قطر الخيرية: مشاريع "رمضان الأمل" تستهدف 2.2 مليون شخص في 33 دولة حول العالم

تستهدف الحملة الخيرية حوالي 2.2 مليون شخص حول العالم بأكثر من 46 مليون دولار

حملة رمضان الأمل تتحدى الظروف التي فرضتها جائحة كورونا (الجزيرة)

توقع مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع البرامج وتنمية المجتمع في "قطر الخيرية" فيصل بن راشد الفهيدة أن يبلغ عدد المستهدفين من حملة "رمضان الأمل" هذه السنة حوالي 2.2 مليون شخص في 33 دولة حول العالم من بينها قطر، وذلك بقيمة إجمالية قدرت بـ 168 مليون ريال نحو (46 مليون دولار و666 ألف دولار)، اعتمادا على التبرعات المتوقعة لأهل الخير في قطر.

وقال الفهيدة في حوار خاص مع الجزيرة نت، إن العالم يعاني للعام الثاني على التوالي من تداعيات جائحة كورونا، ولهذا تدعو قطر الخيرية أهل الخير، للإسهام في صناعة الأمل للفقراء وذوي الحاجة خلال شهر رمضان الفضيل، من خلال دعم المشاريع التي تنفذها في عدد من الدول حول العالم.

وأوضح أنه رغم الظروف الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، فإن قطر الخيرية واصلت تدخلاتها الإنسانية، وتنفيذ مشاريعها التنموية عبر العالم من خلال مكاتبها الميدانية وشركائها الدوليين والمحليين بالوتيرة نفسها، كاشفا عن أن عدد المستفيدين من تلك المشاريع خلال العام الماضي بلغ أزيد من 14 مليون شخص، بزيادة ملحوظة عن عام 2019.

ولفت الفهيدة إلى أن مشاريع حملة "رمضان الأمل" هذه السنة تشمل أيضا مد اليد إلى الغارمين وأسرهم داخل قطر، ومساعدتهم على تجاوز مشاكل الديون والحفاظ على تماسكهم الأسري، بالإضافة إلى دعم الأسر التي تأثرت من جائحة كورونا.

ونوه بإسهامات "قطر الخيرية" الفعالة في جهود رفع وعي الأفراد والمجتمعات بمخاطر فيروس "كوفيد-19″، وتأكيدها ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ومراعاة إجراءات السلامة العامة، وذلك من خلال إنتاج مواد توعوية، وتنظيم حملات مع منظمات دولية، استفاد منها خلال عام أكثر من 2.2 مليون شخص داخل قطر وخارجها.

الفهيدة يؤكد للجزيرة نت أن الحملة خصصت مساعدات للنازحين واللاجئين في مناطق الأزمات (الجزيرة)

وفيما يلي نص الحوار:

  • أطلقت جمعية قطر الخيرية حملة رمضان بشعار "اصنع بخيرك الأمل" لتلبية الاحتياجات الإنسانية داخل قطر وخارجها، ما أبرز ملامح هذه الحملة؟

مع قرب حلول شهر رمضان، شهر البذل والعطاء والتراحم والتكافل من كل عام، اعتادت قطر الخيرية أن تطلق حملة تنفذ من خلالها باقة من المشاريع الموسمية وتقدم عبرها حزمة من المساعدات للفئات الفقيرة والشرائح الهشة التي تعاني من أوضاع استثنائية، كاللاجئين والنازحين لتخفيف معاناتهم، إضافة إلى الأسر المتعففة ذات الدخل المحدود، وأسر الأيتام والأرامل والغارمين والمرضى وغيرهم، لتفريج كربهم والتخفيف من آلامهم، وإدخال السرور على قلوبهم.

ولأن رمضان يحل ضيفا عزيزا في حين لا يزال العالم يعاني للعام الثاني على التوالي من تداعيات جائحة كورونا فقد أطلقت قطر الخيرية على حملتها اسم "رمضان الأمل"، لتوجه من خلالها دعوة لأهل الخير كي يسهموا في صناعة الأمل للفقراء وذوي الحاجة خلال الشهر الفضيل، والعمل على توفير أبسط مقومات الحياة لهم والتخفيف من معاناتهم، وإحداث فرق إيجابي في حياتهم وحياة أفراد أسرهم.

  • بلغة الأرقام، كم تبلغ التكلفة الإجمالية لهذه الحملة؟ سواء للمشاريع داخل قطر أو خارجها؟ وما الدول الأخرى المستهدفة؟

نحن ننفذ هذه الحملة في 33 دولة، في قطر وفي 32 دولة حول العالم، وينتظر أن تبلغ قيمتها المستهدفة حوالي 168 مليون ريال، وعدد المستهدفين منها 2.2 مليون شخص، وذلك اعتمادا على التبرعات المتوقعة لأهل الخير في قطر ودعمهم الكريم لها.

وتتوزع جهود هذه الحملة حسب مناطق العالم، ففي المنطقة العربية تنفذ مشاريعها في شمال سوريا وتونس واليمن وفلسطين والسودان والصومال والمغرب والأردن ولبنان، إضافة لدولة قطر.

كذلك تصل مبادرات هذه الحملة إلى دول البوسنة وكوسوفا وألبانيا والجبل الأسود وباكستان وتركيا وقرغيزيا، ونيبال وبنغلاديش والفلبين والهند.

وفي إفريقيا، تستهدف الحملة دول غانا وبوركينافاسو وكينيا ومالي وإثيوبيا والسنغال وتشاد ونيجيريا وبورندي، ودولة جنوب أفريقيا وغامبيا وبنين ودولة توغو.

قطر الخيرية تخصص مشاريع إغاثية مستمرة في الشمال السوري (الجزيرة)
  • ما طبيعة هذه المشاريع الخيرية التي ستستهدفها الحملة خلال شهر رمضان المبارك؟

تشتمل الحملة الرمضانية على 3 مشاريع موسمية رئيسة وهي: إفطار الصائم، وتوزيع زكاة الفطر، وكسوة العيد، لكن وبسبب الإجراءات الاحترازية المرتبطة بجائحة كورونا، سينفذ مشروع إفطار الصائم على شكل توزيع سلال غذائية، تشتمل على المواد التموينية الأساسية للأسر، أو على شكل وجبات جاهزة.

كما تشتمل مشاريع الحملة داخل قطر على مساعدات موجهة للغارمين وأسرهم لمساعدتهم على تجاوز مشاكل الديون والحفاظ على تماسكهم الأسري، كذلك تستهدف الأسر التي تأثرت بسبب جائحة كورونا، ونأمل في قطر الخيرية وبدعم من المتبرعين الكرام تقديم العون لهذه الفئات بمبلغ يقدر بـ100 مليون ريال.

  • ماذا عن المساعدات التي تستهدف المتضررين والنازحين في مناطق الأزمات؟ وما هي خططكم بهذا الصدد؟

ستقدم قطر الخيرية مساعدات إغاثية في مناطق الأزمات، وينتظر أن يستفيد منها النازحون واللاجئون والفئات الفقيرة في 25 دولة، وبالأخص الداخل السوري ودول الجوار، واللاجئون الروهينغا، والمحتاجون في اليمن والصومال وفلسطين وغيرها، وذلك تخفيفا من الصعوبات المعيشية التي يواجهونها، وتشمل تلك المساعدات توزيع سلال غذائية وتشغيل أفران في بعض الدول مثل الشمال السوري، لتوفير الخبز بالمجان.  حيث ينتظر أن يزيد عدد المستفيدين منها عن 552 ألف شخص، وبتكلفة تقدر بحوالي 26.8 مليون ريال.

كما تتضمن مشاريع الحملة داخل قطر تنفيذ مجموعة من المشاريع التوعوية والتراثية، ودعم المبادرات التطوعية والتكافل المجتمعي.

من مشاريع كسوة عيد الفطر في قرغيزستان العام الماضي (الجزيرة)
  • برأيكم، هل عرقلت كورونا جهود الجمعية في الوصول إلى المستهدفين أو تنفيذ مشاريعها في ظل الظروف الاحترازية التي يعيشها العالم؟

أعتقد أنه بحكم أن لقطر الخيرية دورا إنسانيا منوطا بها، فقد كانت منذ انتشار جائحة كورونا في الخطوط الأمامية من أجل تقديم المساعدات الصحية والوقائية والغذائية التي تسهم في الحد من تأثير الجائحة ودعم المتضررين منها.

وقد أسهمت قطر الخيرية بفعالية في جهود رفع وعي الأفراد والمجتمعات بمخاطر فيروس "كوفيد-19″، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ومراعاة إجراءات السلامة العامة، لتقليص حدة الإصابات بالعدوى، وقد أنتجت لهذا الغرض مواد توعوية، وصممت ونفذت حملات مع منظمات دولية، وقد بلغ إجمالي المستفيدين من تلك الجهود خلال عام أكثر من 2.2 مليون شخص داخل قطر وخارجها.

وتقديرا لهذه الجهود فقد صنفت قطر الخيرية ضمن أفضل 10 مؤسسات في مكافحة كورونا داخل قطر، وذلك وفق استطلاع رأي أجراه الفرع المحلي لشركة إبسوس "ipsos"، كما نالت جائزة المسؤولية الاجتماعية لدار الشرق مؤخرا.

لكن رغم الظروف الاحترازية المرتبطة بالجائحة، فإن قطر الخيرية واصلت قيامها بتدخلاتها الإنسانية وتنفيذ مشاريعها التنموية عبر العالم من خلال مكاتبها الميدانية وشركائها الدوليين والمحليين بالوتيرة نفسها، حيث بلغ عدد المستفيدين من تلك المشاريع خلال العام الماضي أكثر من 14 مليون شخص، وهو ما يزيد عن الأعوام التي سبقته، وفي الوقت نفسه حرصت على مراعاة شروط السلامة العامة في تنفيذ تلك المشاريع.

من مشاريع وجبات إفطار صائم في فلسطين العام الماضي (الجزيرة)
  • هل طورتم أي خطة إعلامية تواكب الجهود التي تقومون بها في هذه الحملة؟

يمكنني القول إنه فضلا عن الجهود الإعلامية الداعمة للحملة الرمضانية ومشاريعها، فإن قطر الخيرية تحرص على إنتاج العديد البرامج التلفزيونية والإذاعية، وعدد من البرامج الرمضانية على شبكات التواصل الاجتماعي لتعزيز قيم العمل الخيري ونشر ثقافة العمل الإنساني والتوعية بأهمية التطوع وخدمة المجتمعات.

ومن بين البرامج التلفزيونية "مهمة"، وهو برنامج يومي سيبث على قناة "الريان"، وبرنامج "عيش التجربة" وهو يومي أيضا وسيبث على تلفزيون قطر.

أما البرامج الإذاعية فهناك برنامجان يبثان على أثير إذاعة القرآن الكريم وهما "تراويح" و"أمسية"، وبرنامج "ضيف ومحطة" ويبث على أثير إذاعة "صوت الخليج"، وبرنامجا "أمنيتي" بالعربية، و"Charity in Focus" بالإنجليزية على أثير إذاعة قطر، إضافة لعدد من البرامج الدينية والتوعوية عبر حسابات قطر الخيرية على شبكات التواصل الاجتماعي.

من مشاريع كسوة العيد التي نفذتها قطر الخيرية العام الماضي (الجزيرة)
  • بموازاة ذلك، هل جهزتم أي مشاريع مجتمعية خلال الشهر الفضيل؟

إضافة للمشاريع الموسمية التكافلية؛ تشتمل مشاريع حملة قطر الخيرية الرمضانية داخل قطر على تنفيذ مجموعة من المشاريع التوعوية والتراثية ودعم المبادرات التطوعية والتكافل المجتمعي، ومن أهمها: "تحدي المبادرات 2" وهو عبارة عن مسابقة بين عدة مبادرات شبابية للترويج للمشاريع الإنسانية بطرق مبتكرة، وهناك برامج أخرى تخص هدايا العيد والأطفال والأسر.

  • هل اعتمدتم أي تسهيلات جديدة للوصول إلى أكبر عدد من المتبرعين؟

تتيح قطر الخيرية لأهل الخير والمتبرعين الكرام طرقا متعددة وسهلة من أجل حساب زكاتهم ودفعها، والإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بها، أو التبرع بصدقاتهم، بحيث يمكنهم إنجاز كل ذلك وهم في بيوتهم، وفي وقت قياسي جدا.

ويتم ذلك من خلال باقة أدواتها الإلكترونية وخدماتها الرقمية، أو عبر التواصل مع قسم الزكاة أو فروعها المختلفة أو مركز الاتصال والخط الساخن، ومن هذه الوسائل الإلكترونية موقع وتطبيق قطر الخيرية الإلكترونيين، وموقع وتطبيق "زكاتي"، و"المحصّل المنزلي" وهي خدمة تتيح للمتبرع إمكانية طلب محصل عبر موقع وتطبيق قطر الخيرية الإلكترونيين، ليقوم المحصل باستلام التبرعات من بيت صاحب التبرع.

المصدر : الجزيرة