عشر دراسات تخبرنا السر.. لماذا نحن مغرمون بالكشف عن أسرارنا؟

لماذا نحن مغرمون بالكشف عن أسرارنا، وفقا لأحدث البحوث
هل من المغري كشف سر يمكن أن يؤذينا؟ هل نشعر بالسعادة في خيانة أنفسنا؟ (غيتي)

عدم القدرة على كتم الأسرار مشكلة يعاني منها الكثير من الأشخاص، فلماذا يحصل معنا هذا الأمر؟

هذا السؤال يؤدي لمجموعة من الأسئلة مثل هل نحن منجذبون لضرورة الكشف عن شيء ما؟ ألا نستطيع إلزام أنفسنا بالتكتم على أسرار الأشخاص الذين وعدناهم بذلك؟ هل نستمتع بالإعلان عن بؤس الآخرين؟ هل نجد أنه من المغري كشف ما نعتقد أنه يمكن أن يؤذينا؟ هل نشعر بالسعادة في خيانة أنفسنا؟

إغراء الأسرار
يقول تقرير نشره موقع "خنيال" الإسباني إن البشر جميعا يتشاركون الأسرار بشكل متفاوت، وقد يصبحون أحيانا بمثابة عبيد لها.

ورغم أننا قادرون على القيام بكل ما في وسعنا حتى لا تصل هذه الأسرار إلى آذان الآخرين، فإن الرغبة الجامحة لكشف ما نخفيه من أسرار للآخرين تمثل دافعا آخر يستحوذ علينا ولا يمكننا التخلص منه بسهولة.

ولأن الأسئلة المتعلقة بهذه المسألة لا حصر لها، ويمكن أن نحصل على آلاف الإجابات لها، شرعت مجموعة من الباحثين بإعطاء هذا الموضوع إطارا أكاديميا بهدف تحليل دقيق لعلاقتنا بالأسرار.

‪البشر جميعا يتشاركون الأسرار بشكل متفاوت وقد يصبحون أحيانا بمثابة عبيد لها‬ (غيتي)
‪البشر جميعا يتشاركون الأسرار بشكل متفاوت وقد يصبحون أحيانا بمثابة عبيد لها‬ (غيتي)

البشر والأسرار
في إطار تحقيق أجراه أعضاء في جامعة كولومبيا أطلق عليه اسم "التجربة السرية"، تم تحليل عشر دراسات تركز على علاقة البشر بالأسرار.

وفي هذا الصدد، أجريت مقابلات جمعت جملة من الأسرار المفهرسة في 38 فئة. ويعتبر هذا العمل شاملا حيث حاولت كل دراسة الحصول على إجابات عن جوانب مختلفة من أسرار الأشخاص الذين شاركوا في المقابلة.

وكانت النقاط الأكثر إثارة للاهتمام التي استفسرت عنها الدراسة تتمثل في متوسط عدد الأسرار التي يحتفظ بها الشخص ومدى تأثيرها على رفاهنا العقلي، فضلا عن الأسباب التي تدفعنا للكشف عن هذه الأسرار، والكيفية التي تؤثر بها على حياتنا الاجتماعية، وأكثر المواضيع المرتبطة والمتداولة في الأسرار التي نبوح بها للآخرين.

13 سرا
رغم أن البحث لم ينته حتى الآن فإنه يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات التي تساعد على معرفة كيفية ارتباط الأشخاص بالأسرار، وتدفعنا كذلك إلى التفكير في علاقتنا بالأسرار التي يتوجب علينا كتمانها وعدم إفشائها للآخرين.

وكشفت الدراسة التي استندت على عشرة دراسات سابقة، أن الأشخاص الذين جرت مقابلتهم كان يحتفظ كل منهم بمعدل 13 سرا، كما بينت أن معظم الأشخاص يفشون الأسرار خلال اللقاءات الاجتماعية.

ووفقا للبحث، يبدو أن كثيرا من الأشخاص لا يستطيعون مقاومة إغراء الكشف عن الأسرار للآخرين ولا يمثل هذا مشكلة بالنسبة للغالبية العظمى منهم.

‪بحسب الدراسة كان الأشخاص الذين جرت مقابلتهم يحتفظون بمعدل 13 سرا‬ (غيتي)
‪بحسب الدراسة كان الأشخاص الذين جرت مقابلتهم يحتفظون بمعدل 13 سرا‬ (غيتي)

صراع مع الأسرار
وأكد الموقع أن الإنسان يعيش صراعا حقيقيا مع الأسرار التي يكتمها، وهو ما يجعل هذه الأسرار تحتل حيزا كبيرا من أفكارنا. فالأسرار التي نخفيها عادة ما تستحوذ على انتباهنا، مما يبقي الأفكار المتعلقة بها نشطة ويجعلها تحتل مكانا مهما في حياتنا، ويبدو أن القضايا التي تتعلق في الغالب بأسرارنا تتمثل في الخيارات الشخصية، والعلاقة بين الشريكين.

من الوارد أن يسبب لنا هذا الأمر القلق والشعور بالذنب وأنواعا أخرى من عدم الراحة. وخير مثال على ذلك نجده في رواية "القلب الواشي" للكاتب الروائي إدغار آلان بو، التي تحكي أطوار قصة شخصية تعذب بسر رهيب لدرجة الإصابة بالهلوسة في نهاية المطاف.

المصدر : الصحافة الإسبانية