالبر وصلة الرحم والإحسان والتكافل ومساعدة الفقراء والمحتاجين. كما أن العلاقات الاجتماعية ميزة مهمة تتصف بها مجتمعاتنا، مما يزيد من قوتها ومنعتها، وفق سرحان.

العيد وتبادل الزيارات

يلفت سرحان إلى أن العيد فرصة ومناسبة للتواصل الاجتماعي وتمتين العلاقات الاجتماعية، فتبادل الزيارات في العيد عادة أصيلة ألفها الجميع، وهم يجدون فيها المتعة، وخصوصا الأطفال الذين ينتظرون العيد بشوق ولهفة ومصاحبة الكبار في بعض الزيارات، والحصول على العيدية التي اعتادوا على الحصول عليها في العيد، وهي تقليد خاص بعيد الفطر وعيد الأضحى.

ويشير إلى صلاة العيد التي يجتمع فيها أهالي الحي والمنطقة، فهي سُنة ومناسبة دينية ولقاء اجتماعي موسمي كبير يُعقد مرتين في العام، يحضره الرجال والنساء والأطفال يخرجون إليها مبكرا، وهم يرتدون أجمل الثياب ويتبادلون بعدها التهاني بالعيد.

العيد مناسبة للخروج عن الروتين اليومي (بيكسلز)

تكبيرات العيد وموسم الفرح

يذكر سرحان طقوس العيد منذ الصباح الباكر، التي تصدح بها تكبيرات العيد لتعلن انطلاق موسم الفرح، فرح المسلم بإتمام العبادة. ويقول "العيد فرصة للأطفال للعب والمرح والخروج إلى أماكن الترفيه ومشاركة أقرانهم فرحة العيد، وهم الأكثر فرحا بقدوم العيد".

وكثير من الأسر تستثمر عطلة العيد للخروج في نزهات للترفيه والتسلية، فالعيد مناسبة للخروج عن الروتين اليومي، كما هو مناسبة للفرح والتواصل الاجتماعي.

ويختم سرحان: "هذا العيد سيشعر الجميع بنكهته الخاصة ويذوقون في أيامه معاني الفرح الممزوجة بلذة اللقاء وعودة الحياة إلى سابق عهدها، حياة تسري فيها روح اللقاء والقرب من الأهل والأصدقاء، فتتلاقى فيها الأرواح ليكون الفرح الحقيقي".

المصدر : الجزيرة