عائلة سعيدة تسكن البيت الأبيض.. كيف أعادت جيل بايدن الحياة للأرمل الشاب؟

عائلة جو بايدن أمام تمثال إبراهام لنكولن (رويترز)

يتبادل الزوجان جو وجيل بايدن رسائل الحب والتقدير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المناسبات العامة واللقاءات الإعلامية، ولا يخجل جو بايدن من أن يذكر مرارا أن جيل هي السيدة القوية التي أعادت له الحياة، وأنها تمتلك إرادة استثنائية وعمودا فقريا كالصاروخ -حسب وصفه- يمكن الاستناد إليها في المحن والأزمات.

وقبل يومين، دخل البيت الأبيض أفراد عائلة جو بايدن المترابطة، المكونة من زوجته الدكتورة جيل الأستاذة الجامعية، والابن هنتر (50 عاما) وزوجته ميليسا وأبنائه الأربعة، وابنته آشلي، والحفيدين روبرت وناتالي من الابن المتوفى بو.

مرت عائلة بايدن بعدد من المحن المؤلمة، يأتي في مقدمتها فقد الزوجة والابنة، ولحقهما الابن الأكبر بعد عدة عقود، لكن أفراد تلك العائلة حرصوا على انتزاع السعادة من شباك الأحزان المتوالية.

View this post on Instagram

A post shared by Dr. Jill Biden (@drbiden)

بعد 6 أسابيع من انتخابه عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير عام 1972، تلقى جو بايدن مكالمة هاتفية "مدمرة"، حيث تم إبلاغه فيها بوفاة زوجته وزميلته الجامعية نيليا، عندما اصطدمت مقطورة بعربتها التي كانت تقودها مع أطفالهما الثلاثة. كما توفيت الابنة نعومي (عام واحد)، في حين أصيب الأبناء بو (4 أعوام)، وهنتر( 3 أعوام) بجروح بالغة، ظلا على إثرها يتلقيان العلاج في المستشفى عدة أشهر، واشتهر بايدن حينها بأداء اليمين الدستورية في مستشفى بجوار نجله بو.

في 30 من عمره، أصبح بايدن أبا وحيدا مسؤولا عن رعاية أبنائه، حيث كان يستقل القطار إلى المنزل من واشنطن إلى ويلمنغتون كل ليلة، حتى قابل جيل بعد 3 سنوات.

وفي مذكراته الصادرة عام 2007، كتب جو عن زوجته جيل: "لقد أعادت لي حياتي".

وفي مقابلة مع مجلة فوغ (Vogue)، تذكرت جيل اللقاء الأول بجو، الذي كان من تدبير شقيقه الأكبر، إذ تقول جيل "كنت ناضجة بما يكفي، لكنني وجدت نفسي أمام شخص يرتدي ملابس جادة، ويكبرني بـ9 سنوات، يا إلهي، هذا لن ينجح أبدا، ولا بعد مليون عام".

لكن لم تمر ساعات طويلة حتى انجذبت جيل للأرمل الشاب، فاتصلت بأمها في الواحدة صباحا لتخبرها أنها أخيرا وجدت الرجل المناسب.

نجحت جيل في إعادة الحياة للأسرة الحزينة، فقد كان جو يعمل لوقت متأخر، فكانت تذهب إلى منزله لإعداد العشاء للصغيرين وتصطحبهما في الصباح إلى المدرسة، حتى أصبحت أمّا ثانية لهما وصديقة مخلصة.

تقول جيل في مذكراتها "كنا نمضي أمسية رائعة في مشاهدة التلفزيون معهما، حتى بدأنا بناء علاقتنا الخاصة بعيدا عن والدهما".

View this post on Instagram

A post shared by Dr. Jill Biden (@drbiden)

لكن الغريب أن جيل كانت مترددة في إتمام الزواج؛ إذ تقدم جو بايدن لخطبتها 5 مرات قبل أن توافق على الارتباط، ربما لأن زواجها الأول لم ينجح، وكانت حذرة من فكرة الزواج، كما كانت تخشى من أن يفقدها الزواج من رجل سياسي حياتها المهنية.

علاوة على ذلك، كانت تدرك تماما خطورة أن تقوم بدور الأم لطفلين فقدا والدتهما في سن مبكرة.

لكن بمرور الوقت وقعت في حب الطفلين، حتى أنهما طلبا من والدهما انضمام جيل لعائلتهم، وشعرت حقا بأن هذا الزواج يجب أن ينجح، إذ تقول لمجلة فوغ "لأنهما فقدا والدتهما لم أستطع جعلهما يفقدان أمًّا أخرى".

في عام 1977، تزوج جو وجيل، واصطحبا الصبيين معهما في شهر العسل، وفي عام 1981، استقبلت الأسرة الصغيرة الابنة آشلي.

View this post on Instagram

A post shared by Dr. Jill Biden (@drbiden)

حصلت جيل على درجة الماجستير في التربية من جامعة ويست تشيستر (West Chester University) عام 1981، وبعد أن قضت عدة سنوات من الراحة بعد ولادة ابنتها، عادت لتدريس اللغة الإنجليزية في وقت حصلت فيه على درجة الماجستير في الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة فيلانوفا (Villanova University) عام 1987.

وفي عام 1987 أيضا، أعلن جو -الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ لما يقرب من عقدين- نيته للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لسباق الرئاسة لعام 1988، لكنه انسحب في سبتمبر/أيلول من ذلك العام.

View this post on Instagram

A post shared by Dr. Jill Biden (@drbiden)

بعد عدة أشهر، خضع جو لعملية جراحية لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، وخلال فترة النقاهة أصيب بانسداد رئوي.

وعن هذه المرحلة الحرجة تقول جيل "أقاتل دائما للسيطرة على نفسي، خاصة في أوقات المشقة والمحن، لم يرني أطفالنا أبكي أبدا عندما كان جو مستلقيا يواجه الموت في مستشفى والتر ريد".

أثناء العمل بدوام كامل في التدريس بالجامعة، أوفت جيل أيضا بواجباتها كشريك في مسار مهام زوجها المهنية، لكن الحياة مليئة بالعواصف التي لا تهدأ، فقد أصيبت عائلة بايدن باختبار جديد عام 2013، إذ تم تشخيص الابن الأكبر بو بسرطان المخ، وقضى عامين وهو يصارعه.

تصف جيل هذه المرحلة قائلة "لقد كنت محطمة تماما، وتغيرت حياتي في لحظة، وطوال فترة مرضه كنت أؤمن حقا بأنه سيعيش، ولم أفقد الأمل أبدا، حتى اللحظة التي أغلق فيها عينيه".

مع مرور الوقت، تعافي آل بايدن من أحزانهم، وقرر جو استئناف معركة الرئاسة مرة أخرى في عام 2020.

وكانت جيل طوال الوقت تقاتل من أجل زوجها حرفيا، حتى أنها منعت بشدة إحدى المتظاهرات من الاقتراب منه على خشبة المسرح أثناء الأيام الأولى من السباق الرئاسي.

أبناء بايدن

هنتر بايدن (50 عاما) يعمل ناشطا ومحاميا، ومساهم في شركة استشارات استثمارية.

تزوج هنتر بايدن من كاثلين بول عام 1993، وأنجب 3 بنات: نعومي (التي تحمل اسم شقيقته المتوفاة) وفينيغان ومايسي. وانفصل الزوجان عام 2015.

ثم تزوج بايدن من المخرجة الجنوب أفريقية ميليسا كوهين في 2019، وأنجب مؤخرا ابنهما بو (يحمل اسم شقيقه المتوفى) في لوس أنجلوس.

أما آشلي (39 عاما) فهي الابنة الصغرى في عائلة بايدن، وتعمل اختصاصية اجتماعية، وناشطة، وتمتلك مؤسسة للموضة أيضا.

وعندما كانت آشلي في المدرسة الابتدائية، اكتشفت أن شركة مستحضرات التجميل بون بل (Bonne Bell) اختبرت منتجاتها على الحيوانات، فكتبت رسالة إلى الشركة تطلب منها تغيير سياستها بشأن التجارب على الحيوانات، وشاركت لاحقا في حملات الحفاظ على الدلافين، مما ألهم والدها بالعمل مع عضوة الكونغرس باربرا بوكسر لكتابة وتمرير تشريعات للحفاظ على الدلافين عام 1990.

حصلت آشلي على درجة الماجستير في العمل الاجتماعي من جامعة بنسلفانيا عام 2010، وكانت واحدة من 12 خريجًا حصلوا على جائزة جون هوب فرانكلين الأميركية لمكافحة العنصرية.

جو بايدن في حفل زفاف ابنته آشلي عام 2012 (مواقع التواصل)

تزوجت آشلي من هوارد كيرين، وهو جراح التجميل وطبيب الأنف والأذن والحنجرة عام 2012.

ورافقت والدها في الحملة الانتخابية، وقالت "علمني والدي دائما أن الصمت هو التواطؤ، وأنه يجب أن أدافع عن أي شخص يُعامل بشكل غير عادل".

في لقائها مع شبكة "سي إن إن" (CNN)، أكدت آشلي أنها لن تكون ضمن فريق عمل والدها، وستظل تعمل في مجالها، كما أكدت أنه ليست لديها حسابات عامة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت أن العائلة هي أهم شيء بالنسبة لوالدها، وقالت "لدينا قاعدة، لا تزال حتى اليوم، أنه بغض النظر عن مكان أبي، وبغض النظر عن الاجتماع الذي يحضره، إذا اتصل به أحد أبنائه، فإنه سيترك الجميع ليرد على المتصل".

المصدر : الصحافة الأميركية