خبراء بمؤتمر "وايز" بالدوحة يؤكدون أهمية إعادة تقييم أوضاع التعليم العالي عالميا

جلسة التعليم العالي إلى أين؟ بمؤتمر وايز ناقشت أوضاع التعليم العالي بعد جائحة كورونا (الجزيرة) copy
جلسة "التعليم العالي إلى أين؟" تناقش أوضاع التعليم العالي بعد جائحة كورونا (الجزيرة)

الدوحة ـ أكد خبراء وأكاديميون مشاركون في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) بالعاصمة الدوحة أهمية إعادة تقييم أوضاع التعليم العالي عالميا، خاصة في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وألقت بظلالها على كل جوانب الحياة وبنحو خاص قطاع التعليم.

وخلص الخبراء -في جلسة بعنوان "التعليم العالي إلى أين؟" ضمن فعاليات مؤتمر "وايز"- إلى أن التعليم العالي رغم أهميته الكبيرة فإنه بحاجة إلى إصلاح وإعادة تقييمه من جديد خاصة في ظل الوضع العالمي الحالي الذي يتطلب تعليما أفضل.

وفي الجلسة تم استعراض السبل الكفيلة بتطوير الجامعات والمناهج الدراسية بما يسهم في تأهيل خريجين قادرين على الاندماح في أسواق العمل المختلفة، ويلبي حاجة مجتمعاتهم في مختلف المجالات.

ويقول مؤسس ورئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لجامعة مينيرفا الأميركية، بن نيلسون، إن الطلاب قبل التحاقهم بالتعليم العالي ينظرون إلى تصنيف الجامعات وترتيبها، لافتا إلى أن كثيرا منهم يعتمدون قرارات تتعلق بمستقبلهم بناء على أساس تصنيف الجامعات وترتيبها.

التعليم وفرص العمل

ويشير بن نيسلون، خلال مشاركته بالجلسة، إلى أن نحو 85% من طلاب الجامعات أرجعوا التحاقهم بالجامعات إلى غرض الحصول على فرص العمل المناسبة لا سيما في الولايات المتحدة.

ويرى أن دفع ملايين أو مئات الآلاف من الدولارات للالتحاق بالجامعة بهدف إيجاد وظيفة أو فرصة عمل هي أسوأ طرق البحث عن العمل.

وحسب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لجامعة مينيرفا الأميركية، فإن التعليم العالي تقلصت قيمته لأنه لم يتماش مع الحداثة في ظل التحول الذي يشهده العالم، مؤكدا ضرورة إضفاء قيمة مضافة على التعليم العالي تكون على أسس جديدة مبنية على الإصلاح.

من جهته، رفض رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر فرانسيسكو مارموليجو الآراء التي تشير إلى تراجع قيمة التعليم العالي، مؤكدا أنه أثناء عمله في الهند كان يلاحظ انضمام ما بين 6 و8 مؤسسات تعليمية إلى قطاع التعليم العالي وهذا ما يوضح أهمية هذا النوع من التعليم في مثل هذه الأماكن من العالم.

وأكد مارموليجو، في الجلسة، أنه يجب إعادة تقييم التعليم بما يتناسب مع الوضع العالمي الحالي، والوقوف على أوجه القصور التي تشوب هذا القطاع.

فرانسيسكو مارموليجو يؤكد ضرورة إعادة تقييم التعليم بما يتناسب مع الوضع العالمي الحالي (الجزيرة).jpg
مارموليجو أكد ضرورة إعادة تقييم التعليم بما يتناسب مع الوضع العالمي الحالي (الجزيرة)

تجارب التعليم البديل

ونصح مارموليجو المهتمين بإصلاح التعليم العالي بزيارة "المدينة التعليمية" في قطر، فإدارتها تتيح للطلاب اتباع مقررات من مختلف التخصصات سواء في الهندسة أو المعلوماتية، موضحا أن هناك منظومة منضبطة ومفيدة متوازية مع مزيد من البرامج الرائدة التي تجيب عن إشكاليات التعليم، فضلا عن إتاحة هامش يسمح بالتحسين.

ويلفت رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر إلى أن الطلاب بوجه عام يدركون المشاكل التي يعانيها التعليم العالي، موضحا أن حلّ هذه المشكلات يكون بالسماح للطلاب والدراسين بإنشاء مسارات تعليمية خاصة بهم، ومساعدتهم على إيجاد هذه المسارات.

وأكد مارموليجو ضرورة إعطاء الفرصة لجمع كل تجارب التعليم البديلة التي يسهم بها الطلاب والباحثون في العالم، لافتا إلى أن هذه التجارب تمنح الخريجين تميزا عن نظرائهم؛ فهم إلى جانب شهاداتهم الجامعية محملون بمهارات أخرى جراء خضوعهم لهذه التجارب الإثرائية وذلك يجعلهم أفرادا ناجحين ومثمرين في المجتمع.

كما دعا إلى التركيز على البرامج الريادية التي تأتي بفائدة في سوق العمل والاهتمام بالبرامج الداخلية للجامعات وبرامج الكليات، مشددا على أنه إن لم يتم العمل مع المسؤولين عن الكليات والجامعات فلن نتمكن من إضفاء أي تحسين على التعليم العالي وستبقى الأمور على ما هي.

أنماط التعليم

وفي ختام حديثه أكد رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر أن التعليم يجب أن يتمحور حول تحويل الطالب إلى أن يكون أكثر تسامحا وانفتاحا وأكثر قدرة على التكيف مع تعزيز دور الجامعات في مجال الأبحاث، مشيرا إلى أن هناك مجالات لا تندرج ضمن اختصاصات الجامعات لكنها تكون "مهارات أساسية نحتاج إليها، وهذا ما رأيناه خلال جائحة كورونا إذ تحولت الجامعات في كثير من البلدان الى مختبرات وأماكن لإجراء الفحوص".

نيفيس سيغوفيا تؤكد ضرورة التفاعل مع الطلاب والتحدث معهم للوقوف على مشاكل التعليم (الجزيرة)
سيغوفيا تؤكد ضرورة التفاعل مع الطلاب والتحدث معهم للوقوف على مشاكل التعليم (الجزيرة)

 

أما رئيسة مجموعة "إس إي كيه" (SEK) التعليمية الإسبانية نيفيس سيغوفيا فتقول إن الطلاب يتعلمون خارج قاعات الدراسة أكثر من داخلها، و"جميعنا تعلم وأدرك ذلك، ونبحث عن المعلومات من خلال الأبحاث التي نقوم بها على الإنترنت، ومن ثم فكل شخص له نمط في التعلم"، موضحة أن الطلاب والدراسين يطرحون أفكارا ويتعلمون من خلال نمط خاص بهم.

واقترحت سيغوفيا تقديم برامج لدعم خبرات هؤلاء الطلاب، داعية إلى ضرورة التفاعل مع الطلاب والتحدث معهم "كي نفهم المطلوب ونضع برامج تجذب الطلاب وتفيد المجتمع".

وتطرّقت إلى تأثير جائحة كورونا في العملية التعليمية بشكل عام، وأشارت إلى أن المنظومة التعليمية شهدت نوعا من الانقطاع، مؤكدة أنه لا بد من التعرف على الخيارات المتاحة ووضع دراسة تسمح بمقارنة أنماط التعليم ونماذجه، وأن تكون هذه النماذج مرتبطة بالمتعلم.

ورأت أن من الأصلح عدم إدخال تغييرات جذرية على أنظمة التعليم خاصة في ظل جائحة كورونا التي أسهمت في إمداد كثيرين بمزيد من الخبرات الجديدة، مؤكدة أنه لم يعد بالإمكان العودة إلى الوراء.

وأشارت رئيسة مجموعة "إس إي كيه" التعليمية إلى أن هناك جامعات أنشئت منذ مئات السنين وتحتاج إلى التغيير نظرا لتغير المجتمعات وأنماطها، مشددة على ضرورة الإصغاء للطلاب ومعرفة حاجاتهم.

المصدر : الجزيرة