بين جحود الأم وكذب الابن.. أين الحقيقة بمأساة الطفل الباكي في مصر؟

بكاء الطفل محمود خلال برنامج بإحدى القنوات المصرية أثار عاصفة من التعاطف على مواقع التواصل (وسائل التواصل)

أثارت دموع ذرفها الطفل المصري محمود (14 عاما) خلال ظهوره مع الإعلامي المصري عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس" -مصحوبة باتهامه والدته بالتخلي عنه- تفاعلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، غلب عليه الاستنكار الواسع لموقف الأخيرة.

وخلال البرنامج، تحدث محمود الذي بات معروفا باسم "الطفل الباكي" عن تخلي والدته عنه بعد وفاة والده التي كانت قد انفصلت عنه، وقال إنها تركته ولم تسأل عنه، فعاش مع عمه، مضيفا "عندما اشتقت إلى حضنها ذهبت إليها وفوجئت برد فعلها برفض مقابلتي".

وضمن حديثه الذي أثار تفاعلا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي، تحدث الطفل عن تعرضه للاعتداء والضرب من قبل أخواله خلال فترة قضاها معهم، وحالته النفسية السيئة، وتمنيه الموت، كما نقل عمه عن والدته قولها "محمود بالنسبة لي مات، ولو كان تاعبكم قوي أرموه في الشارع".

وعقب إذاعة الحلقة، كان التفاعل الأبرز عبر مواقع التواصل الاجتماعي منطلقا من استنكار ما قامت به الأم مع ابنها، خاصة أن الإعلامي عمرو الليثي أفاد بأنهم حاولوا التواصل معها، إلا أنها رفضت المشاركة في الحلقة.

عقب ذلك، قامت وسائل إعلام محلية بالتواصل مع أسرة والدته، والتي اتهمته بالكذب والافتراء، وقالت جدته إنه خلال فترة مكوثه معها كان يقوم بتصرفات غير طبيعية، ويهددها بالسلاح الأبيض "السكين"، في الوقت الذي كانت توفر له كل ما يحتاجه.

فيما أشار خاله أحمد أمين إلى بعض "التصرفات الغريبة" التي كان يقوم بها محمود بعد انتقاله للعيش معهم، ومنها "خلعه ملابسه والاستحمام بماء ساخن جدا ثم الخروج في الهواء والنوم على الأرض عاريا، كما أنه كان يستفرغ (يتقيأ) كل ما يتناوله".

كما نقلت وسائل إعلام أخرى عن جيران لأسرة محمود، اتهامه بالتمثيل والادعاء، وأن الدموع التي ذرفها خلال الحلقة لم تكن صادقة.

ومع استمرار الاستنكار والرفض لما تعرض له الطفل محمود، برزت مساحات تفاعل أخرى مع القضية، حيث انتقد البعض المسارعة في اتهام الأم بما نسبه لها ابنها محمود، مطالبين بضرورة إتاحة الفرصة للاستماع إلى روايتها وردها على تلك الاتهامات.

فيما أيد آخرون رواية جدة الطفل وأخواله، التي اتهمت الطفل بالكذب، وذهبوا إلى أنه مريض يحتاج علاجا نفسيا، وليس الحل في المسارعة بتحميل والدته المسؤولية عما وصل إليه حال محمود.

بينما رأى أحد المتفاعلين أن جميع عناصر الحالة في حاجة إلى علاج نفسي، فالطفل ووالدته وعمه وجدته إضافة إلى أخواله، فضلا عمن شكك في روايته، بحاجة للعلاج النفسي، والذي بات أمرا ملحا للكثيرين، لما تُحدثه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في متابعيها.

فيما ذهب آخرون إلى أن الهدف الأساسي لإثارة قصة محمود بهذه الطريقة، هو إلهاء الجمهور عما هو أهم، فوفق تغريدة لأحد المتفاعلين، قامت السلطات بالتزامن مع إذاعة الحلقة وتداعياتها من تفاعلات، برفع سعر أسطوانات الغاز.

المصدر : الجزيرة