هل تعاني من القلق وتشتت الانتباه؟.. إليك العلاج بمتابعة أسماك الزينة

العديد من الدراسات أفادت بتحسن ملحوظ في الحالة المزاجية للناس بعد مشاهدة عرض حوض السمك (شترستوك)

في فيلم الكرتون الشهير "البحث عن نيمو" (Finding Nemo)، تقول بطلة الفيلم دوري "السمك صحاب مش طواجن"، في إشارة ضمنية لضرورة الحفاظ على التوازن البيئي لأنواع الأسماك النادرة المهددة بالانقراض.

لكن في المقابل، الأسماك بالفعل يمكن أن تصبح أصدقاء، لمساعدتك في تخفيف التوتر والقلق، وإلهاء عقلك الدائم التفكير والتشتت، من خلال متابعة حركة الأسماك في أحواض السمك المنزلية، التي تمنح الشعور بالاسترخاء.

لا يزال العلماء يناقشون كيف يمكن أن تساعد مشاهدة الأسماك في حالات الصحة الجسدية والعقلية لدى البشر. ويعزوها معظمهم إلى التأثير المنوم لمشاهدة الأسماك تسبح ذهابًا وإيابًا في حوضها، إنها حركة مهدئة بالفطرة، ويمكن أن تساعد على استرخاء العقل وتخفيف توتر العضلات.

ويعتقد البعض الآخر أن الأمر أعمق من ذلك، إلى شيء مدفون في النفس البشرية، إذ يفترض آلان بي، مدير مركز الرابطة بين الإنسان والحيوان في جامعة بيرديو (Purdue University) بالولايات المتحدة، أن البشر لديهم استعداد وراثي تجاه الطبيعة، وأن تفضيلنا للبحث عن البيئات الطبيعية هو نتاج تطورنا البيولوجي.

لكن مهما كان الأمر بشأن مشاهدة الأسماك وهي تسبح، فهناك الآن دليل قوي يشير إلى أنه يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، ويستدعي إما استجابة جسدية أو عقلية لدى الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من الحالات المتعلقة بالقلق والأفكار السلبية، ولا سيما هؤلاء الذين ليست لديهم دراية كاملة بدروس اليوغا وجلسات التأمل.

الباحثون وجدوا أنه كلما زاد عدد الأسماك، زاد التأثير على الحالة المزاجية وانخفاض معدل ضربات القلب (بيكسلز)

علاج غير رسمي متوقع في المستقبل

يعتبر علاج الأحواض المائية، رغم أنه ليس مفهومًا رسميًا حتى الآن، جزءًا من مجال أكبر يسمى العلاج بمساعدة الحيوان (AAT)، والذي يتضمن استخدام حيوانات العلاج المعتمدة كجزء من خطة علاجية.

ومع استمرار ظهور النتائج الجديدة، من المأمول أن يصبح علاج الأحواض المائية علاجًا معترفًا به، مع طرق لتكييفه مع حالات وأمراض معينة.

والعلاج بأحواض السمك ليس فقط المنزلية منها، ولكن زيارة متاحف أحواض الأسماك الكبيرة، له فوائد عديدة.

الأسماك وليس الماء

آخر شيء مثير للاهتمام أن نلاحظه حول آلية العلاج بأحواض السمك هو أن الأسماك، وليس الماء، هي التي يبدو أنها توفر أكثر التأثيرات الإيجابية وهي مشكلة تصارع العلماء معها لسنوات.

في دراسة حديثة أجريت في جامعة إكستر، تمت إضافة الأسماك ببطء إلى خزان كبير أمام مجموعة من المشاركين في الاختبار. وجد الباحثون أنه كلما زاد عدد الأسماك، زاد التأثير على الحالة المزاجية وانخفاض معدل ضربات القلب، مما يؤكد بشكل قاطع أن مشاهدة الأسماك، وليس الماء فقط، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي.

ما فوائد العلاج بحوض السمك؟

عدد قليل من الدراسات التي ركزت على الآثار الإيجابية المحتملة للعلاج بأحواض الأسماك، وجدت أن العلاج يقدم مجموعة من الفوائد لكل من الرفاهية الجسدية والعقلية للفرد.

هناك الآن دليل قوي يشير إلى أن أسماك الزينة تسهم في تقليل التوتر والقلق (شترستوك)
  • يقلل من معدل ضربات القلب

في دراسة حديثة، وُجد أن العلاج بأحواض الأسماك يقلل من معدل ضربات القلب بنسبة تصل إلى 3% في 10 دقائق فقط، مما يساعد الفرد على الشعور بالهدوء والاسترخاء، ومن المأمول أن يكون هذا العلاج مفيدًا بشكل خاص لمن يعانون من اضطرابات القلق ونوبات الهلع.

  • يخفض ضغط الدم

كشفت الدراسة نفسها أيضًا أن مشاهدة عرض حوض السمك يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، في بعض الحالات بنسبة تصل إلى 4%. وزاد هذا التأثير مع إضافة المزيد من الأسماك، مما يدل على القوة المحتملة لعلاج الحوض في علاج الأمراض الجسدية المتعلقة بالقلب.

  • يقلل من توتر العضلات

لأحواض السمك أيضا تأثيرات يمكن أن تساعد في تقليل توتر العضلات، وهو مرض يسهم في مجموعة من الحالات الجسدية والعقلية. ومن المتوقع أن تساعد العلاجات المتكررة من جلسات مشاهدة الأسماك في تقليل الألم المزمن وتخفيف أعراض حالات مثل القلق.

  • يعزز المزاج

لطالما كانت مشاهدة الأسماك الملونة وهي تسبح بمرح تجربة ممتعة، لذلك فمن المنطقي أنها تساعد على تعزيز الحالة المزاجية. وقد أفادت العديد من الدراسات عن تحسن ملحوظ في الحالة المزاجية للناس بعد مشاهدة عرض حوض السمك.

  • تهدئة تشتت الانتباه

متابعة حركة الأسماك الصغيرة في الأحواض المائية، تطلق خيال الأطفال وتحسن مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.

كما أظهرت الدراسات الحديثة أن رعاية سمكة أليفة يمكن أن تكون لها آثار مفيدة على الأطفال. وتساعد مراقبة الأسماك على تهدئة الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

المصدر : مواقع إلكترونية