تنافس ومافيا واستحضار أرواح.. صداقات تاريخية للمشاهير تثير الاستغراب

مارلين مونرو غيرت حياة إيلا فيتزجيرالد (مواقع التواصل)

ليس غريبا أن تكون هناك صداقات مختلفة بين المشاهير، وقد تكون الصداقة أحيانا غير تقليدية؛ نظرا للتنافس في المجال نفسه أو لشدة اختلاف الشخصيات، وأحيانا تكمن غرابة الصداقة في السبب الذي أدى إلى انتهائها، فقد تنتهي بسبب تدخل "المافيا" أو جلسات تحضير الأرواح، وقد تستمر رغم التنافس على اللقب، وأحيانا تكون داعمة أو مجرد صدفة لا أكثر.

بيكيت الأديب وأندريه المصارع

هي صداقة غريبة من نوعها، نشأت بين الأديب الأيرلندي صمويل بيكيت والعملاق المصارع الفرنسي أندريه، وفارق السن بينهما ليس الأمر المستغرب الوحيد في هذه العلاقة.

عندما انتقل بيكيت إلى فرنسا بنى منزله بمساعدة بعض الأشخاص من الجيران، أحدهم كان المهاجر البلغاري بوريس روسيموف، وسرعان ما تحولت هذه الجيرة إلى صداقة، واستطاع حينها روسيموف الشكوى لصديقه بيكيت أن ابنه أندريه ذا 12 عاما والمصاب بداء "العملقة"، لا يستطيع الذهاب للمدرسة لأنه أضخم من أن تتحمله حافلة المدرسة ولا يستطيع دخولها، فاقترح بيكيت فورا أن يوصله بنفسه إلى المدرسة بشاحنته التي يملكها، وبهذا استطاع رد الجميل للرجل الذي ساعده في إنشاء منزله.

بعدما أصبح أندريه مصارعا شهيرا، تحدث مرارا عن صداقته ببيكيت، وكيف أنه قد يكون الوحيد في العالم الذي حصل على سائق خصوصي حاصل على جائزة نوبل.

صداقة بين المصارع أندريه والأديب الأيرلندي صمويل بيكيت الحائز على جائزة نوبل (مواقع التواصل)

دويل الروائي وهوديني الساحر

في بداية عشرينيات القرن الماضي، كانت بين مبتكر شخصية "شارلوك هولمز" السير آرثر كونان دويل، وأستاذ الهروب والاختفاء الساحر هاري هوديني صداقة قوية، تبادلا خلالها العديد من الخطابات والزيارات، ولكن كان اختلافهما هو سبب خلافهما الأخير الذي أدى إلى القطيعة التامة بينهما.

فقد كان دويل مؤمنا بعالم الروحانيات والماورائيات، بينما كان هوديني غير مصدق لكل هذه الأمور، ومؤمنا بأن كل الأشخاص الذين يدعون التواصل مع الأرواح هم في الحقيقة مجرد نصابين.

وحسب موقع "هيستوري" (History)، فقد حاول دويل إثناء هوديني عن تفكيره ذلك بأخذه إلى العديد من جلسات تحضير الأرواح، ولكن الجلسة التي أدت إلى القطيعة كانت عندما أصر دويل على تحضير روح والدة هوديني المتوفاة بحضوره.

الأيقونتان مونرو وفيتزجيرالد

ربما ليس من المستغرب أن تكون هناك صداقة بين اثنين من مشاهير الفن بأميركا، ولكن صداقة مارلين مونرو أيقونة الجمال وإيلا فيتزجيرالد أيقونة الغناء لم تكن صداقة عادية معتمدة على السهر معا والظهور الإعلامي، وإنما امتدت لتكون صداقة داعمة، لها دور مؤثر في حياتهما، خاصة لفيتزجيرالد، التي كان لمونرو دور كبير في حياتها المهنية.

ففي خمسينيات القرن الماضي، وقبل سطوع نجم فيتزجيرالد، رفض مالك إحدى نوادي الجاز أن تغني فيتزجيرالد على منصته، وأرجع البعض هذا الرفض لعنصرية المالك، في حين أرجعه آخرون إلى أن المالك لم يعتقد أنه سيكون لها جمهور.

سواء هذا أو ذاك أو لسبب آخر لا يعلمه أحد الآن، فقد رفض المالك أداء فيتزجيرالد، ولولا تدخل مونرو بوعدها أن تحضر الحفل في الصف الأمامي يوميا لمدة شهر، ما استطاعت فيتزجيرالد التألق في هذا التوقيت بهذه السرعة، اتفق مالك النادي مع مونرو، وتبع هذا الاتفاق اهتمام إعلامي ضخم بفيتزجيرالد، وكانت البداية الحقيقية الكبيرة لتضع بصمتها في عالم الغناء.

لم تكن صداقة مارلين مونرو وإيلا فيتزجيرالد علاقة عادية، بل كانت سندا ودعما للطرفين (مواقع التواصل)

سيناترا وعائلة كينيدي و"المافيا"

علاقة الصداقة بين أسطورة الغناء فرانك سيناترا ورؤساء أميركا يحيط بها كثير من الغموض والإشاعات والعلاقات المتشابكة، فالمغني الأميركي ذو الأصول الإيطالية كان على صلة وطيدة بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، ومن بعده جون كيندي، ثم علاقته بالرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون، وتلاه رونالد ريغان، إذ منحه ريغان وسام الحرية الرئاسية عام 1985.

ورغم أنه من غير المؤكد متى بدأت صداقته بالرؤساء، ولكن المؤكد أن سيناترا كان من أصدقاء عائلة كينيدي في عالم الفن، وقضيا معا أوقاتا طيبة كثيرة، إلا أن هناك شائعة قوية تفيد بأن جوزيف كينيدي والد "جون" استعان بعلاقة سيناترا الجيدة مع زعيم الجريمة المنظمة سام جيانكانا لإنجاح ابنه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

واستمرت صداقة عائلة كينيدي مع سيناترا فترة كبيرة من الوقت، حتى جاءت القطيعة، وفقا لموقع "مجلة تاون أند كانتري" (Town and Country Mag).

منافسة في الملعب وصداقة خارجه

ليس من المعتاد رؤية متنافستين في اللعبة الرياضية نفسها تجمع بينهما علاقة صداقة قوية، وهذه واحدة من مميزات عديدة تمتعت بها كل من مارتينا نافراتيلوفا وكريس إيفرت، حيث إنهما معا استطاعا أن يضعا رياضة التنس الأرضي النسائي على الخريطة، وأحبهما الجمهور والحكام، ولعبا ضد بعضهما نحو 80 مباراة خلال 17 عاما، وكانت 60 مباراة منها نهائية لتحديد الفائز بالبطولة.

ورغم أنهما ضد بعض في الكثير من الأمور، ابتداء من طريقة اللعب، وحتى تفاصيل الحياة الشخصية، وإطلاق لقب "النار والجليد" على الثنائي المتضاد في الملعب؛ فإنه خارج حدود الملعب كانت تواسي إحداهما الأخرى عند الخسارة، كما شدت كل واحدة من أزر الأخرى عند التعرض لمأساة شخصية، ولا تزالان صديقتين حتى يومنا هذا.

مارتينا نافراتيلوفا (يمين) وكريس إيفرت متنافستان في الملعب صديقتان خارجه (مواقع التواصل)