يصور حياة المغتربين ورد الجميل.. فيلم "أطلال" الوثائقي يجسد روح الانتماء إلى قطر
"أطلال" -الفيلم الوثائقي والروائي في نفس الوقت- لم يصور فقط وفاء وانتماء بطله الفلسطيني "بسام" لحياته في قطر عبر شغفه بذكرياته التي أصبحت من ركام الماضي، إنما عكس أيضا شعور وأحاسيس مخرجيه اللبناني طوني الغزال والعراقية بلقيس الجعفري، الذين ولدا وترعرعا في الدوحة أيضا.
مساحات الانتماء والوفاء والحب ليس لها حدود، وهي مشاعر فطرية لدى الإنسان جسدها فيلم "أطلال" المشارك في فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أجيال السينمائي 2021، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام.
"أطلال" -الفيلم الوثائقي والروائي في نفس الوقت- لم يصور فقط وفاء وانتماء بطله الفلسطيني "بسام" لحياته في قطر عبر شغفه بذكرياته التي أصبحت من ركام الماضي، إنما عكس شعور وأحاسيس مخرجيه اللبناني طوني الغزال والعراقية بلقيس الجعفري، الذين ولدا وترعرعا في الدوحة أيضا.
3 أماكن
فمثلما يتحسس بطل الفيلم الخمسيني حنينه وشغفه لماضيه في رحلة عبر حارة الذاكرة والمواقع المحورية في حياته بقطر والتي أصبحت الآن مهجورة، يعبر أيضا طوني وبلقيس عن هذا العشق والحنين، ولكن بعمل فني مبدع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsريم الكثيري.. أول عربية في طيران “الميكرولايت” توثق جمال بلادها بجولات فوق الدوحة
دورة استثنائية.. 80 فيلما تتنافس على جوائز مهرجان أجيال السينمائي
"خورشيد" و"200 متر" يفوزان بجوائز مهرجان أجيال السينمائي
ويصور فيلم "أطلال" رحلة بطله الفلسطيني بسام بين الماضي والحاضر، وتنقله بذكرياته بين مدرسته المهجورة (قطر الإعدادية)، وبقايا نادي شاطئي (نادي الدوحة)، وسينما متربة تحمل ذاكرة أجمل أيامه (سينما الخليج).
ويشدد مخرج فيلم "أطلال" اللبناني طوني الغزال على أنه يتشابه مع شخصية بطل الفيلم بسام في أمور كثيرة، منها أنه ولد وعاش كل حياته حتى الآن في قطر، ويوجد فيها كل أصدقائه والكثير من أفراد عائلته.
قصص ملهمة
ويقول الغزال -في حديثه للجزيرة نت- إن غالبية ذكرياته مرتبطة بحياته في قطر، خاصة في ظل تاريخ عائلته الطويل بقطر واستقرار جده وجدته فيها منذ عام 1952، "وهو ما جعله ينتمي ويحب هذا البلد الجميل".
ويضيف أن "قصة الفيلم تنطبق على أي شخص عاش خارج بلده في الغربة، وهي من القصص المهمة التي حرصت على سردها من أجل إيصال رسائل قيمة وهادفة بطريقة غير مباشرة".
الاعتقاد الراسخ بمدى تأثير السرد القصصي على الأفراد هو ما دفع الغزال لإخراج فيلم أطلال، والذي يهدف -من خلال شخصية بطل الفيلم- إلى التأكيد على وجود مقيمين عاشوا جل فترات حياتهم في قطر، ولديهم الانتماء والوفاء والحب لهذا البلد.
ويعتبر الغزال أن فيلم "أطلال" من الأفلام التي أضافت له كمخرج، حيث خاض فيه للمرة الأولى تجربة المزج بين التقنيات المستعملة في الأفلام الوثائقية والروائية، وكذلك بين الحقيقة والخيال.
ومن خلال إخراجه لـ8 أفلام قصيرة، يسعى الغزال دائما إلى مشاركة وسرد القصص ذات المغزى، وبطريقة تكون بسيطة ومحددة وذات تأثير كبير في ظل إيمانه بدوره ومسؤوليته في إيصال رسائل هادفة للجمهور.
حالة من الانتماء
ولم يختلف شعور المخرجة العراقية بلقيس الجعفري عن زميلها في الإخراج طوني الغزال، والتي تعتبر أن الفيلم يجسد حالة من الانتماء والحب عند كثير من المغتربين للبلدان التي يعيشون فيها.
وتقول الجعفري -للجزيرة نت- إن فيلم "أطلال" يعبر بصورة كبيرة عن قصة حياتها، وعن قصة حياة الكثير من المغتربين الذين فقدوا أوطانهم، ولجؤوا إلى دولة قطر التي وصفتها بـ"كعبة المضيوم".
وتضيف أن قصة بطل الفيلم "بسام" تنطبق عليها، لأنها عاشت نفس الظروف والأحاسيس، وتشعر بالانتماء إلى هذا البلد، خاصة أن كل طفولتها وذكرياتها مرتبطة بقطر، التي عاشت فيها منذ صغرها.
وتوضح أن الفيلم يقدم رسائل هادفة وواقعية في نفس الوقت في ظل ارتباطه بحقائق ملموسة، وهو ما ظهر في شخصية بطل الفيلم وزوجته، وشعورهما بالحنين لماضيهما الجميل في قطر، ومن ثم الانتماء والوفاء لهذا البلد.
ويعد فيلم أطلال واحدا من بين 10 أفلام لمخرجين قطريين وصانعي أفلام مقيمين في قطر، ضمن برنامج "صنع في قطر"، والذي يتيح الفرصة أمام المبدعين المحليين للانضمام إلى مجتمع الأفلام العالمي، كما أنه من بين الأفلام المرشحة للفوز بجائزة في فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أجيال السينمائي.