هاري ليس الأول.. ملوك وأمراء تخلوا عن الحياة الملكية بسبب الحب

ملوك تخلوا عن الحكم
الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل "دوقا ساسكس" قررا قبل أيام التخلي عن أداء واجباتهما الملكية (مواقع التواصل)

آيات جودت

عبر حسابهما الرسمي على إنستغرام، أعلن الزوجان الأمير هاري وميغان ماركل "دوقا ساسكس" تخليهما عن أداء واجباتهما الملكية قبل أيام، وأضافا أنهما سيربيان ابنهما بين أميركا الشمالية وبريطانيا، كما أفادت تقارير بأن ميغان ستتعاقد مع شركة ديزني لتقوم بالأداء الصوتي في أفلامها، بالإضافة إلى عملها في مجال صناعة الأزياء.

ولكن رغم أن المفاجأة بدت كأنها الأولى من نوعها، فإن الزوجين ليسا أول من يتخلى عن ألقاب أو واجبات ملكية في التاريخ الحديث، فقد سبقهما العديد من الملوك والأمراء، وإن اختلفت الأسباب أو النتائج المترتبة على مثل هذا القرار.

الملك إدوارد الثامن
تخلى ملك بريطانيا إدوارد الثامن عن لقبه ومهامه كملك عام 1936، في سبيل الزواج من السيدة الأميركية واليس سيمبسون، التي كانت مطلقة مرتين ولا يزال طليقاها على قيد الحياة، وهو ما كان مخالفا للقوانين والتقاليد الملكية والمجتمعية وقتها، بل وأيضا قوانين الكنيسة الأنغليكانية التي لم تكن لتقبل بهذا الأمر وقتها، خاصة أن الملك كان رئيسا أعلى للكنيسة.

قرر الملك وقتها التنازل عن العرش مقابل الزواج بالمرأة التي يحبها، ثم انتقل التاج إلى أخيه جورج السادس (والد الملكة إليزابيث الثانية)، الذي لم يكن من المفترض أن يصبح وريثا للعرش، لذا فقد عاش في الظل طوال حياته وعانى من مشكلة اللعثمة، وأصيب بسرطان الرئة، إلا أنه وصف بالوطنية والشجاعة حين أصر على البقاء مع أسرته في لندن وعدم مغادرتها رغم تعرض البلاد للغارات الجوية من قبل القوات الألمانية في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 1940 ومايو/أيار 1941.

‪الملك إدوارد الثامن وزوجته واليس سيمبسون‬ (مواقع التواصل)
‪الملك إدوارد الثامن وزوجته واليس سيمبسون‬ (مواقع التواصل)

أما إدوارد، فبعد تخليه عن التاج أصبح دوقا لوندسور، وعاش مع زوجته في فرنسا، في حالة أقرب للمنفى حتى وفاته عام 1972.

بالنظر لما حدث بعد ذلك، يظن بعض المؤرخين أن تنازل الملك إدوارد عن العرش كان من أفضل الأمور التي فعلها لصالح بريطانيا، فمنذ توليه العرش كان قد أشعل الكثير من الصراعات في البرلمان ومع السياسيين المختلفين، كما أنه أظهر فيما بعد تعاطفا كبيرا مع الألمان، وهو ما جعل ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني وقتها، يستبعده من فرنسا ويعينه محافظا لجزر الباهاما.

الأمير البريطاني فيليب
تخلى الأمير "فيليب" زوج الملكة إليرابيث الثانية عن مهامه الملكية كدوق لإدنبره عام 2017، وإن كانت هذه الخطوة تعد بمثابة تقاعد وليس تخليا عن دوره، لكونه تخلى عن تلك الواجبات بسبب تقدمه في العمر، فالأمير فيليب حينها كان قد أتم 96 عاما، وراعى أعمال العائلة الملكية لفترة تزيد عن 70 عاما.

ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يتخلى فيها الأمير فيليب عن لقبه الملكي، فقد تخلى من قبل عن لقب ملكي من أجل الزواج من الأميرة إليزابيث -وقتها – فالأمير فيليب ينتمي إلى الأسرة الملكية لليونان والدانمارك التي نفيت من اليونان، واضطر إلى التخلي عن لقبه الملكي اليوناني مع الاحتفاظ بالاسم الإنجليزي الأخير لجدوده، وبذلك أصبح قادرا على الزواج من الأميرة إليزابيث عام 1947، التي بدورها أصبحت فيما بعد ملكة بريطانيا.

‪الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث الثانية‬ (مواقع التواصل)
‪الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث الثانية‬ (مواقع التواصل)

الأميرة النرويجية مارثا لويز
الأمر لا يقتصر على بريطانيا فقط، فقد قررت الأميرة النرويجية مارثا لويز الابنة الوحيدة للملك هارولد الخامس الحالي، التنازل عن لقب "سمو الأميرة" عام 2002 بزواجها من المؤلف النرويجي الراحل "آري بيهمن"، إذ قررت بدء مشروعها الخاص لتعتمد عليه بشكل أساسي في دخلها، وهو ما عرضها بالتبعية إلى التخلي عن كونها "أميرة" فيما يتعلق بالأمور التجارية والقانونية.

وطبقا للقانون النرويجي، فإن كل أفراد العائلة الملكية غير مطالبين بسداد الضرائب عن دخلهم، إلا عندما يحصلون على عمل خاص بعيدا عن القصر، وهو ما رضخت له الأميرة مارثا بشكل طبيعي، حتى أنها انشأت لنفسها حسابا منفصلا على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" بعيدا عن حسابها الملكي.

ولكن رغم تخلي الأميرة عن الكثير من المميزات الملكية، فهي لا تزال محتفظة بترتيبها الرابع في أحقية ولاية العهد، وذلك بعد وفاة والدها الملك الحالي.

‪الأميرة النرويجية مارثا لويز وزوجها السابق آري بهن‬ (مواقع التواصل)
‪الأميرة النرويجية مارثا لويز وزوجها السابق آري بهن‬ (مواقع التواصل)

الأميرة اليابانية أياكو
مرة أخرى يكون الحب سببا في تخلي أحد أفراد العائلة الملكية عن لقبه، والدور هذه المرة على الأميرة اليابانية "أياكو"، التي قررت الزواج من كي موريا عام 2018، وبحسب القانون الإمبراطوري السائد، فإن الأميرة التي تتزوج من أحد العوام تفقد لقبها وواجباتها الإمبراطورية.

ولكن رغم تخلي الأميرة عن لقبها ومهامها، فإن وضعها كان مختلفا، فقد احتفظت بمكانتها كرئيس فخري للجمعية الكندية اليابانية واتحاد طلاب الكلية البحرية.

وقد فسر البعض ذلك بأن العائلة الإمبراطورية قد تقلص عدد أفرادها إلى 17 فردا فقط، مما لا يدع مجالا لإعفاء أي فرد بها من القيام بمثل هذه المهام، إلا أن هذا لم يمنع العائلة من إعلان أنه لا علاقة لها بالأمر وأنه كان وفقا لاتفاقية بين هذه المنظمات وبين الأميرة أياكو.

المصدر : مواقع إلكترونية