كانت البداية عام 1893 عندما قرر التركي إسماعيل آغا تحويل المقهى الذي يمتلكه منذ العام 1870 إلى مكان لبيع الزبادي كمنتج تجاري ذي سمات مميزة.
مبادرة تأسيس المقهى جاءت للاستفادة من قدرات المصابين بمتلازمة داون وتغيير نظرة المجتمع لهم
يعد "مقهى داونتيسم" (Downtism Cafe) في طهران أول مقهى في إيران يتم اختيار جميع موظفيه من المصابين بمتلازمة داون.
واستطاعت آيلين آكاهي -التي كانت تدرس الموسيقى لهؤلاء الشباب منذ ما يقارب 15 عاما- إنشاء هذا المقهى قبل 3 سنوات، وتوظيف المصابين بمتلازمة داون.
وبالإضافة إلى خدمة العملاء في المقهى بإمكان الشباب المصابين العزف على أنواع الآلات الموسيقية وتقديم العروض الموسيقية الحية للزبائن، وقد نالوا إعجاب كثير من رواد المقهى.
وفي هذا التقرير سنتعرف من خلال الفيديو على المقهى وبعض الشباب من المصابين العاملين فيه، وسنرى طريقة عملهم وأسلوب تقديم الوجبات للزبائن، وكذلك سنشاهد عرضا موسيقيا حيا يرصد تأثير مثل هذه المبادرات للاستفادة من قدرات المصابين بمتلازمة داون وتغيير نظرة المجتمع لهؤلاء الأشخاص.
يقول سيد أميد عرب مدير مقهى "داونتيسم" إن "المقهى افتتح في 2 مايو/أيار 2018 على يد أستاذة موسيقى الأطفال آيلين آكاهي، ويعمل فيه نحو 48 من مصابي داون ضمن مناوبات مختلفة".
وبالإضافة إلى عملهم في المقهى فإنهم يشاركون في إنتاج البساط (نوع من السجاد) والدمى والتصوير والرسم الاحترافي وعزف الموسيقى، وعندنا أيضا بطلة الشراع الإيراني ساينا حضوري.
وترى آي تك يوسفي -وهي من رواد مقهى "داونتيسم"- أن الشباب الموجودون هنا "ليسوا منفصلين عنا، وهم مثلنا تماما، وعندما أتيت إلى هنا رأيت أشخاصا موهوبين جدا يعملون في مجالي الموسيقى والفن".
وتضيف أنهم طيبون للغاية وممتلئون بالطاقة، وعندما تجلسون بجانبهم لا تشعرون بمرور الوقت على الإطلاق، و"القدوم إلى المقهى هو العمل الوحيد الذي يمكننا من خلاله أن ندعمهم".
ويقول محسن عزيزي -وهو من العاملين في المقهى ومصاب بالتوحد وشلل الأطفال- "أتاح هذا المقهى للأطفال المعوقين الموهوبين الوجود في المجتمع، ويتمثل أثره الإيجابي في خروجهم من المنزل وعدم شعورهم بالفراغ، وتكريس حضورهم في المجتمع".