من هم الرُحّل الرقميون؟ 7 دول تفتح أبوابها لتأشيرات طويلة الأمد رسميا

فرص الرُحّل الرقميين تنامت بالسوق العالمية بعد أزمة كورونا (بيكسابي)

انتشرت في السنوات الماضية ظاهرة جديدة للعمل عن بعد أطلق عليها اسم الرُحّل الرقميين، وهم مجموعة ممن يعتمدون في عيشهم على العمل عن بعد وبشكل حر، ويستفيدون من تلك الميزة في التنقل والسفر بين البلدان للتعلم وتنمية مهاراتهم واكتشاف الثقافات الجديدة.

ومع تزايد الطلب على سوق العمل عن بعد بسبب التوصيات التي فرضتها جائحة كورونا على سوق العمل، تنامت فرص الرُحل الرقميين بالسوق العالمية، مما فرض على العديد من الدول النظر لمستقبل "الرقمنة والترحال"، وفتح آفاق وفرص جديدة لتقنين أوضاع الرحل الرقميين من خلال تخصيص نوع جديد من تأشيرات السفر التي تتناسب مع ظروف حياتهم، وذلك تشجيعا من تلك الدول لاجتذاب المزيد من المبدعين في مختلف المجالات، والذي بدوره ينعش الحراك الاقتصادي في تلك البلدان.

وقد واجه الرحل الرقميون صعوبة في الحصول على تأشيرات طويلة الأمد نسبيا، حيث لا تتعدى معظمها 90 يوما، بينما في بعض الحالات، فإن الحد الأقصى للتأشيرة التي يمكنك الحصول عليها يكون 30 يوما فقط، لذلك كان لزاما عليهم السعي نحو الاستقرار لفترات أطول في بعض البلدان للحصول على تأشيرات طويلة الأمد.

في هذا التقرير جولة في أهم الدول التي فتحت أبوابها للرحل الرقميين بحلول عام 2021.

جورجيا

تسمح جورجيا بتأشيرة الرحل الرقميين من خلال شرطين فقط وهما العمل الثابت والتأمين الصحي، ولا تفرض قيودا على الدخل الشهري وتكتفي بإثبات إمكانية تحمل سُبل العيش في جورجيا، وتحصل ببساطة على تأشيرة عمل عن بعد، بحسب موقع "لونلي بلانيت" (Lonely Planet) المتخصص بشؤون السفر.

جمهورية التشيك

تقدم جمهورية التشيك تأشيرة لمدة عام من خلال طلب الإقامة لأغراض تجارية، وتشترط الحصول على خطة مسبقة للسكن والإقامة بالتشيك، وتتميز براغ بسرعة إنترنت عالية جدا وانخفاض تكلفة المعيشة لذلك يعتبرها العديد من الرحل الرقميين خيارا مثاليا.

إندونيسيا وبالي

مهّدت الإقامة طويلة الأمد في إندونيسيا وبالي لتقنين أوضاع الرحل الرقميين رسميا، حيث وقّع أكثر من 2400 رحالة ورجل أعمال عريضة قدمت للحكومة الإندونيسية، لطلب تذليل عقبات الإقامة للرحل الرقميين بالبلدين.

وتدفقت أعداد كبيرة في السنوات الماضية على البلدين لما يميزهما من مستوى معيشة أكثر كلفة من الدول السابق ذكرها، ومتطلبات مالية أقل كثيرا من دول أوروبا وجزيرة بربادوس، وعلى الرغم من عدم وجود تأشيرة واضحة باسم الرحل الرقميين، إلا أن وضعهم بإندونيسيا وبالي مستقر وأعدادهم في تزايد مستمر، ويعتقد الخبراء أنها مسألة وقت فقط لتقنين أوضاعهم بمسمى الرحل الرقميين دون تحايل.

استجابات الدول لتقنين أوضاع الرحل الرقميين تتوالى بشكل يناسب متطلبات المرحلة (مواقع التواصل الاجتماعي)

ألمانيا

تفتح ألمانيا الفرص للرحل الرقميين للحصول على تأشيرة باسم "المستقل" (Freiberufler)، وهي خاصة بالعمل عن بعد والعمل الحر، ومدة التأشيرة تصل إلى 3 سنوات، وتشترط التقييد بمكاتب الضرائب المحلية ودفع ضرائب إلى الحكومة الألمانية، كما تضم فئة أخرى وهي تأشيرة الفنان والتي تطبق في برلين فقط وهي للفنانين الذين يمتهنون الرسم والموسيقى والكتابة، ويتم التقييم من خلال مكتب الضرائب المحلية، والذي يحق له اعتماد كل شخص وأوراقه بشكل منفصل.

بربادوس

توفر جزيرة بربادوس الجو الكاريبي والشواطئ الفيروزية، وتعد من أكثر البيئات الاستوائية روعة في العالم، وتتميز بالبساطة والهدوء بعيدا عن صخب حياة المدينة، وهي بعيدة تماما عن مسببات التلوث الجوي، وتشترط دخلا سنويا أكثر من 50 ألف دولار أو ما يعادل 4000 دولار شهريا، وذلك للحصول على تأشيرة رحّل رقميين، أو التقديم المباشر على تأشيرة مدتها 12 شهرا، وتكلفتها ألفا دولار للأفراد و3000 دولار للعائلات للإقامة لمدة طويلة بالجزيرة.

المكسيك

تسمح المكسيك بالحصول على تأشيرة إقامة تتراوح مدتها من عام إلى 3 أعوام، وتشترط إثبات دخل يزيد عن 1620 دولارا أميركيا خلال آخر 6 أشهر قبل التقديم، أو رصيد حساب مصرفي يزيد عن 27 ألف دولار، وتعد من أهم وجهات الرحّل الرقميين للسفر في السنوات الماضية.

إستونيا

تعد إستونيا من الدول الرائدة في مجال تأشيرات الرحّل الرقميين، ومهدت أمام رجال الأعمال وأصحاب العمل الحر الطرق القانونية للحصول على تأشيرة إقامة طويلة الأجل، من خلال شرط وحيد وهو إثبات دخل شهري قدره 3500 يورو.

تتميز إستونيا بكونها بوابة لباقي دول أوروبا كما أنها دولة صغيرة ذات تاريخ غني، وتربط الدولة شبكة مواصلات مجانية عالية الجودة.

تنضم إلى تلك القاطرة المزيد من الدول في المستقبل القريب بعد زيادة الإقبال على سوق العمل عن بعد، كما دعت ظروف تعليق السفر بسبب جائحة كورونا العديد من الرحّل الرقميين إلى التفكير في الاستقرار والحصول على إقامات طويلة الأمد، بعد أن كان الترحال المستمر هو هدفهم. وتتوالى استجابات الدول بأشكال تضمن انخراطهم في الأنظمة الضريبية بتلك الدول وتقنين أوضاعهم رغم مداخيلهم المتغيرة، ولكن يبدو أن متطلبات الوضع الجديد تدفع الجميع للتغيير بشكل يناسب متطلبات المرحلة.

المصدر : مواقع إلكترونية