تحذير لأولياء الأمور.. لا يمكن لكل الأطفال أن يكونوا مثل المراهقة البريطانية إيما رادوكانو

تصدرت نجمة التنس البريطانية إيما رادوكانو عناوين الأخبار بعد فوزها قبل أيام قليلة ببطولة أميركا المفتوحة للتنس لسن 18 عاما، وعدا عن تألقها الرياضي تملك المراهقة البريطانية المولودة في كندا لأب روماني وأم صينية شهادة في الرياضيات وأخرى في الاقتصاد.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة "ذا هيل" (The Hill) الأميركية، يقول شيرانتان شاترجي الباحث الزائر في معهد هوفر بجامعة ستانفورد إن الآباء والأمهات الذين قد ينبهرون بما حققته رادوكانو في مثل هذا العمر، ويبدؤون بالتفكير في خطط جديدة لأطفالهم من أجل ممارسة الرياضة والموسيقى والشطرنج والرياضيات وركوب الخيل إلى جانب الدراسة، عليهم أن يحذروا قبل القيام بذلك.

لا تتكرر كثيرا

وحسب الكاتب، فإن بروز مراهقة متفوقة في الرياضة والدراسة مثل رادوكانو ليس من الأمور التي تتكرر كثيرا، ويجب ألا يكون نموذجا يسعى إليه الجميع.

وتعترف رادوكانو بأنها من أجل الوصول إلى ما حققته كان عليها العمل بجد والتعامل مع مشكلات صحية وعقلية، بالإضافة إلى إنفاق الكثير من المال.

تحديات ومشاكل

يؤكد الكاتب أن وباء كورونا فرض الكثير من القيود على العائلات في جميع أنحاء العالم وأدى إلى زيادة الضغوط والتحديات الدراسية، ولا سيما في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل.

ويوثق تقرير حالة التعليم السنوي في الهند -على سبيل المثال- مشاكل عميقة للأطفال بسبب التعليم الافتراضي، خاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية.

كما يوثق إيريك هانوشيك وعدد من الباحثين الآخرين في تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2020 الآثار السلبية لمشاكل التعليم في ظل الجائحة على الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل.

وفي الوقت نفسه، من المنتظر -حسب الكاتب- أن يتم استغلال الفجوة بين العرض والطلب على التعليم والمهارات الأخرى من قبل عمالقة التكنولوجيا، مما سيزيد الأعباء على أولياء الأمور.

نمط حياة غير صحي

وعدا عن ذلك يعاني الأطفال من التعرض المفرط للأجهزة الإلكترونية، وهو ما يسبب مشاكل كثيرة، منها زيادة احتمالات الإصابة بالسمنة بسبب نمط الحياة غير الصحي وعمليات الإغلاق، ومشاكل البصر نتيجة التعرض للشاشات لفترات طويلة، وتحديات الصحة العقلية وزيادة مخاطر الانتحار.

وفي ظل كل هذه التحديات يعتقد الكاتب أنه من غير المعقول أن يعمل الآباء والأمهات على دفع أبنائهم ليكونوا مثل رادوكانو، خاصة مع نقص الفرص التعليمية والتفاوت في الإمكانيات.

وحسب رأيه، فإن الأهم في هذا العالم الذي يتسم بكثرة التحديات أن نكون أكثر تفهما لأطفالنا، ونعمل على أن يكونوا بشرا صالحين فيما نتعافى ببطء من آثار الوباء، وأن نتركهم يستمتعون بشروق الشمس وغروبها وبجمال الطبيعة، في وقت يتعايش فيه الإنسان مع الكوارث المناخية في كل أنحاء الكوكب.