الرفيق المثالي لا يمنح السعادة.. كيف تجلبها لنفسك

blogs السعادة
لا تلق اللوم على الآخرين حينما تكون تعيسا فالسعادة مسؤوليتك وحدك (بيكسابي)

ليلى علي

منذ نعومة أظفارنا تغمرنا فكرة أن شخصا آخر لديه القدرة على أن يجعلنا سعداء، وهي الرسالة التي حفرت في عقلك الباطن واستقرت في قاع معتقداتك.

تقول الطبيبة النفسية إيمي ليو، في مقالها "كيفية التعامل مع الزواج التعيس" على موقع زواج.كوم "إذا كنت تعتقد أن شخصا آخر يجعلك سعيدا، فعليك أيضا أن تصدق العكس، حيث يمكن لشخص آخر أن يجعلك غير سعيد. وهذا الاعتقاد هو ببساطة غير دقيق من الناحية العلمية وهو الأساس للكثير من المعاناة العاطفية واللوم غير الضروري".

تضيف ليو أن الشعور بالسعادة يتولد من الداخل، عادة دون وعي، والدليل على ذلك أنك تشعر بالسعادة والبهجة أحيانا، حتى لو لم يكن هناك شخص آخر مسؤول عن ذلك.

من جهته، يقول الكاتب توماس أوبونج في مقال "السعادة هي مسؤولية تجربتك الخاصة" المنشور على موقع ميديم.كوم، إن كثيرا من الناس ينتظرون شخصا ما أو حدوث أمر ما ليصيروا سعداء، في حين أن السعادة هي أمر داخلي. إذا كنت تتوقع أن يجعلك الآخرون سعيدا، فسيخيب أملك كثيرا.

لا تعين أي شخص في مهمة خلق السعادة في حياتك، فأنت المسؤول عن تجاربك في الحياة في حال كنت تبحث عن حياة سعيدة وذات معنى.

‪لا تعين أي شخص في مهمة خلق السعادة في حياتك‬  (بيكسابي)
‪لا تعين أي شخص في مهمة خلق السعادة في حياتك‬  (بيكسابي)

الرفيق المثالي
تقول جيل ب. ويبر، الحاصلة على دكتوراه في علم النفس في مقالها "في انتظار شخص ما ليجعلك سعيدا" على موقع سيكولوجي توداي، إن عدم تقدير الذات هو ما يجعلنا نفتش عن الرفيق المثالي الذي نستمد منه قوتنا وسعادتنا.

وتوضح ويبر قائلة إن ربط احترام الذات بالحصول على شخص رومانسي يصبح وسيلة للشعور بالحب الذي قد لا نشعر به تجاه أنفسنا، هو وسيلتنا للتعويض عن العجز في تقدير الذات. فكلما بدا الرجل، على سبيل المثال، واثقا ومحققا لإنجاز كبير شعرت المرأة بالرضا عن نفسها كما لو كانت هي من حققت تلك الإنجازات، وهنا يبدأ شعورها بالسعادة المرتكز على ارتباطها بشخص آخر.

أنت المسؤول عن سعادتك؟
يقدم توماس أوبونج بعض النصائح لبناء سعادتك الخاصة، يقول:

  • أنت مسؤول عن سعادتك ورضاك عن نفسك، وذلك يعني عدم إلقاء اللوم على الآخرين حينما تكون تعيسا. ويعني أيضا معرفة طرق السعادة رغم سلوكيات الآخرين السلبية ورغم التأثيرات الخارجية.

  • لا أحد يستطيع أن يجعلك سعيدا، ولا يمكنك أن تجعل أي شخص آخر سعيدا. بدلا من التطلع إلى السعادة من خلال شخص أو وظيفة، أو عامل خارجي، ركز على كيف يمكنك منح المزيد من السعادة لنفسك. عندما تترك سعادتك بين يدي شخص آخر، فسوف ينتهي بك الأمر إلى الاعتماد عليهم وعندما يغادرونك، ستصبح فارغا من الداخل.

  • لا تنخدع بسهولة بسبب الظروف غير المواتية. فالسعادة اختيار، وأنت لديك القدرة على التحكم في مشاعرك. لا تدع أي شيء أو شخص يسرق سعادتك، كما يجب عليك إسقاط الناس السلبية من حياتك. اختر القيام بمزيد من الأنشطة التي ستجلب لك السعادة طالما أنها لا تضر بجسدك وروحك.

الشعور بالامتنان
تدرب على كتابة كل شيء تشعر بالامتنان له بين الحين والآخر، لا تكتب الأشياء نفسها كل يوم، إن تحديد مجالات فريدة من الأمور التي تمتن لوجودها في حياتك، يفرض عليك إعادة صياغة منظورك للبحث عن الجوانب الإيجابية في حياتك اليومية.

اربط الامتنان بمجموعة من المزايا البدنية والنفسية، بما في ذلك السعادة، سواء كنت تتحدث عادة عما تشعر بالامتنان له، أو تكتب نعم الله عليك كل يوم قبل النوم، فأنت تدرب دماغك على البحث عن الخير في حياتك.

يقول الكاتب تشارلز ديكنز "فكر في النعم الحالية، التي لدى كل إنسان الكثير منها، ولا تفكر في مصائب الماضي، التي يعاني منها جميع الناس".

‪لا تعتمد على الآخرين في جلب السعادة لحياتك‬ (أنسبلاش)
‪لا تعتمد على الآخرين في جلب السعادة لحياتك‬ (أنسبلاش)

السعادة ليست هدفا
أنت بحاجة لتغيير طريقة تفكيرك لتجعل الحياة أكثر سعادة، ولتدريب عقلك على التمسك بالسعادة. يقول عالم النفس العصبي ريك هانسون، "نظرا لأننا ندرك كيفية عمل الدماغ، فإننا ندرك أنه يمنحنا القوة لتغيير رأينا بطرق عديدة". يمكنك تدريب عقلك على البحث عن الأشياء الجيدة في الحياة، لمساعدتك على رؤية الإمكانيات لديك، والشعور بالمزيد من الطاقة والنجاح بشكل أكبر.

وجبات السعادة الجاهزة
عندما تكون سعادتك في أيدي أشخاص آخرين فإنهم يحددون متى يمكن أن تكون سعيدا، حرر نفسك اليوم وكن مسؤولا عن سعادتك. في المرة القادمة التي تريد فيها البحث عن السعادة، ألق نظرة على المرآة، مارس تمارين السعادة العقلية، مع تزايد تثبيت تجارب القبول والامتنان والإنجاز، ستتمكن من التعامل مع مشكلات الحياة بشكل أفضل.

المصدر : مواقع إلكترونية