توائم غزة.. حياة اجتماعية ومهنية ناجحة

مهيب ومفيد أبو زايدة
نجح العديد من التوائم بغزة في الأعمال والتخصصات المهنية بشكل بارز (الجزيرة)

غزة-علا موسى

ينجحون في حياتهم العملية والاجتماعية في غزة رغم صعوبة الظروف العامة، لأنهم توائم، فلا يقتصر الأمر على التشابه في أشكالهم فقط، فهم يتشابهون ويتشاركون حياتهم الاجتماعية والدراسية وحتى المهنية.

ويتفق عدد كبير منهم بالقرارات بينهم، خصوصا وقت الأزمات، والأجمل عندما يدخل أي مواطن مكانا تجاريا أو معرضا أو أماكن أخرى ويجد توأما فيه، فيخلف جوا مرحا، حتى أن البعض ينجذب للمكان بوجود التوأم.

وبالاطلاع على حياة التوائم في غزة فإن العديد منهم نجحوا بالعمل معا والاشتراك في الأعمال والتخصصات بشكل بارز، بل إن بعضهم مع نجاحاتهم أصبحوا معروفين في الوسط المهني لتخصصهم، مثل مفيد ومهيب أبو زايدة المعروفين بمهنتهما بالتصوير الطبيعي وإنتاج الفيديوهات التجارية في غزة.

توأم العدسة
أصبح التوأم مفيد ومهيب أبو زايدة (26 عاما) معروفين بشكل كبير في غزة، درسا تخصص الإذاعة والتلفزيون، ويعملان معا في مجال التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ويطلقان على نفسيهما "توأم العدسة" لأنهم يتشاركان في إنتاج محتوى من الصور الجمالية والإخبارية والإبداعية، إضافة لإنتاج الفيديوهات معا، وخصوصا التجارية منها.

تعرض الشقيقان للكثير من المواقف الطريفة والمغامرات لأنهما يتشابهان في الصفات والتخصص، وحتى يرتديان نفس الألبسة وبعض الألوان، ويعتبرا أول توأم من فئة المصورين في غزة.

‪قرر مهيب ومفيد قبل عامين العمل في المجال الصحفي‬ (الجزيرة)
‪قرر مهيب ومفيد قبل عامين العمل في المجال الصحفي‬ (الجزيرة)

يقول مهيب "حياتي أنا ومفيد جميلة ومليئة بالمزاحات والطرائف، نجحنا لأننا توأم ونكون جسدا واحدا في بعض الأوقات، عندما نقوم بأي عمل سوياً في أرض الميدان ينظر الكثيرون لنا ويبتهجون، ويسألاننا عن التشابه والعمل، وفي الكثير من المرات يظن بعض المارين أنني مفيد وأيضاً يظن آخرون أن مفيد هو أنا".

ويرى أن ظروف قطاع غزة الاقتصادية الصعبة وقفت أمامهما في الكثير من المرات في بعض احتياجاتهما والاعتماد على ذاتهما في المصاريف، لكنهما على مدار عملهما في المجال الإعلامي منذ خمس سنوات استطاعا اكتساب خبرات في خلق عمل خاص بهما.

قبل عامين قررا العمل في المجال الصحفي والفني معا حيث يقومان بعمل جلسات تصويرية للناس وللأطفال وتصوير الطبيعة وبعض الأحيان التصوير لوكالات محلية، وأيضا إنتاج فيديوهات تجارية تحت مسماهم التجاري "توأم العدسة".

يضيف مفيد "العمل الصحفي في غزة صعب جدا فالوكالات المحلية تواجه أزمة مالية صعبة، صحيح أننا لن نترك المجال الصحفي لكننا نجحنا كتوأم في التصوير في مجالات مختلفة، بل إننا أصبحنا عندما نمشي في شوارع غزة يشير بعض الناس لنا كتوأم العدسة".

بالعمل والهواية
أما ماندي ولارا سرداح (24 عاما) فقد درستا علم الاجتماع، وتعملان في جمعية أطفالنا للصم في غزة، وتتشاركان يومياتهما وأيضا ردائهما بشكل يومي.

 تعمل ماندي أخصائية اجتماعية وتوأمها مسؤولة شؤون الموظفين في الجمعية، حتى أنهما تملكان حسابا واحدا على فيسبوك باسم "ماندي لارا سرداح".

تملكان نفس الموهبة، وتهويان تصوير الطبيعة والنباتات والطيور الفلسطينية الأصيلة، والتي تتمركز بالغالب بالقرب من وادي غزة، رغم امتلائه بالقاذورات وخط صرف صحي غير مكرر.

‪التوأم سرداح ورصد حركة الطيور المهاجرة والنادرة في غزة‬ (الجزيرة)
‪التوأم سرداح ورصد حركة الطيور المهاجرة والنادرة في غزة‬ (الجزيرة)

 تتفقان على التصوير بشكل متكامل، فماندي تلتقط المشهد الجمالي وطبيعة الكادر للصورة، ولارا تلتقط الصور بعدستها، وتسميان كل صورة تقومان بتصويرها "ماندي لارا سرداح".

تقول لارا "عام 2005 بدأنا التصوير العشوائي بكاميرا بدائية، لكن عام 2012 قررنا شراء كاميرا تصوير فيها جانب جمال غزة بعيدا عن الحصار والدمار والدماء المعروفة عنها، وعملنا يقوم على دعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية صباحا ومناصرة قضاياهم في غزة وتنظيم سير بعض المشاريع الداعمة لهم، وبعد العصر تصوير التنوع الحيوية".

وتضيف أنهما تتابعان أنواع الطيور المهاجرة في غزة وترصدان حركتها بالمنظار، وتبحثان معا عن التنوع الحيوي في فلسطين، كما استفادتا من بعض الخبراء البيئيين في غزة ببعض المعلومات البيئية.

الشقيقان جاد الله
أما صلاح وخالد جاد الله (23 عاما) فلهما حضور مميز في تخصصات متنوعة أيضا، فهما يتشاركان العمل في بعض المعارض للمنتجات المستوردة والوطنية، إلى جانب التطوع في المبادرات الإنسانية وعملهما الحر على شبكة الانترنت، إضافة إلى ممارسة الرياضة وحتى النوم في غرفة واحدة.

تخرجا من تخصص الإنجليزية في جامعة الأزهر بغزة، ولا يتركان بعضهما في أي ميعاد أو مكان يتنقلان فيه، حتى أن الكثير من أصدقائهما يطلبون منهما وضع علامة تميز بينهما، لكنهما يحبان تلك المواقف الطريفة التي تقابلهما.

‪الشقيقان صلاح وخالد جاد الله تخرجا من تخصص الإنجليزية بجامعة الأزهر بغزة‬ (الجزيرة)
‪الشقيقان صلاح وخالد جاد الله تخرجا من تخصص الإنجليزية بجامعة الأزهر بغزة‬ (الجزيرة)

يقول صلاح "منذ الطفولة متشابهان في الطباع حتى أن والدي عندما أصبحنا في مرحلة المراهقة في الكثير من المرات لم يستطع التفريق بيننا، عملنا في عشرات المعارض المحلية في مجال التنظيم والاستقبال والبيع، وكمندوبين لأكثر من شركة وطنية، وعشرات الأعمال التطوعية والعمل الحر في تصاميم المواقع، لكن اللافت أن العروض تقدم لنا معا، فصاحب كل عمل يطلبني أنا وخالد معا فنتحول لجسد واحد يعمل عملا بجودة كبيرة وننجز عملا عن فريق متكامل".

ويضيف خالد "ألاحظ أن التوائم في غزة أصبحوا مثل الماركة التجارية البارزة، عملهم فيه جودة وإتقان ولفت نظرة وتميز في ظل التشابه".

المصدر : الجزيرة