مِن أكثر الدول العربية اهتماما بها.. مبادرات أهلية بالكويت لتشجيع الزراعة العضوية

الكويت هي الدولة الوحيدة عربيا التي تحوي مصنعا لسماد الدود /سوق المزارعين/الكويت
الكويت من أوائل الدول المصنعة لسماد الدود في العالم العربي (الجزيرة نت)

شهد المحاميد-الكويت

تبدو ثقافة الزراعة العضوية فقيرة في دول الوطن العربي، بعكس الدول الغربية التي باتت تحارب بشكل صارم المواد الكيميائية والخضروات والفاكهة المعدلة وراثيا، وترفض شعوبها إلا أن يكون كل ما يدخل أجسادهم صديقا للبيئة وغير ضار بالصحة.

وفي خطوة متقدمة على الدول العربية عموما والخليجية خصوصا، أخذت الكويت منحى مختلفا في كل ما يخص الزراعة وأدواتها ومنتجاتها، وشهدت -بحسب ما يرى خبراء- قفزة نوعية نحو الزراعة العضوية التي بات لها ناشطون مختصون للتوعية بأهميتها بيئيا وصحيا، حيث يحرص هؤلاء في كل الأنشطة والفعاليات على المقارنة بين الزراعة العضوية وبين استخدام السماد والمبيدات الكيميائية، والنتائج الكارثية التي تنجم عنها بحق الإنسان والبيئة على حد سواء.

ويجتمع الناشطون الكويتيون في هذا المجال كل عام تحت سقف "سوق المزارعين" الذي يضم أكبر تجمع للمختصين بالزارعة العضوية وكل أدواتها ومنتجاتها في البلاد، حيث يُروجون لمنتجاتهم ويبيعونها بأسعار رمزية، بالإضافة لتنظيمهم ورشات عمل ونشاطات للكبار والصغار بهدف نشر ثقافة الزراعة العضوية.

ويهدف سوق المزارعين -بحسب المنسق الإداري خالد المطوع- للترويج لثقافة الطعام العضوي والصحي، والابتعاد عن المواد الضارة والمعدلة لاتباع نمط حياة أفضل، إذ يضم السوق شتلات زراعية عضوية وسمادا عضويا وطعاما عضويا، جميعها ولدت من رحم إبداع شبابي قرر افتتاح مشاريعه الخاصة.

ولأن الكويت كانت تشكو من فقر في المواد العضوية التي توفرها للزراعة، أخذت أم علي -إحدى المشاركات في السوق- على عاتقها عبء توفيرها، وافتتحت مشروعها "العالم العضوي" (The organic world)، وكان هدفها الرئيسي ليس أصحاب المحميات والمزارع الكبيرة بل أصحاب البيوت من المواطنين والمقيمين المهتمين بالزراعة.

منتهى بغدادي تعرض شتلاتها في
منتهى بغدادي تعرض شتلاتها في "دكان برحي" بسوق المزارعين في الكويت(الجزيرة نت)

وتقول أم علي "بكل فخر تقدمت الكويت بشكل كبير على صعيد الزراعة العضوية منذ عام 2017″، مبينة أن سبب تأخر انطلاق الكويت في هذا المجال هو فقر الثقافة الزراعية أولا إلى جانب ندرة المواد العضوية.

الأولى خليجيا
ومن المواد العضوية التي توفرها السيدة الخمسينية: الأسمدة العضوية، والكائنات الدقيقة التي تتوفر في التربة مثل البكتيريا النافعة، وفطر المايكروزا. وبحسب كلام أم علي فإن "الكويت هي الدولة الأولى خليجيا التي توفر هذه المواد".

ولا يعد مجتمع الزارعة العضوية صغيرا في الكويت، بل هو مجتمع واسع ومستقبله سيزدهر وفقا لتوقعات أم علي التي ترى أن الأسواق في الكويت تتجه نحو توفير فواكه وخضراوات عضوية بشكل أكبر مؤخرا.

من جهته، أكد الباحث في الزراعة المائية علي الحمد -الذي شارك في السوق بشتلات زراعية عضوية بأسعار رمزية دعما للمزارعين الكويتيين- أن الكويت تقوم بإنتاج واحد من أفضل الأسمدة في العالم، وهو سماد الدود، حيث ينتج الدود سماد عضوي طبيعي 100% للبيوت والمحميات بتكاليف ليست باهظة، بالإضافة للمحسنات الزراعية التي تصنع من "شعر جوز الهند"، وهي إنجازات تحسب للشباب بالكويت في هذا الجانب وفق ما يوضح الحمد.

وبحسبه، فإن المجتمع الكويتي لم يعد مجتمعا استهلاكيا فقط، بل أصبح مجتمعا منتجا يأكل مما يزرع، ويبيع منتجاته التي زرعها وقام برعايتها منذ أن كانت بذرة وحتى أصبحت شجرة، والدليل أن أول مصنع لإنتاج أسمدة الدود في الوطن العربي يوجد في الكويت.

وعلاوة على سماد الدود، يقوم الشباب الكويتي بتجميع مخلفات الطعام والأشجار والحيوانات وتحويلها لسماد أيضا، ويوفر في السوق الكويتية أكثر من خيار عضوي طبيعي بعيدا عن الكيميائيات الضارة.

وفي "دكان بُرحي" تُنظم منتهى بغدادي ملتقى يجمع هواة الزراعة، سواء ممن يزرعون أو من يوفرون خدمات لأصحاب الزراعة، وتزرع عدة أنواع من النباتات منها النباتات المائية مثل "اللوتس" و"الووتر ليلي" و"آرو هيد"، بالإضافة لبصيلات التوليب والنرجس وغيرها الكثير، مشيرة إلى أن هناك إقبالا من الناس على شراء النباتات المزروعة منزليا بشكل كبير.

المصدر : الجزيرة