لن يبقى أحد بالخارج.. مشروع تركي لإيواء المشردين يكلل بالزواج
جددت إسطنبول حملتها لاستضافة المشردين داخلها من سكان مدن تركيا الـ 39 والذين لا يملكون منازل تؤويهم في الشتاء البارد
لم تزح مدينة إسطنبول التركية عن وجهها كامل الرداء الأبيض الذي اكتسته منذ السبت الماضي حتى بدأت روايات الحياة الدافئة تتسلل إلى تفاصيل يومياتها من خلف طبقة الثلج السميك الذي كساها لأكثر من أسبوع.
أويور توران ودويغو أونلو كانا بطلين لأكثر الحكايات تأثيرا، فقد شاءت الأقدار أن يقترنا برباط الحياة الزوجية بعدما تعرف كل منهما إلى الآخر في مشروع "لن يبقى أحد بالخارج" الذي أطلقته محافظة إسطنبول لإيواء المشردين من الأهالي الذين لا يملكون مكانا لائقا للسكن خلال الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى دون الصفر المئوية.
ما حكاية العروسين؟
بدأت حكاية العروسين الذين تعود أصولهما إلى مدينة دينيزلي جنوب غرب الأناضول الداخلي حين تم إيواؤهما في أحد فنادق حي الفاتح العريق بمدينة إسطنبول ضمن مشروع الإيواء، وهناك قررا الزواج فأبلغا والي إسطنبول علي يرلي كايا برغبتهما تلك وبحاجتهما للمساعدة لإتمام هذا الزواج.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsكورونا يفرض مراسم زواج خاصة في غزة
رغم أن الزوج أصم.. فرح تروي قصة زواج ناجحة بلغة الإشارة
شهادات وتجارب.. عندما يبدأ التعارف بكبسة زر ويكتمل بالزواج
ووفقا لولاية إسطنبول فقد بادر الوالي كايا ورئيس بلدية الفاتح أرغون توران، اللذان حضرا حفل الزواج وشهدا عليه، إلى استئجار بيت مؤقت لمدة عام للعروسين وتأثيثه وتزويده بكافة الاحتياجات الضرورية.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن العريس قوله إنه كان يعيش في العراء بمنطقة سراي بورنو قرب خليج أمينونو في إسطنبول قبل أن تصله الطواقم العاملة بمشروع الإيواء، وتقوم بنقله إلى الفندق لتبدأ حياته بالتحول.
أما العروس فقالت إنها التقت توران في مقرات جمعيات الإيواء والإغاثة قبل أكثر من 6 أشهر، وتوافقا على الزواج سيما وأنهما ينحدران من ذات المدينة، لكن الظروف لم تكن لتؤهلهما لذلك.
وأضافت "قبل أسبوعين حضر الوالي للمأوى وسألنا ماذا نريد؟ فقلنا له نريد الزواج، نريد بيتنا ولا نريد شيئا آخر، وقد استجابت دولتنا لهذا الطلب ومنحتنا ما نريد، ووعدتنا بأن تساعدنا كي نقف على أقدامنا".
حملة إسكان كبرى
وكانت ولاية إسطنبول قد جددت للعام الثاني على التوالي حملة "لن يبقى أحد بالخارج.. سنستضيفهم جميعا" أواسط ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، لاستضافة المشردين من سكان المدن الـ 39 داخل إسطنبول والذين لا يملكون منازل تؤويهم في الشتاء البارد.
ووفرت الحملة التي نفذت للمرة الأولى عام 2019 غرفا فندقية فردية لإقامة 1720 شخصا بعد اتفاقات أبرمتها البلديات المحلية بإسطنبول مع 64 فندقا في مناطق مختلفة من المدينة الضخمة التي يسكنها أكثر من 16 مليون نسمة.
ووفقا لبيانات ولاية إسطنبول، فقد استعانت الحملة بخدمات منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة خاصة الهلال الأحمر التركي الذي تكفل بتقديم المواد الغذائية والملابس والأغطية للمشردين بعد نقلهم إلى الفنادق، إضافة لولاة المناطق المحلية وجمعيات الإغاثة الإنسانية التي أطلقت حملات تبرع محلية وفرت من خلالها الاحتياجات للمستفيدين.
ونشر والي إسطنبول في تغريدة له في تويتر بيانا أوضح فيه أن تجديد الحملة بالرغم من استمرار ظروف وباء كورونا بات أمرا هاما لأن "المناطق الاجتماعية الضعيفة" تعد من أخطر عوامل انتشار الوباء، ومؤكدا اتخاذ طواقم الحملة التدابير الوقائية من العدوى.
Sevgili İstanbullular;
Geçen yıl başlattığımız,
“Kimse Dışarıda Kalmasın! Misafir Edelim” çalışmamız 39 ilçemizde bu sene de devam ediyor.Bugün itibariyle 226 misafirimiz var.
Evsiz, sokakta kalan varsa lütfen en yakın polis/jandarma karakoluna bildirin; #MisafirEdelim pic.twitter.com/atb869BXkH
— Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) December 12, 2020
الرعاية الأولية والصحة النفسية
وعمدت حملة الإسكان إلى الاستعانة بجهود طواقم المؤسسات المنخرطة فيها والمتطوعين، كما تعاونت مع المجتمع المحلي عبر نشر دعوات للسكان تحثهم على إبلاغ مخافر الشرطة والدرك المنتشرة بالأحياء عن أي مواطن مشرد في الشارع.
وتبدأ خطوات استضافة المشردين من لحظة جلبهم إلى مخافر الشرطة، حيث يتم إجراء فحوص (PCR) لهم للتأكد من سلامتهم من الإصابة بفيروس كورونا، ثم تقدم لهم الرعاية الأولية من طعام وشراب وتدفئة وملبس، إلى جانب متابعة الصحة النفسية لهم عبر أخصائيين نفسيين واجتماعيين.
وكانت ولاية إسطنبول قد وقعت خلال الأسبوع الماضي تحت تأثير منخفض جوي عميق هو الأقسى منذ بداية فصل الشتاء الجاري، حيث استمر تساقط الثلوج 3 أيام متواصلة وارتفع مستواها في بعض المناطق فوق 50 سنتيمترا كما وصلت درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر في بعض المناطق.