بالفيديو- ولد أم بنت؟ حفلات للكشف عن جنس المولود القادم بحثا عن الفرح

بالون أسود داخله زينة باللون الأزرق أو الزهري و"الكيك" المغطى بكريما بيضاء وبداخله "كريما" أو ملبس زهري أو أزرق، الطريقتان الأكثر شيوعا في حفلات "كشف جنس المولود"

"صبي والا بنت، شو قولك يا ربي، حلوة كتير البنت، والأحلى صبي…"، أغنية للفنان اللبناني إيلي شويري، يعدد فيها ميزات الصبي والبنت وحياتهما، ليخلص إلى "كتبنا الأسامي، ونقينا اللي منريد، ومحينا الأسامي وشو طالع بالإيد، بدنا بالسلامة يخلق طفل جديد، ما بتفرق حيالله، كلن خلقة الله، البنت والصبي".

وتبدو أن هذه الأغنية القديمة "صبي والا بنت" مناسبة بعض الشيء لحفلات اليوم التي تقام "للكشف عن جنس الجنين" (gender reveal)، وذلك في حفلات عائلية ضمن أفكار عديدة.

ويعد البالون الأسود الكبير الذي يحتوي على زينة باللون الأزرق دلالة على الصبي، والزهري للدلالة على البنت، وهي الطريقة الأكثر شيوعا، إضافة إلى "الكيك" المغطى بكريما بيضاء وفي داخله يكون لون "الكريما" إما زهرية أو زرقاء، أو يحتوي على ملبس زهري أو أزرق.

ولطالما درج -قبل شيوع صور "الإيكو" (الصورة التي تظهر الجنين وتبين جنسه)- أن يتحضر الزوجان في الشهر الرابع للمفاجأة أثناء الولادة.

نموذج لزينة حفل "الجندر ريفيل" للكشف عن جنس الجنين (الجزيرة)

في التراث الشعبي

تظهر الأمثال الشعبية تفضيل ولادة الذكور في مجتمعاتنا، فإذا سكت الناس فجأة يقال "خلفت بنت"، وإذا اجتمعت الفتيات من دون صبي يقال إن السقف سيقع، و"عتبة البيت بتحزن 7 أيام لما بتجي بنت"، و"البنت الحلوة نص مصيبة"، و"موت البنت سترة"، و"يا جايبة البنات يا شايلة الهم للممات"، و"إم البنت مسنودة بخيط، وإم الولد مسنودة بحيط".

وما يرافق هذه الأمثال من اعتبار وجود البنت ملازم للعار، مع وجود أمثال قليلة تعتبر أن ولادة الفتاة رزق، أما الصبي فله بهجة مختلفة و"أم الغلام تستاهل الإكرام".

قد يكون مرد هذا الأمر كون الصبي يحمل نسب الأب وينقله لأولاده، ومن واجباته الاهتمام بأهله عندما يكبرون، فهو بمثابة الضمانة لهم للعيش الكريم، رغم أن هذه الفكرة آيلة للاندثار مع انخراط المرأة في الحياة العملية والإنتاجية.

إلهام جبيلي تتحدث عن العادات القديمة لمعرفة جنس المولود- الجزيرة
إلهام جبيلي تتحدث عن العادات القديمة لمعرفة جنس المولود (الجزيرة)

تقول السيدة السبعينية إلهام جبيلي إنه قبل شيوع "الإيكو" كان الناس يتنبؤون بجنس المولود بطرق مختلفة، فكانوا يخيطون حفاضات للأطفال، وإذا دخل الغرفة رجل يستبشرون بولادة طفل ذكر، وإذا دخلت امرأة يعتبرون أن المولود المنتظر أنثى.

كما كانوا يجلبون قطعة من ثياب الطفل ويرمونها في الهواء، فإذا سقطت على ظهرها يقولون إن المولود فتاة، أما إذا سقطت على بطنها فيكون المولود -في اعتقادهم- صبيا.

أو يضعون ملحا على رأس الحامل من دون أن تنتبه، فإذا حكت أنفها يكون المولود صبيا، وإذا كان الحمل ببطن إلى الأمام من دون عرض في الأوراك أو إذا أصبحت السرة محدبة يكون الصبي قادما لا محالة، حسب اعتقادهم.

ويقال إن أم الصبي تكون متسامحة أثناء حملها وأم البنت تكون عصبية، وتكون الحبلى بصبي أكثر نشاطا وكرما.

وكانت إلهام تحب أن يكون مولودها الأول صبيا، وما إن أنجبته حتى تمنت إنجاب فتاة، ولكن زوجها لم يكن يهتم لجنس المولود، وقد أسسا عائلة من 4 أولاد، صبيين وفتاتين.

وتعتبر إلهام أن ما حدث كان عادلا جدا، وتخبر أن والدها كان يقول لها إنه يتمنى أن تنجب بنتا بعد الصبي والبنتين، ويردد لها ذلك طوال فترة حملها، وعندما أنجبت الصبي فرح كثيرا، وقال لها إنه كان يحاول التخفيف عنها بحال كان المولود بنتا.

لورا ابنة آلاء حيدر التي ولدت بعد أخيها بعدة سنوات (الجزيرة)

بنت أم ولد

آلاء حيدر أم لصبي وبنت، وهي مرتاحة أن الطفل الأول صبي، لكنها تقول إنها لم تكن لتحزن لو كانت بنتا، فلقد أنجبت عبد الكريم منذ حوالي 8 سنوات، وابنتها لورا منذ أقل من سنة، وتقول إنه كان لديها فضول لتجربة إحساس وجود الفتاة في العائلة بعد أن جربت الصبي.

تهاني النوري وأولادها الثلاثة عيسى ويوسف وموسى (الجزيرة)

تهاني النوري أم لـ3 صبيان، ورغم أنها كانت تتمنى أن ترزق بصبي وبنت، لكنها ترى الآن أنه من الظلم أن تفكر بجنس الطفل الذي تريد إنجابه، وتقول "بمجرد أن أفكر بموضوع الإنجاب يجب أن أتقبل نتيجة القرار وأحب الطفل القادم بغض النظر عن جنسه".

وكانت تهاني تعرف جنس طفلها قبل أن تحمل، وتقول إن المنامات (الأحلام التي تراها في نومها) كانت تظهر لها جنس الجنين، ورغم أن حملها في ابنها الأخير كان مختلفا -"إذ يقولون إن أم البنت تصبح أجمل أثناء الحمل ولا يكبر أنفها، وكانت تحب المأكولات السكرية أكثر" بدلالة على حملها بحسب المتعارف عليه ببنت- فإن أحلامها أخبرتها أنه صبي وهذا ما حصل، على حد قولها.

زهراء وجون ستيوارت في حفلة الكشف عن جنس الجنين (الجزيرة)

زهراء ستيوارت عادت مع زوجها جون من أميركا إلى لبنان ليحتفلا مع العائلة في كشف جنس الجنين، وهي حامل بصبي (شاهد الفيديو الرئيسي للحفل). تقول إنها كانت تفضل لو كانت حاملا ببنت، لأن أغلب أولاد إخوتها صبيان (7 صبيان وبنت واحدة)، لكنها تحب أيضا أن يكون الطفل الأول صبيا، لأنه بحسب تجربتها من الجميل أن يكون للفتاة إخوة صبيان أكبر منها.

"كيكة" حفل الكشف عن الجنين وداخلها ملبس أزرق أو زهري بحسب جنس الجنين (الجزيرة)

حفلات قبل الولادة

لم تكن الحفلات رائجة في لبنان قبل ولادة الطفل، لكن الأم كانت تصطحب صديقاتها الأقرب إليها لتحضير ثياب المولود بما يعرف بـ"جهاز الطفل" الذي تغلب عليه الألوان المحايدة والبيضاء بسبب عدم معرفة جنس المولود.

اليوم يحتفل اللبنانيون بالكشف عن جنس المولود، إما بين الزوجين أو مع الأهل والأصدقاء.

كما يحتفل جزء منهم قبل الولادة بالحفل المعروف بـ"البايبي شاور" (baby shower) الذي يقام عادة قبل أسابيع من الولادة، في وقت تكون الأم ما تزال قادرة على إقامة حفل، حيث يحضر الأهل والأصدقاء المقربون الهدايا، وقد تكون الأم قد أرسلت قائمة بالأغراض التي تحتاجها للمولود أحيانا.

ويعتبره البعض أفضل من زيارة المرأة بعد وضعها مولودها على اعتبار أنه وقتها الخاص لتنسجم مع الحياة الجديدة وخصوصيتها، وخاصة أن الأم تكون متعبة بعد فترة الحمل ومشاق الولادة، فيكون الأصدقاء قد قاموا بواجب تقديم الهدايا قبل الولادة.

المصدر : الجزيرة