ردا على وصفها بأسوأ مدينة للعيش.. مهرجان للطائرات الورقية في بغداد

عراقيات يشاركن في تحليق الطائرات الورقية
المهرجان محاولة من شبان عراقيين لبث الحياة والسلام في بغداد (الجزيرة)

محمد عبد الواحد-بغداد 

بألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة حلقت الطائرات الورقية في سماء بغداد، وحلقت معها أمنيات العراقيين بأن يعم الأمن والسلام في عموم البلاد، وأن تخرج مدينتهم من قائمة المدن الأكثر سوءا.

شباب ومتطوعون نظموا مهرجان الطائرات الورقية السنوي في موسمه الثالث أول أمس الجمعة بحدائق شارع أبو نواس وسط العاصمة العراقية، في محاولة منهم لبث الحياة والسلام فيها.

وضم المهرجان منطقة مخصصة لتحليق الطائرات الورقية والفعاليات والتجهيزات الترفيهية المصاحبة، والتي يشرف على إدارتها أكثر من 200 متطوع من مختلف مناطق العاصمة بغداد.

المهرجان شهد تفاعلا كبيرا من الأسر البغدادية(الجزيرة)
المهرجان شهد تفاعلا كبيرا من الأسر البغدادية(الجزيرة)

منصة للطاقات
وقال مسؤول اللجنة الإعلامية للمهرجان أحمد القاسم للجزيرة نت إن مجموعة من الشباب الواعين أطلقت هذه المبادرة ردا على اختيار مدينة بغداد من ضمن المدن الأكثر سوءا، وبنفس الوقت يبين صورة بغداد الحقيقية التي تعبر عن السلام والمحبة.

وأضاف القاسم أن المهرجان هو منصة للشباب ليظهروا طاقاتهم ومواهبهم، سواء كانت العزف على الآلات الموسيقية أو الغناء أو الرقص وحتى الرسم، إضافة إلى إقامة بازار يعرض الأعمال اليدوية أو الكتب المتنوعة، مشيرا إلى أن "ريع البازار يذهب إلى أعمال إنسانية، مثل دعم مرضى السرطان أو الفقراء والأيتام وحتى النازحين".

‪‬ إقبال الأسر البغدادية على شراء الطائرات الورقية(الجزيرة)
‪‬ إقبال الأسر البغدادية على شراء الطائرات الورقية(الجزيرة)

وتقول المواطنة ملاك نزيه -التي استطلعت الجزيرة نت رأيها في المبادرة- إنها حضرت العام الماضي مهرجانا للطائرات الورقية أقامه ناشطون مستقلون وأعجبت بفكرته، وبدأت تشارك معهم في الأعمال اليدوية وجمع الكتب ونشر الدعاية لهذا المهرجان.

وأضافت أن "هذا النشاط هو رسالة إلى العالم مفادها أن بغداد هي مدينة التعايش السلمي بين مختلف الطوائف، وليست كما تصورها وسائل الإعلام مدينة قتل وخراب"، مشيرة إلى أن مهرجان الطائرات الورقية يسهم في التوعية ونشر المعرفة، إضافة إلى توظيف طاقات الشباب الإيجابية لصالح المجتمع.

وبزي المهرج تحاول آلاء الدراجي مع زوجها رسم الابتسامة على وجوه الأطفال والمشاركين في المهرجان.

وأكدت أن مشاركتها في المهرجان واجب من أجل المساهمة في تحسين صورة مدينة بغداد ، فضلا عن كونها وزوجها يتمتعان بمهارات عالية لإضحاك الناس، والتخفيف من معاناتهم وهمومهم.

وتضيف الدراجي للجزيرة نت أنها وزوجها ساهما في الكثير من الحفلات في مخيمات النزوح لرسم الابتسامة على وجوه الأطفال والكبار، إضافة إلى قيامهما بزيارات ميدانية إلى المستشفيات والمراكز الخاصة بمرضى السرطان.

‪‬ أم عراقية تشارك ابنها في اللعب بالطائرات الورقية(الجزيرة)
‪‬ أم عراقية تشارك ابنها في اللعب بالطائرات الورقية(الجزيرة)

دلالات خاصة
"وتحمل الطائرات الورقية دلالات خاصة لدى الصغار، إذ ترمز إلى السلام والتآلف والترابط"، بحسب زاهر محمد حسن، وهو مدرس في إحدى مدارس بغداد.

ورأى حسن أن المهرجان يحمل رسالة سامية هي تحسين صورة بغداد ونشر الوعي والثقافة من خلال فعاليات متنوعة، مثل تحليق الطائرات الورقية الملونة الجميلة، والرسم والنحت، والعزف على الآلات الموسيقية، فضلا عن توزيع الكتب الذي أدى إلى تفاعل كبير من الطلبة، معتبرا أن هذا المهرجان يمكن أن يغير كثيرا الصورة السيئة التي رسمت لمدينة السلام، على حد تعبيره.

وحسب مؤشر "ميرسر" العالمي الذي نشر الشهر الماضي، فقد حلت بغداد في المركز الأخير كأسوأ عاصمة للعيش في العالم.

ونظمت أول نسخة من مهرجان الطائرات الورقية في العاصمة بغداد عام 2017 بعد استعادة أغلب المناطق من تنظيم الدولة الإسلامية.

الكبار يشاركون الأطفال في اللعب بالطائرات الورقية(الجزيرة)
الكبار يشاركون الأطفال في اللعب بالطائرات الورقية(الجزيرة)
المصدر : الجزيرة