معارضون للهجرة وبناء المساجد.. 5 من أخطر دعاة الكراهية ضد المسلمين

يتبعهم الآلاف.. متطرفون يناهضون الهجرة ويصفون المسلمين بالمفترسين

أيان هيرسي (يمين) وديفيد هورويتز (وسط) وباميلا جيلر (وكالات)

نشر أندرس بيرينغ بريفيك عام 2011 بيانا من 1500 صفحة على الإنترنت، احتوى على أفكار ومعلومات ليست لها سابقة في الأدبيات المضادة للإسلام، ثم خرج لقتل 77 شخصا في أبشع الهجمات الإرهابية في النرويج، وبرر فعلته بكراهيته للإسلام.

وفي البيان الذي نشره على الإنترنت، أظهر أندرس، المتهم بتفجير المباني الحكومية وقتل العشرات من الشباب في معسكرهم، تأثره بشدة بمجموعة صغيرة من مدونين متطرفين عانوا من "عقدة الضحية"، فبرروا العنف ضد المسلمين، ويحمون تيارا تعود جذوره للثمانينيات، لكن تأثيره يتضاعف كل يوم مع "أندرس" جديد قيد الإنشاء.

باميلا جيلر

أصبحت باميلا جيلر واحدة من أكثر منتقدي الإسلام صراحة في الولايات المتحدة، فور بدئها التدوين بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهي أحد مؤسسي مبادرة الدفاع عن الحرية الأميركية (AFDI) بدعوى وقف "أسلمة" أميركا وزحف الشريعة إليها، وهي مبادرة أدرجها مركز قانون الفقر الجنوبي بوصفها مجموعة معادية للإسلام.

تصر باميلا على أنها ليست ضد الإسلام بشكل عام، ومع ذلك تصفه بـ"أيديولوجية إبادة جماعية"، وهكذا يتصف أسلوبها دوما بالمستفز والمهين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الانتشار. ففي عام 2006، اتخذت قرارا بنشر رسوم كاريكاتيرية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مما أثار احتجاجات واسعة النطاق في العديد من البلدان، ونظمت مؤتمرا حول الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد في إحدى ضواحي دالاس، حيث قتل شخصان بعد حادث إطلاق النار خارج المكان وكان يستهدف قتل باميلا، ورغم تلك الحادثة المروعة دافعت بلغة عاطفية عن قرار إقامة المؤتمر.

بعد فترة وجيزة، حضرت باميلا مؤتمر "مكافحة الجهاد" في بروكسل، وطورت روابط مع مختلف الأوروبيين المعادين للإسلام والمعارضين لبناء المساجد في بريطانيا.

روبرت سبنسر

يعد روبرت سبنسر أحد أكثر النشطاء انتشارا وصخبا في أميركا ضد المسلمين، فهو مدون وكاتب أميركي من أصول تركية، ومدير مؤسسة "مكافحة الجهاد"، والمؤسس المشارك لـ"أوقفوا أسلمة أميركا"، ومؤلف 10 كتب، من بينها أكثر الكتب مبيعا وفق صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times)، مثل "الحقيقة حول محمد"، و"الدليل غير الصحيح سياسيا للإسلام"، و"الحروب الصليبية".

تعرض روبرت لانتقادات على نطاق واسع بسبب نقص معرفته، واعتناقه قراءات انتقائية حرفية للنصوص الإسلامية، ورفضه الاعتراف بالنصوص المتسامحة وقرون من التفسيرات المعدلة، ويصر على أن الدين الإسلامي عنيف بطبيعته، وأن المتطرفين الذين يرتكبون أعمالا إرهابية يتبعون نسخته الأكثر أصالة، رغم الاستشهاد بكتاباته عشرات المرات في بيان كتبه الإرهابي النرويجي أندرس بريفيك.

تم منع سبنسر من دخول بريطانيا كمتطرف عام 2013، لكنه مستمر في تأليف الكتب والمقالات التي لا تعد ولا تحصى بهدف تشويه سمعة المسلمين والعقيدة الإسلامية، كما يعمل عن كثب مع حلفائه -وأبرزهم باميلا جيلر وديفيد هورويتز- ويقضي قدرا كبيرا من وقته في السفر عبر البلاد للتحدث بدعوة من المنظمات الأخرى المناهضة للمسلمين، وكذلك الجماعات المحافظة ومجموعات حفلات الشاي للإدلاء بتصريحات تعزز الكراهية والعنف.

ديفيد هورويتز

سياسي أميركي مخضرم، اعتنق الفكر اليساري في الستينيات، وانقلب عليه لينضم لحزب اليمين المتطرف. أسس ديفيد مركز هورويتز للحرية (DHFC)، وكوّن شبكة من المشاريع التي تمنح الأصوات المناهضة للمسلمين والأيديولوجيات المتطرفة منصة لنشر الكراهية والمعلومات المضللة.

يعرف عن ديفيد غزارة إنتاجه وأبحاثه ومقالاته المتطرفة، ولا ينفك يذكر في العديد منها لمحة عن تطوره السياسي، أملا في استضافته كباحث في الحرم الجامعي، لكن تحالفا من 10 مجموعات أكاديمية مؤثرة -بما في ذلك الرابطة الأميركية لأساتذة الجامعات- وصف أبحاث هورويتز بالقذرة والمليئة بـ"عدم الدقة والتشويه والتلاعب بالحقائق".

في عام 2007 أقام مركز ديفيد "أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية" الاستفزازي، في ما لا يقل عن 100 كلية في جميع أنحاء أميركا، لتنبيه الأميركيين حول التهديد المزعوم الذي يمثله الإسلام، ونشر المركز عام 2017 ملصقات ونشرات في الحرم الجامعي بهدف وصم المجموعات الطلابية -مثل جمعية الطلاب المسلمين وطلاب من أجل العدالة في فلسطين- بالإرهابيين، ووصف مستشار هيلاري كلينتون المسلم هوما عابدين بـ"الناشط في جماعة الإخوان المسلمين"، وكانت تصريحاته عام 2011 السبب الرئيسي لاستجواب المسلمين واستهدافهم في أميركا، بعدما وصف الفلسطينيين بالمرضى، الذين يربطون القنابل على أجسادهم ويقتلون الأبرياء.

ديفيد هورويتز سياسي أميركي مخضرم اعتنق الفكر اليساري وانقلب عليه لينضم لحزب اليمين المتطرف (مواقع التواصل)

أيان هيرسي علي

لا تفوت أيان هيرسي فرصة لتشويه دين يتبعه أكثر من مليار شخص حول العالم، حتى أصبحت ضيفة دائمة في أي برنامج يهاجم الإسلام والمهاجرين. ولدت أيان في الصومال، وارتدت الحجاب، ودعمت الفتوى ضد الكاتب سلمان رشدي، لكنها انقلبت على جماعتها فور لجوئها إلى هولندا، وألفت كتابا بعنوان "كافرة.. سيرة ذاتية"، وادعت تهديدها بالقتل مرات عديدة، ووضعها على قائمة القاعدة للاغتيال، لكسب الجنسية الهولندية، والتي سقطت عنها فور التأكد من تزويرها صورا ووثائق لكسب التعاطف.

ورغم كونها لاجئة، تستمر أيان في دعوتها الديمقراطيات الغربية إلى وقف تدفق اللاجئين، لأن الهجرة من البلدان ذات الأغلبية المسلمة تعرض المرأة الأوروبية لخطر التحرش، وتعرض الهوية الغربية لخطر التأثر بالمعتقدات "المتطرفة".

ألفت أيان كتابا بعنوان "فريسة.. الهجرة والإسلام وتآكل حقوق المرأة"، تصف فيه الرجال المسلمين بالمفترسين، لجذب مزيد من المتطرفين اليمينيين لتبرير العنف ضد المسلمين.

وغيرت أيان أجندتها مع وصولها إلى الولايات المتحدة، وبدأت في الدفاع عن حق الإساءة للإسلام، وإدانة الصحف الأوروبية التي لم تنشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي، والإشادة بالديمقراطية الإسرائيلية، ولوم الفلسطينيين على أوضاعهم.

خيرت فيلدرز

اشتهر خيرت فيلدرز بمعاداته الإسلام، فهو سياسي يميني هولندي، وعضو في مجلس النواب عن حزبه "من أجل الحرية"، لم يلفت الانتباه بصفته نائبا في البرلمان، ومع ذلك في أوائل القرن 21 منحته موجة من المشاعر المعادية للإسلام في هولندا منبرا لآرائه الاستفزازية، بعد مقتل المخرج ثيو فان جوخ بسبب فيلمه "الخضوع"، بالتعاون مع أيان هيرسي علي.

أعلن فيلدرز أن الإسلام "أيديولوجية فاشية"، وسط الغضب العام الذي أحاط بعملية القتل، ودعا إلى فرض قيود على هجرة المسلمين إلى هولندا، وحظر القرآن في هولندا، بل وأنتج فيلما قصيرا بعنوان "الفتنة"، ودمج فيه مقاطع من القرآن مع صور لهجمات إرهابية.

لا يكف فيلدرز عن ملاحقة المسلمين على منصات التواصل الاجتماعي لإثارة غضبهم، حتى أنه اعتزم تنظيم مسابقة رسوم تسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 2019، ولم تقم المسابقة بعد تهديده بالقتل، وارتكاب جرائم متطرفة قال منفذوها إن دافعهم هو الانتقام مما قاله فيلدرز.

المصدر : مواقع إلكترونية