بعد عام من الجائحة.. الخوف يسيطر على أنماط تناولنا الطعام

رغم أن مفهوم تعزيز جهاز المناعة أمر غامض نسبيا؛ إلا أن الجميع يبحث عن تجربة كل ما في وسعهم للبقاء بصحة جيدة.

تحميل دراسة: حبنا للأطعمة قد يكون مصدره الجينات وليس الطعم!
تغيرت بعض عادات تناول الطعام لدى الكثيرين بعد جائحة كورونا بسبب العزل الصحي والخوف من انتقال العدوى (دويتشه فيله)

بعد مرور عام على جائحة كورونا، لم تعد أنماط حياتنا كما كانت، سواء في أساليبنا اليومية وتواصلنا مع المحيطين أو عاداتنا الغذائية، التي تأثرت بصورة واضحة بعد شهور العزل المنزلي، والعودة إلى الحياة شبه الطبيعية في كثير من البلدان. حتى أساليب الطعام وطرق تناوله قد تغيرت خلال الشهور الماضية.

الأطعمة المعلبة

في الوقت الذي كان الكثيرون يحرصون فيه على تناول الأطعمة الطازجة، اضطر الملايين لتخزين الأطعمة المجمدة والمعلبة لا سيما في فترات الإغلاق، ولأن الكثيرين أيضا عرضة حتى الآن للإصابة بفيروس كورونا؛ مما قد يضطرهم للالتزام بالعزل الصحي لمدة تتراوح بين 10-14 يوما، فإن تخزين كمية كافية من الطعام أصبحت ضرورة لا غنى عنها.

تقول هانا سكاجز، اختصاصية التغذية في مستشفى ماري فري لإعادة التأهيل، لمجلة "ريدرز دايجست" (Reader’s Digest) "لدينا الآن تقدير جديد للسلع المعلبة والأشياء القابلة للتخزين، وتعلّمنا دمجها في وجباتنا اليومية واللعب بها لتقديم وصفات جديدة". كما يبدو تنظيف الأطعمة المعلبة أكثر سهولة من نظيرتها الطازجة.

تعرف على مزايا وعيوب الخضروات المعلبة
لدينا الآن تقدير جديد للسلع المعلبة والأشياء القابلة للتخزين (دويتشه فيله)

نقص استهلاك اللحوم

اضطر الكثيرون للاستغناء عن البروتينات الحيوانية في وجباتهم، نظرا لنقص الموارد خلال شهور الجائحة، خاصة في المدن الكبيرة، التي تحتاج إلى إمدادات هائلة من اللحوم من خارج المدن؛ لذلك اضطر البعض إلى الاعتماد على وصفات المخبوزات وطهي البقوليات والحبوب، وهو ما قدم لنا درسا حول أهمية تقليل استهلاك اللحوم الحمراء يوميا.

الوجبات الذكية

مع شهور الإغلاق، اضطرت معظم المطاعم إلى إغلاق صالات تناول الطعام، والاكتفاء بتسليم الوجبات الجاهزة من السيارة أو التوصيل المباشر للمنازل. ومع ذلك حرصت سلاسل المطاعم العالمية على توفير وجباتها الجاهزة في متاجر البقالة، والتي لا تحتاج سوى التسخين لثوان معدودة في المايكرويف.

أطعمة لزيادة المناعة

على الرغم من أن مفهوم تعزيز جهاز المناعة أمر غامض نسيبا؛ إلا أن الجميع يبحث عن تجربة كل ما في وسعهم للبقاء بصحة جيدة، بالإضافة إلى أن تناول الأطعمة الصحية دائما ما يكون فكرة جيدة. قد يساعد النظام الغذائي المتوازن المليء بالفواكه والخضروات الطازجة وخيارات البروتين الخالية من الدهون والحبوب الكاملة والدهون الصحية للقلب في دعم جهاز المناعة ومنع مخاطر الإصابة ببعض الأمراض؛ لذلك فإن البحث عن الأطعمة ذات الصلة بدعم المناعة باتت في مقدمة احتياجات البعض.

 

قد تكون ساعة الغداء الاجتماعية طقسا من الماضي حيث قد يُطلب من الموظفين تناول الطعام في مكاتبهم (بيكسلز)

ضوابط تناول الطعام في العمل

تقدم بعض الشركات وجبات ساخنة أو "بوفيها" مفتوحا لموظفيها؛ إلا أن هذا التقليد لم يعد سائدا الآن في تلك المؤسسات، وباتت الأطعمة المسموح بها في المكاتب هي المياه الغازية والعصائر المعلبة ومجموعة متنوعة من الوجبات الخفيفة محكمة التغليف، لذا فإن المكاتب التي كانت تقدم نوعا من الامتيازات الغذائية للموظفين قبل الجائحة ستضع خططا صارمة لتقديم تلك الخدمات بضوابط صحية تمنع انتشار العدوى.

وكذلك ستكون هناك جهود مكثفة لتزويد الموظفين بوجبة غداء في العمل لمنعهم من الخروج، وربما إعادة الجراثيم الخارجية إلى المكتب، قد تكون ساعة الغداء الاجتماعية طقسا من الماضي، حيث قد يُطلب من الموظفين تناول الطعام في مكاتبهم بدلا من الاجتماع على طاولات تساهم في انتشار العدوى، بينما سيفضل البعض أن يأتي بوجبة الغداء في عبوة محكمة تم إعدادها منزليا، لتجنب الاختلاط بالآخرين.

لا أحد يهتم بالعلامة التجارية

نظرا للنقص الشديد في بعض المنتجات، خاصة التي تحمل علامات تجارية معروفة، قرر الكثيرون التخلي عن التعلق الشديد بالماركات العالمية، وإتاحة الفرصة للتعرف على علامات تجارية جديدة للمنتجات الغذائية التي اعتادوا شراءها. كما أصبح المتسوقون أكثر إبداعا حول كيفية وضع الطعام على المائدة من خلال الخروج من سلوكيات الشراء التقليدية لتلبية الاحتياجات الغذائية لأسرهم، إلى جانب اختيار العلامات التجارية الأرخص ثمنا.

المصدر : مواقع إلكترونية