"أهالينا" أول مستشفى إلكتروني مصري لمتابعة المصابين بكورونا

أهالينا..أول مستشفى إلكتروني مصري لمتابعة حالات العزل المنزلي
يقدم أطباء مستشفى أهالينا الدعم الطبي للمصابين بكورونا فقط (بيكسابي)

في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات التي تقلل من دور الأطباء في مصر في مواجهة جائحة كورونا، وتردد اتهامات لهم بالتخوين أو التقصير أو الهروب من ساحة المعركة، كان للأطباء أنفسهم رد على تلك الاتهامات، حيث قرروا أن يواصلوا مسيرة عملهم دون الالتفات إلا لصوت الحرب الدائرة ضد فيروس مجهول العلاج، ولكن عبر موقع التواصل الاجتماعي.

دشن مجموعة من الأطباء المصريين أول مشفى إلكتروني لمتابعة حالات العزل المنزلي، فكان مستشفى "أهالينا" أول رد عملي من أطباء مصر.

 

مستشفى إلكتروني

بدأ المدير الطبي لجامعة النيل الطبيب شريف أحمد المتولي فكرة المستشفى الأهلى بالتعاون مع الدكتور محمد توفيق، استشاري الجراحة العامة بمستشفى جامعة حلوان، من خلال تأسيس صفحة عبر فيسبوك، لتقديم الاستشارات الطبية والدعم العلاجي لمرضى كورونا فقط، دون باقي الأمراض. وبحسب شرح القائمين على الفكرة، فإنه لا ينبغي على مريض كورونا مغادرة منزله طوال فترة العزل الذاتي، لذا يقوم الأطباء المشاركون في المستشفى الإلكتروني بمتابعة آلاف الحالات التي لا تستوعبها المستشفيات الحكومية، تسهيلا على مرضى ودعما لجهود الأطباء في وزارة الصحة.

تخطت الصفحة 200 ألف مشترك في غضون أيام قليلة، وتوالت آلاف الرسائل على الصفحة التي شارك في تأسيسها حوالي 20 طبيبا من مختلف أنحاء مصر، لكن مع تزايد عدد الحالات شارك في تقديم الدعم أكثر من 500 طبيب متبرعين بأوقاتهم وجهودهم، دون الالتفات لما تروج له وسائل الإعلام عن تقاعس الفرق الطبية وهروبهم من ساحة المواجهة مع كورونا.

تسير "أهالينا" جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة، تشاركها البروتوكولات العلاجية المعتمدة ذاتها للحالات البسيطة والمتوسطة فقط، بحسب تصنيف الوزارة، التي اعتمدت على علاج تلك الحالات منزليا من خلال مقاطع فيديو مبسطة.

وحاول عدد من الأطباء توضيح طرق العزل المنزلي، وكيفية التعامل مع مريض العزل والمخالطين له، والأدوية التي يجب تناولها في حالة التأكد من الإصابة بكوفيد-19، بالإضافة لشرح واف لعلامات الإصابة الأولية، وكيفية تجنب تدهور الحالات.

يرفض أطباء المستشفى الإلكتروني التعاطي مع التعليقات الواردة على منشورات الصفحة تقليلا للجهد المهدر، وفي الوقت نفسه يؤكدون على فحص كافة الرسائل الواردة للصفحة، والتي ترد في الأغلب من أناس لم يُشخصوا بالمرض، فيبدأ معهم الأطباء رحلة الكشف والفحص، ثم التأكد من الإصابة من عدمها، خطوة بخطوة، بداية من تحاليل الدم وصور الأشعة المقطعية، وصولا إلى فحص كورونا المخبري.

 

انتشار واسع

60 رسالة في الدقيقة هي المعدل الذي توالت به رسائل المرضى على الصفحة منذ انتشار مقاطع فيديو إرشادية للأطباء بمستشفى "أهالينا"، حتى وصلت إلى خمسة آلاف رسالة في انتظار الإجابة عليها، فاضطر القائمون على المشفى الإلكتروني إلى إغلاق الرسائل حتى انتهاء فحصها والإجابة عليها، والتعامل مع التاريخ الطبي للمرضى، وفحص التحاليل والأشعات الخاصة بكل حالة.

يشرح المدير الطبي لجامعة النيل في أحد الفيديوهات أن اللجوء لفيسبوك كان ضمانة للوصول إلى أكبر عدد من المصريين، فالغالبية لديها حسابات عبر فيسبوك أكثر من التعامل مع أي من التطبيقات الأخرى مثل تلغرام، وأن كل ما يطلبونه هو الالتزام بقانون الصفحة التي لا تتعامل مع التعليقات للحفاظ على سرية بيانات المرضى، وحالاتهم الصحية.

بعد نجاح الفكرة، انضم أطباء مصريون من الولايات المتحدة الأميركية وإنجلترا إلى فريق "أهالينا"، بالإضافة إلى شركة تطبيقات ذكية تعمل على إمداد المشفى بآلية الرد الإلكتروني على الرسائل، وتقسيمها إلى مجموعات حسب العمر والحالة، كما شارك في التطوع بالصفحة عدد كبير من الأطباء حديثي التخرج، يعملون في المراحل الأولية من تقييم الحالات ومتابعة التحاليل قبل نقلها إلى الاستشاري في مرحلة تلقي العلاج.

حتى الآن، ورغم الضغط الشديد على المشفى الإلكتروني، والضغوط التي يواجهها الأطباء القائمون على الفكرة، فإن محاولات البعض لتقديم العلاج وكتابة أدوية للمرضى في التعليقات كانت من أكثر الأمور التي أثارت حفيظة الأطباء، ودفعتهم إلى مناشدة أعضاء المشفى الإلكتروني وزواره إلى عدم وصف أدوية قد تودي بحياة مريض، وقد أخلى فريق الصفحة مسؤوليته من أي دواء أو وصفات أو أرقام لأطباء تنشر في التعليقات قائلا "لسنا مسؤولين عما يكتب عبر تعليقات الصفحة، إذ تنحصر المسؤولية فقط في صندوق الرسائل".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي