الشيخوخة أفضل في المنزل.. ثورة ثقافية ينبغي القيام بها

LONDON, ENGLAND - JUNE 14: Two elderly women sit together outside a community centre near the burning 24 storey residential Grenfell Tower block in Latimer Road, West London on June 14, 2017 in London, England. The Mayor of London, Sadiq Khan, has declared the fire a major incident as more than 200 firefighters are still tackling the blaze while at least 50 people are receiving hospital treatment. (Photo by Carl Court/Getty Images)
مسنتان خارج مركز مجتمعي بلندن (غيتي)

يأمل معظم الفرنسيين في قضاء الشيخوخة في المنزل، وهم محاطون بما هو مألوف بالنسبة لهم، وفي حي يعرفونه. لكن كيف يمكن أن نعدهم بذلك في الوقت الذي بدأت فيه العلامات الأولى لفقدان الاستقلالية في الظهور، مما يجعل من الصعب أو حتى المستحيل البقاء في المنزل؟

تقول الكاتبة جان فرني في تقرير نشرته صحيفة لاكروا الفرنسية إن لوك بروسي، رئيس فرع سيلفر إيكونومي، حاول دراسة هذا السؤال الملح، خاصة وأن نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و84 عامًا ستتضاعف بالمجتمع تقريبًا بحلول عام 2030.

وحسب بروسي فـ "إن السماح للأشخاص بقضاء فترة الشيخوخة في المنزل لا يمكن أن يتم إقراره بموجب مراسيم، يجب أن يكون ذلك مصحوبًا بسياسة شاملة".

وهناك مقترح قُدم إلى الحكومة الفرنسية الأربعاء 26 مايو/أيار الماضي يقدم سبلًا لتسهيل الدعم المنزلي للمسنين، ويقترح 80 سبيلًا ملموسًا لدعم هذا التحول الديموغرافي.

تعديلات مطلوبة

يتمثل الشرط الأول في تكييف المساكن، دون انتظار أن تكون في حالة التبعية. ويلخصه بروسي بأن "أفضل طريقة لعدم السقوط من على الدرج هو عدم وجود درج ببساطة". علما بأن السقوط في المنزل يقضي على حياة 10 آلاف مسن سنويًا.

يصف بروسي ذلك بـ "مأساة في مجال الصحة العامة" مقترحا معالجتها من خلال تقديم مساعدة مالية مخصصة لهذه الأشغال.

كما يوضح أنه "في الوقت الحالي، بمجرد أن نتحدث عن الشيخوخة، هناك ميل إلى التركيز على الوضع الطبي والاجتماعي ومسألة المساعدة المنزلية، ولكن هناك العديد من الأشياء الأخرى التي ينبغي القيام بها قبل الوصول إلى هذه المرحلة".

ويعتبر بروسي أن ثقافة الوقاية يجب أن تواصل التطور، لدى السلطات العامة كما المواطنين، ولاسيما 14 مليون متقاعد الذين ما زالوا نشطين.

وهذا ما يفسر اقتراحه إجراء "استبيان توعية" الذي سيرسله التأمين الصحي لجميع الفرنسيين في عيد ميلادهم السبعين. ويتضمن أسئلة مثل: ما الذي يخططون له في المستقبل: تكييف منزلهم أو الحصول على منزل جديد؟ اختيار مسكن شامل، سكن يجمع سكانا من أجيال مختلفة أو شقة مشتركة؟ ويعتبر بروسي أن "هذا خيار حاسم، وفي هذه المرحلة بالذات، يتعين عليك التفكير في الأمر".

مدن أقل عدوانية

بالإضافة إلى الإسكان، يجب إعادة التفكير في كل التخطيط الحضري، بما يسمح بإضفاء الطابع الرسمي على تسمية "المدن والأقاليم الصديقة للمسنين". وتقول الكاتبة "مبدأ البقاء في المنزل مهم، لكن من الضروري أن يكون بإمكان هؤلاء الخروج، وإلا فسيكون ذلك بمثابة إقامة جبرية".

يمكن لمراكز المدن، التي تمثل مصدر قلق خاصة للفئات الأكثر ضعفًا، أن تعتمد "قانون طرقات" لتحسين سلامة المشاة في مواجهة وسائل النقل الحضرية الجديدة. ويجب أن تكون وسائل النقل العام مناسبة بشكل أفضل لكبار السن.

بشكل عام، إذا تقبلت الجمعيات التقرير، فإن بعض المقترحات تثير أسئلة عديدة، مثل تلك المتعلقة بتكليف شركة لا بوست بدور الوقاية و"تحديد نقاط الضعف".

ويحذر جيروم بيرين، مدير التطوير في المساعدة المنزلية بالمناطق الريفية، المتخصصة في الخدمات الشخصية، من أن "ساعي البريد والمساعد المنزلي وظيفتان مختلفتان".

لكن في الوقت الحالي، سيطر نفاد الصبر على هذا القطاع، خاصة وأن قانون "الشيخوخة والاستقلالية" لم ير النور بعد. ومن المنتظر أن يتم النظر فيه بالبرلمان في الخريف، علما بأنه قد تم الوعد به منذ 3 سنوات.

المصدر : لاكروا