حذار من الخدعة.. أشهر كذبات أبريل ودور وكالة ناسا فيها

الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون مؤسس شركة فيرجن.
الملياردير الإنجليزي ريتشارد برانسون اشتهر بحبه للخدع والمقالب، واعترف الإعلام أن أكثر مقالبه براعة هي خدعة عام 1989 (مواقع التواصل)

آيات جودت-القاهرة

كذبة أبريل/نيسان تقليد عالمي لا يُعرف تحديدًا كيف بدأ أو أين، ولكنه موجود منذ مدة طويلة ولا يبدو أنه سيندثر قريبًا، من المفترض أن تنطوي الكذبة على خدعة بسيطة لا تسبب ضررًا لأحد وأن تكون غير مرعبة، ويجب في نهاية الخدعة أن يعترف صاحبها بأنها لم تكن سوى "مقلب أبريل".

التقليد السنوي يرجع إلى القرن السادس عشر، على الأرجح، حين تم اعتماد التقويم الغريغوري في فرنسا، واُحتفل برأس السنة في الأول من يناير/كانون الثاني بدلًا من الأول من أبريل/نيسان، ولكن البعض ظلوا متمسكين بالاحتفال في الأول من أبريل، مما جعل الآخرين وقتها يلقبونهم بـ"حمقى أبريل" (April fools) وكانوا يمارسون عليهم خدعا مختلفة.

لا يقتصر الاشتراك في هذا التقليد على الأفراد العاديين فقط، بل إن الكثير من الخدع المؤثرة والكبيرة كانت بفعل مؤسسات وشخصيات عامة وقنوات إعلامية كذلك، نعرض عليكم بعضا من هذه الخدع التي حازت على شهرة كبيرة وظلت ذكراها ممتدة لسنوات.

ثورة بركان زائفة
استيقظ سكان مدينة ستيكا بولاية ألاسكا الأميركية في الأول من أبريل/نيسان 1974 على دخان أسود يتصاعد من البركان القريب منهم والخامل لما يزيد عن 400 عام، فاجتاحهم الذعر وتركوا منازلهم وظلوا في الشوارع محدقين في الدخان، وانهمرت الاتصالات على مراكز الخدمة بالمدينة مليئة بالتساؤلات إن كان من المتوقع أن يثور البركان قريبًا، وهو ما دفع خفر السواحل إلى استقصاء الأمر ليجد 70 إطار سيارة محترقة كانت خلف البركان، مع كلمة "كذبة أبريل" مكتوبة بسائل مرشوش على الجليد.

المسؤول عن تلك الكذبة كان أحد سكان المدينة ويدعى أوليفر بيكار، الذي أتته فكرة هذه الخدعة عام 1971 وظل يجمع إطارات السيارات منتظرًا ثلاث سنوات حتى يصبح المناخ الجوي مناسبًا لتنفيذ خدعته، ونفذها بمساعدة بعض أصدقائه، بحسب موقع هوكسز (Hoaxes).

قبل تنفيذ خدعته، أبلغ بيكار السلطات المحلية والشرطة بالأمر، ولكنه أسقط سهوًا إبلاغ خفر السواحل، مما جعلهم يقومون بالفعل باستكشاف الأمر وكشف الخدعة، لم يتوقع بيكار رد الفعل الذي قابله بعد معرفة الجميع بأمر الخدعة، فبجانب أن سكان المدينة وخفر السواحل لم يغضبوا منه، فقد انتقل خبر خدعته إلى الوكالات العالمية التي نشرتها فظلت تتناقل حكايتها حتى يومنا هذا.

‪قد يعود تقليد الأول من أبريل إلى القرن السادس عشر‬ (بيكسابي)
‪قد يعود تقليد الأول من أبريل إلى القرن السادس عشر‬ (بيكسابي)

مركبة فضائية وإي تي
بدأ الملياردير الإنجليزي الشهير ريتشارد برانسون خدعته في فجر يوم 1 أبريل/نيسان 1989، حيث صنع منطادًا على هيئة مركبة فضائية لا تنتمي لكوكب الأرض، وبحسب ما ذكره موقع تويستد سيفتر (Twistedsifter)، فقد توقف الناس في الشوارع لمشاهدة هذه المركبة، بينما استنفر الجيش والشرطة قواتهما لمواجهة ما سيخرج من المركبة، ونقلت الكثير من شاشات التلفاز العالمية حدث هذه المركبة الغامضة حتى هبوطها على الأرض.

كان من المفترض أن يهبط البالون في "هايد بارك" بلندن، ولكن نظرًا لسوء الأحوال الجوية يومها هبط في مكان آخر، وإن كان هذا لم يمنع من متابعة الإعلام والسلطات لهذه المركبة الغامضة.

لم يكتف برانسون بهذا الحد، وإنما كان في انتظار الجميع مفاجأة إضافية بعد هبوط المنطاد، فقد كان معه على متنه ممثل قزم متنكر في هيئة الكائن الفضائي الشهير "إي تي"، وجعل خروجه من المركبة دراميًا محاطا ببخار الثلج الجاف، حتى إن القوات المحيطة بالمنطاد أشهرت السلاح في وجهه، ليظهر حينها برانسون ضاحكًا من ورائه.

أصيبت السلطات ببعض الغضب من خدعة برانسون، إلا أنه سرعان ما اختفى الغضب ليحل محله الإعجاب بهذه الخدعة التي أبدعها الملياردير المحب للخدع والمقالب، واعترف الإعلام أنه على كثرة مقالبه فهذه الخدعة تحديدًا هي الأكثر براعة.

سارعوا بالتهام القمر
تعد وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) واحدة من أشهر وأقوى الوكالات المختصة بالفضاء، ولكن هذا لم يمنعها من الاستمتاع هي الأخرى بالخداع في أبريل، فقد نشرت على موقعها الرسمي في الأول من أبريل/نيسان 2002 صورة مقربة لسطح القمر، قائلة إنها الصورة الأحدث للقمر، وتم التقاطها بأكثر الكاميرات الفضائية تطورًا، ويظهر في الصورة تاريخ مطبوع وهو "1 أبريل 200".

استكملت ناسا الخدعة قائلة إن هذه الصورة تثبت أن القمر مصنوع من الجبنة الخضراء ومطبوع عليها تاريخ صلاحية، وأنها لم تتمكن بعد من التأكد إن كان هذا التاريخ هو "لانتهاء الصلاحية" أم لا، ثم صرّح المتحدث الرسمي للوكالة بأنه لا يهم إن كان هذا التاريخ لهذا أم لذاك، وأنه من الأفضل الإسراع بالتهام القمر سريعًا قبل أن يفسد.

سرعان ما أعلنت ناسا أن هذا الأمر ليس سوى خدعة وإن كانت الصورة الأصلية للقمر حقيقية وتم التقاطها عام 1965، وعدّلت بشكل بسيط وأضيف إليها التاريخ.

المصدر : الجزيرة